استعرضت الحكومة اليوم السبت أمام مجلس النواب تقريراً ملخصاً عن أدائها للعام 2008. وفي الجلسة التي حضرها رئيس الحكومة د.علي محمد مجور، وغالبية الوزارء، وجه عدداً من النواب بينهم بعض من كتلة الحزب الحاكم انتقادات حادة لتقرير الحكومة، وطالب سلطان البركاني وأحمد محمد صوفان إحالة هذا التقرير للجان المختصة لدراسته دراسة موضوعية وإنزال تقريراً بشأنه. وفي الجلسة تواجه رئيس الحكومة مع النائب عيدروس النقيب مواجهة مباشرة بشأن الأحداث في المحافظات الجنوبية، وقال عيدروس مخاطباً مجور: إن من بين وزرائك الحاضرين من وجه بأوامر مباشرة لقتل المواطنين في الجنوب. واستغرب رئيس كتلة الحزب الاشتراكي بالبرلمان النقيب إيراد مجور لألفاظ (الخيانة والمتمردين ومن يرفعون الشعارات الانفصالية) في تقريره، متمنياً أن تكون قد وردت على لسان اللوزي وليس على لسان رئيس الحكومة. وخاطب عيدروس النقيب علي محمد مجور بنرة صوت مرتفعة قائلاً : "الوحدة الوطنية يهددها الظلم والفساد والمكابرة ولا تهددها الشعارات يا رئيس الحكومة". وسخر النقيب من كلام مجور الذي اتهم المظاهرات بعرقلة التنمية في البلاد، وقال: "التنمية والاستثمار معرقلة من عام 1994م وليست فلسفة المظاهرات هي من تعرقها ". لكن علي مجور " لم يفوتها لعيدروس النقيب وعندما انتهت النقاشات واكمل اخر نائب مداختله طلب التعقيب وأخذ يرد على عيدروس النقيب قائلاً : ما يجري في الجنوب يا عيدروس هو عبارة عن بقايا لفلول انفصاليو 94، ولفت إلى البيان الذي صدر عن علي سالم البيض الشهر الفائت وقال: إن بيان البيض الأخير هو نفسه بيان البيض في العام 94 ولم يتغير شيء ، ما عدا مطالبته بفك الارتباط بدلاً عن الانفصال". حسبما قال مجور. وبرر رئيس الحكومة تصرفات الأمن بالمحافظات الجنوبية إزاء المظاهرات والاعتصامات قائلاً: "ماذا عسى أي دولة في العالم أن تتعامل مع متمردين ويرفعون شعارات انفصالية، هل ستتعامل الدول مكتوفة الأيدي". مهدداًَ "لن نسمح على الإطلاق لأي شخص يخرج حاملاً العلم الانفصالي. ومستدركاً إن أي حكومة في العالم تحاكم أي مواطن يخرج عن الثوابت ومن ضمنها الوحدة الوطنية، وقال "نحن لم نطبق القانون بعد ولكن نحن نتجه لإقراره" ( في إشارة منه إلى قانون حماية الوحدة الوطنية الذي من المتوقع ينزله مجلس النواب للنقاش في هذه الفترة) . وهاجم رئيس الحكومة الأحزاب السياسية التي تشترط للحوار اطلاق سراح المعتقلين "من رفعوا الأعلام الانفصالية " وسخر مما أسماه الكاتب السياسي الذي يكتب في الصحف عن "الجنوب العربي" وقال "هذا الكاتب يكتب ويسلخ جزء من الوطن ويجرده من هويته، معتبراً هذه من أهم التحديات التي تواجه الحكومة". وعلى خلاف ما أكده رئيس البنك المركزي لمجلس النواب قبل مطلع العام من أن اليمن لم تتأثر بالأزمة الاقتصادية العالمية، اعترف علي مجورر اليوم إن اليمن تقع ضمن النطاق التي تأثرت بالتأكيد من الأزمة الاقتصادية العالمية، ونفى أن يكون هناك أحد من الحكومة ينكر هذا التأثر، وقال "من قال إن احنا لم نتأثر بالأزمة الاقتصادية" وعندما رد عليه النواب : محافظ البنك المركزي قال ذلك. رد عليهم مجور : إذاً عليكم أن تطلبوا محافظ البنك المركزي. وإلى جانب تحدي ما اسماه رئيس الحكومة "الجنوب العربي" وتحدي الأزمة الاقتصادية العالمية، أضاف مجور تحدياً ثالثاً وهو " التمرد في صعدة" وقال إن الدولة رمت بكل ثقلها لمحاربة هذا التمرد، رافضاً تحميل السلطة مسئولية هذه الحرب". وعلى نحو غير متوقع، وكأخر نائب تحدث في جلسة اليوم استخلص النائب علي أحمد الورافي أرقاماً فيما يتعلق بالدرجات الوظيفية بالخدمة المدنية، وفيما ذكرته الحكومة إنه انجاز، وقال: هذا تدليس على المجلس وهدد باللجوء إلى المحكمة الدستورية لمحاكمة الحكومة لأنها قدمت تقريراً انطوى على الكثير من المغالطات والتدليس. وأضاف الورافي "على الحكومة أن لا تستغفل المجلس ولاتستغفل أي مواطن وإذا كانت الحكومة أتت لتدلس علينا فإنني سلجأ من غداً إلى المحكمة الدستورية". ومثله النائب المؤتمري (الصامت) حسن سود هفج الذي طالب الحكومة أن تستقيل، وقال "عليها أن تخجل وأن تستحي وأن تلفلف حقها الفضايح وأن تقدم استقالتها في أسرع وقت" وانتقد هفج مشاكل الكهرباء والاختطافات. النائب عبد الرحمن با فضل رئيس كتلة الإصلاح استغرب حديث الحكومة عن تحسين بيئة الاستثمار في الوقت الذي أعلنت فيه عن سحب سبعة مشاريع من المنطقة الحرة.وقال: إن كثيرا من المشاريع لا تزال حبرا على ورق وأن كثير من الشركات تنسحب قبل أن تبدأ بسبب الفساد وتدخلات النافذين. وتساءل بافضل "عن أي سياحة تتحدثون في ظل الإختلالات الأمنية، فالأجانب يختطفون ويقتلون وإلى الآن المختطفين الألمان في غيابات الجب لا نعلم عنهم شيئا فكيف تتوقعون سياحة واستثمار في ظل هذه الاختلالات المريعة؟. واتهم سلطان البركاني بعض النواب بالاستعراض أمام شاشة التلفزيون وتناول الجانب العاطفي الذي حواه تقرير الحكومة بدلاً من الجانب الموضوعي والعلمي الذي يفترض أن تركز عليه مداخلات النواب. حسب سلطان. وقال "عليكم النزول إلى الميدان ومشاهدة ما يجري على الواقع وليس الاستعراض امام شاشات التلفزيون" وهو ما دفع النائب الناصري عبدالله المقطري للرد على سلطان العتواني قائلا : "ما يجري على الواقع من اضطرابات معروف وواضح ولا يحتاج النزول، وهذا الواقع الذي يفاخر به سلطان البركاني".