انتهت المفاوضات بين ايران والدول الست الكبرى بشأن البرنامج النووي الايراني المثير للجدل في اسطنبول دون التوصل الى اتفاق. وعبرت مسؤولة الشؤون الخارجية في الاتحاد الاوروبي البارونة كاثرين اشتون التي قادت الفريق الدولي المفاوض عن خيبة املها من الموقف الايراني الذي حاول فرض شروط مسبقة قبل التوصل الى اي صفقة ممكنة.
وأكد المفاوض الإيراني سعيد جليلي إصرار بلاده على المضي قدمها في برنامج تخصيب اليورانيوم، وأكد في مؤتمر صحفي تعاون بلاده مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية ونفى ان تكون طهران قد وضعت شروطا مسبقة للمحادثات مع الدول الكبرى. ويقول مراسلنا في اسطنبول عبد الناصر زنكي ان آشتون قالت إن الطرفين لم يتفقا على عقد لقاء جديد، بيد انها اضافت "اننا أبلغنا مقترحاتنا للسيد سعيد جليلي وأبلغناه أن تلك المقترحات لا تزال سارية، وأن أبوابنا مفتوحة وهواتفنا أيضا مفتوحة لتلقي أي اتصال منكم في أي وقت". وخلصت الى أن أعضاء مجموعة 5+1 قد بذلوا جهودا حثيثة لاقناع إيران، وتم عقد جلسات ثلاثة، كما تم عقد اجتماع في اطار مجموعة فيينا أيضا بيد أن الطرف الايراني لم يكن جاهزا لعقد لقاء مفيد ومثمر، وظل غير متعاون ومتمسك بمواقفه الامر الذي عطل تحقيق اي تقدم. أما بالنسبة لرفع العقوبات المفروضة على إيران فقالت آشتون أن جميع أعضاء المجموعة متفقون على أنه يجب على طهران أن تكسب ثقة المجموعة الدولية، وأن شروط رفع تلك العقوبات واضحة في المادة 1929، ونحن لم نتوقع مثل النتيجة المخيبة. واكدت اشتون ان الهدف من لقاء اسطنبول كان أيضا كما هي الحال مع لقاء جنيف هو الوصول إلى نقطة أو أرضية مشتركة. تباين في المواقف وطرح المفاوضون الدوليون صيغة معدلة لخطة تبادل الوقود النووي تقوم ايران عبرها بتسليم كمية محددة من اليورانيوم منخفض التخصيب لديها مقابل تسلمها وقودا نوويا للمفاعل نووي لاغراض البحث. وقال احد الدبلوماسيين الغربيين ان الدول الكبرى تسعى الى اتفاق معدل حول هذه النقطة "يشكل نقطة بداية لبناء الثقة"، وذلك مقارنة باقتراح العام 2009. بيد ان ايران تقول انها تريد التركيز بدلا من ذلك على قضايا مثل نزع التسلح في العالم والترسانة النووية التي يشك في ان اسرائيل تملكها. وتقول الولاياتالمتحدة والقوى الغربية الاخرى ان ايران تحاول تطوير سلاح نووي، التهمة التي تنفيها ايران. وترأست وفد المفاوضات في اسطنبول البارونة كاثرين اشتون وضم الوفد ممثلين من الصين وفرنسا والمانيا وروسيا والمملكة المتحدةوالولاياتالمتحدة. وعقدت اشتون الجمعة اجتماعا ثنائيا مع كبير المفاوضين الايرانيين سعيد جليلي. وصرح دبلوماسي غربي قريب من المفاوضات للصحافيين ان الاجتماع استمر ساعة ونصف ساعة و"شهد حديثا مكثفا لكن المواقف لا تزال هي نفسها". ونقل الدبلوماسي عن المفاوض الايراني قوله ان بلاده تريد الاعتراف بحقها في تخصيب اليورانيوم وتطلب ايضا رفع العقوبات الدولية المفروضة عليها كشرطين مسبقين للبدء بالمفاوضات حول تبادل الوقود النووي.
لا تفاصيل وبعد هذا اللقاء الثنائي، تم عقد جلسة محادثات ضمت مجموع الدول المشاركة مساء الجمعة استمرت حتى قبيل منتصف الليل. ويقول جيمس رينولدز مراسل بي بي سي في اسطنبول ان الدبلوماسيين الغربيين يقولون إن جولة المفاوضات الاولى التي جرت الجمعة لم تدخل في مناقشة التفاصيل بعد بيد ان ايران وصفت جولة المفاوضات هذه بالايجابية. ويضيف ان اجتماعا مصغرا عقد لاحقا في اليوم نفسه تجنب ايضا الدخول في التفاصيل، وعند تلك المرحلة قال احد الدبلوماسيين الغربيين ان القوى العالمية غاضبة جدا ومحبطة من السلوك الايراني. وفي واشنطن قال المتحدث باسم الخارجية الامريكية بي جي كراولي "نريد اطلاق عملية جدية وملموسة تتطرق الى عمق المشاكل التي يطرحها البرنامج النووي الايراني". وكان وزير الخارجية الايراني بالوكالة ورئيس البرنامج النووي الايراني علي اكبر صالحي اعلن السبت الماضي ان ايران تواصل بثبات انشطة تخصيب اليورانيوم رغم العقوبات الدولية. وكانت ايران رفضت في 2009 خطة قدمتها مجموعة فيينا (الولاياتالمتحدةوروسيا وفرنسا) تنص على ارسال 1200 كلغ من اليورانيوم الايراني الضعيف التخصيب الى روسيا للحصول في المقابل من روسيا وفرنسا على الوقود لمفاعل الابحاث الطبية في طهران. وفي ايار/مايو 2010 اقترحت ايران مع تركيا والبرازيل عرضا مضادا ينص على ايداع 1200 كلغ من اليورانيوم الايراني في تركيا لمبادلته. وتجاهلت القوى الكبرى هذا العرض.