يزداد التحريض الرسمي ضد قناة الجزيرة في اليمن ضراوة، ويبعث على المزيد من المخاوف إزاء استعداء السلطات الرسمية للصحفيين، وفي حين منع طاقم قناة الجزيرة أكثر من مرة تغطية الأحداث في المحافظات الجنوبية، سبق وأن تلقى فريق الجزيرة تهديدات بالتصفية الجسدية، أما اليوم الاثنين فقد حرض برلماني مؤتمري الأمن على ضرب مدير مكتب الجزيرة بصنعاء الزميل مراد هاشم، فيما منع حراس البرلمان فريق القناة من دخول المجلس لتغطية الجلسة المخصصة للاستماع إلى ردود كل من نائب رئيس الوزراء لشؤون الدفاع والأمن ووزيري الدفاع والداخلية على أسئلة أعضاء المجلس بشأن الحالة الأمنية المتدهورة في البلاد ,في حين سمح لباقي الوسائل الإعلامية والقنوات الأخرى. وعلم "المصدرأونلاين" أن النائب المؤتمري سنان العجي حرض حراسة البرلمان ضد طاقم القناة، وقال: لا تخلوهاش تدخل ومراد هاشم اضربوه على شان يتأدب"، لكنه اقترح عليهم أن يوكلوا مهمة الضرب ل"واحد مدني". بحجة تركيزه على ما وصفه بالحراك الانفصالي وتجاهله مظاهرات الوحدويين في الجنوب.
ويعد العجي واحداً من 5 شخصيات كرمهم منتدى الشقائق العربي لحقوق الإنسان قبل بضعة أيام تزامناً مع اليوم العالمي للعدالة الذي يصادف ال 17 من يوليو. وبحسب منتدى الشقائق، فإن المكرمين – والعجي واحد منهم- كان لهم دوراً كبيراً وإسهامات بارزة في مجال حقوق الإنسان في اليمن وقد تحملوا الكثير من الضغوطات النفسية والمهنية والعائلية في سبيل إحقاق الحق وضمان إقرار العدالة للجميع. وقالت رئيسة المنتدى أمل الباشا إن " هذا التكريم للذين تحملوا الكثير من الضغوطات النفسية والمهنية والعائلية في سبيل إحقاق الحق وضمان إقرار العدالة للجميع. وأضافت " أن المكرمين قدموا كل هذا وأكثر دون أن يبغوا من وراء ذلك مالاً أو منصباً أو شهرة فارغة أو على الأقل لم يخطر في بالهم مثل هذا التكريم.
من جهته علق الزميل مراد هاشم على هذه المضايقات التي تعرض لها هو وزملاؤه بأنها ثمرة لحملة تعبئة متواصلة ضد القناة، وأبدى استغرابه لتكرارها، واعتبرها محاولة لاثنائهم عن واجبهم المهني. وقال هاشم: كنا ولا زلنا حريصين على أن نؤدي عملنا بشكل مهني ومحايد وموضوعي وفقا للمعايير المهنية المتعارف عليها، مضيفاً أن من الواضح أن ثمة من يتضرر من أداء مهني كهذا. وأكد مدير مكتب القناة بصنعاء مراد هاشم انه تم إرسال مندوب العلاقات العامة في المكتب لمعرفة أسباب المنع ومصدر التوجيهات وإقناع الأمن بدخول الفريق لكنه قوبل برفض مماثل. وكان الزميل الزميل مراد هاشم مدير مكتب قناة الجزيرة في صنعاء قد تلقى صباح أمس الأحد تهديداً بالتصفية الجسدية من قبل مجهول. وقد طالب هاشم وزارة الداخلية ونقابة الصحفيين اليمنيين باتخاذ الإجراءات اللازمة إزاء تلقيه التهديد من مجهول أسمى نفسه فاعل خير عبر اتصال هاتفي من رقم (311635)، إلى مكتب القناة وأبلغ سكرتيرة المكتب إيصال الرسالة لمراد هاشم: "قولي لمدير المكتب قرب أجله، والله لنجيله إلى البيت". وحينما حاول الزملاء في مكتب الجزيرة الاتصال على ذات الرقم تبين أنه لا يستقبل المكالمات. وكانت نقابة الصحفيين اليمنيين قد أدانت بشدة التهديدات بالقتل الموجهة للزميل مراد هاشم مدير مكتب الجزيرة في اليمن وعضو النقابة، معتبرة ذلك إفلاسا أخلاقيا، وتمثل أيضا تطورا خطيرا يهدد عمل الصحفيين، ويسيء لما تبقى من حريات صحفية في البلاد. وعبرت النقابة في بيان صحفي عن انزعاجها الشديد، والقلق الكبير من تكرار مسلسل التهديد والتحريض ضد الزملاء العاملين في مكتب قناة الجزيرة، الذي يكشف عن ضيق وتبرم من الدور المهني للزملاء في تغطية الساحة اليمنية بحيادية عالية. وأعلنت النقابة تضامنها الكامل، ودعمها غير المحدود للعاملين في مكتب الجزيرة ، ووقوفها المطلق إلى جانبهم، والتزامها بالدفاع عنهم، وتجدّد تحميلها المسؤولية كاملة لوزارة الداخلية والسلطات الأمنية المختلفة في البلاد وتدعوها إلى توفير كافة أنواع الحماية للزملاء، وتأمين عملهم الصحفي، كما تتحمل تلك الجهات ما يترتب عن تلك التهديدات من أفعال قد يرتكبها مجرمون حسب البيان. وكان علي مسعد اللهبي عضو مجلس النواب المنتمي للمؤتمر الشعبي العام قد طالب مؤخراً سحب الترخيص وإغلاق مكتب القناة . واتهم اللهبي قناة الجزيرة بأنها تبث أخباراً معادية لليمن ووحدته وأمنه واستقراره وأنها تخالف القوانين والأنظمة ولا تلتزم بأمانة المهنة، وقال "إنها تقوم ببث ما يملى عليها من قبل القوى المعادية لليمن ووحدته المباركة". معتبراً القناة غير مرغوب فيها على مستوى الوطن وأنها أصبحت محل نقد للمجتمع اليمني .