يحيي أبناء الشيخ عبدالله بن حسين الأحمر الجمعة القادمة الذكرى السنوية لرحيل والدهم في "القاعة الكبرى" بصنعاء. وتأتي هذه الذكرى، وهي الثالثة ، منذ رحيل الشيخ في 31 ديسمبر 2007 ، في ظل أجواء سياسية واجتماعية متوترة ، ومتغيرات دراماتيكية شهدتها اليمن خلال السنوات الأخيرة.
الفعالية التي ستعقد عصر الجمعة القادم ستكتسي بحضور لافت لشخصيات سياسية كبيرة وقبلية، إضافة إلى أعضاء في السلك الدبلوماسي وقادة الأحزاب والتنظيمات السياسية.
والشيخ الأحمر معروف بحضوره الطاغي، كواحد من صناع التحولات الوطنية في اليمن طيلة 4 عقود، فالراحل، الذي تقلد مناصب رفيعة المستوى في اليمن الجمهوري بدأ بوزير داخلية في حكومة الثورة، ثم رئيسا لأول مجلس وطني (البرلمان) في اليمن، إلى رئيس مجلس الشورى مطلع السبعينيات وعضوا في المجلس الجمهوري حينئذ، اختتم حياته من على شرفة رئاسة برلمان اليمن الموحد أواخر في 2007.
وإلى تلك المواقع الرفيعة، كان الشيخ الأحمر رئيسا لأكبر تنظيم سياسي في الجمهورية اليمنية (التجمع اليمني للاصلاح) ، وقبل ذلك هو شيخ أعتى قبيلة في اليمن (حاشد).
قبيلته الحاضرة بقوة في تأريخ اليمن الحديث، اضطلعت بدور ريادي في تنضيج ابرز حدث سياسي في القرن العشرين (ثورة 26سبتمبر) حيث وقفت ببسالة إلى صف الثورة بقيادة شيخها الشاب حينئذ، واليتيم الخارج من السجن لتوه.
يتفق كثيرون من معاصري تلك الثورة أن وقوف تلك القبيلة ضد نظام حكم الأئمة كان أساسيا لتحقيق الجمهورية، غير أن كثيرين بالمقابل يرون أن حاشد لا تزال بذات القوة.. وتمكن الشيخ عبدالله إبان عقد الستينات أن يلملم شتات قبيلته، بعد مقتل أباه وشقيقه حميد، بأمر من الإمام احمد بن يحي حميد الدين، وان يخوض بها ضاريا في دروب وتحولات خطرة كانت تعصف باليمن والإقليم.
اكتسبت شخصية الشيخ عبدالله بالكياسة والدهاء بين أقرانه شيوخ القبائل، وارتبط الرجل الداهية - حد توصيف احد المؤرخين الأجانب- ارتبط بعلاقة جيدة مع ملوك العربية السعودية ، تلك العلاقة التي تمتنت وتوثقت يوما بعد يوم ، حتى صار يعرف برجل المملكة في اليمن..
في كل الأحوال لم يكن الرجل على علاقة جيدة جدا بالرئيس ولا على خصومه منقطعة معه، وهي تلك شخصيته، وسياسته التي اعتمدها مع عدد من الزعامات التي حكمت اليمن الجمهوري (الشمالي) تقريبا.
وعندما كان رئيسا للبرلمان اليمني يدير تنوعا سياسيا ، كان الرجل يحاول أن يتموضع في مسافة متساوية مع الجميع .. لكن على صعيد جبهة المواجهة مع الرئيس ، حاول الرجل أن يحتد في مواقفه الوطنية ، وان يحذر من "النفق المظلم" الذي رأى ان اليمن تسير باتجاهه..وهذه السنة تنعقد احتفائية ذكرى رحيله الثالثة، في ظروف بالغة الخطورة.
وكان خطأ غير مقصودا نشرته صحيفة المصدر وبعض الصحف الأخرى من المناسبة هي أمس الثلاثاء في صالة المدينة، غير أن موعدها الصحيح هو عصر يوم الجمعة القادم في القاعة الكبرى بحده.