شنت صحيفة "الميثاق" التابعة لحزب المؤتمر الشعبي الحاكم هجوماً على المهندس حيدر أبو بكر العطاس رئيس الوزراء اليمني الأسبق، بعد يوم فقط من حديث للعطاس أدلى به في ندوة إلكترونية ونشره "المصدر اونلاين"، أمس. ونشرت صحيفة الحزب الحاكم مقالاً ذيل باسم "زين الشدادي" الذي يبدو أنه إسم مستعار، بعنوان "أي وطن تتحدث عنه يا عطاس"، قالت فيه انه "ليس جديداً على العطاس الذي هندس للانفصال في صيف 94م أن يعود اليوم محاولاً من جديد ممارسة نفس اللعبة القذرة الرامية إلى تفتيت الوحدة التي صنعها شعبنا بنضاله وتضحياته". وأضافت ان العطاس كما يبدو " لم يستفد من الدرس البليغ الذي لقنه شعبنا له ولرفاقه حينها بعدما اكتشف بأنهم خونة ومجرمون ومتآمرون على الوطن وثورته ووحدته، فرمى بهم إلى مزبلة التاريخ حيث المكان الذي يستحقونه".
وتابعت: هذا هو العطاس عاد إلينا من جديد مدعياً انشغاله بهموم الوطن والشعب والتحذير مما أسماه (واقع مرير يواجه اليمن) مع أنه كان الأجدر به وبعد كل ما ألحقه من أذى بالوطن أن يدفن رأسه في الرمال ، ويطلب من الله سبحانه وتعالى أن يغفر له خطاياه وجرائمه التي ارتكبها بحق الوطن والشعب، لكنه للأسف الشديد اختار الاستمرار في وحل العمالة والارتزاق الذين تربى عليهما منذ وقت مبكر هو وزميله سيئ الذكر الخائن علي سالم البيض الذين استغلت المخابرات البريطانية ضعف انتمائهما لليمن. وتزيد الصحيفة: ولعل ما يثير الاستغراب هو أن يتحدث العطاس اليوم بكل صفاقة ووقاحة عن الوطن الذي لفظه قبل أكثر من 15 عاماً لأنه لا يستحق العيش فيه والانتماء إليه بعدما مارس ضده من عقوق من خلال الإساءة إليه والتنكر له، بل وخيانته منذ وقت مبكر، عندما بدأ يعمل كمخبر في صباه واستمر في ممارسة مهامه الاستخبارية حتى وهو في أعلى المناصب الحكومية دون أي خجل أو وازع وطني أو ديني. وتساءلت الصحيفة ومن أين له ذاك وقد اختار طريق الخيانة والعمالة، وأي وطن هذا الذي يتحدث عنه العطاس ويبدي خوفه عليه؟! أهو اليمن ؟ وتجيب: لا نعتقد، فاليمن لا تهمه كثيراً وهو لا يعرف ما يدور فيها، ولأنه عديم الأصل حقاً، فقد استغل كرم الدول التي استضافته وراح ينفث سمومه من أراضيها ضد اليمن والنظام فيها مستهدفاً بذلك العلاقة التي تربط هذه الدول باليمن وهو ما ينبغي ألا تسمح به هذه الدول. واستدركت: أما إذا كانت هذه الأساليب القذرة التي يمارسها العطاس تروق لبعض أجهزة هذه الدول ولا تجد حرجاً في ذلك فإن السؤال الذي يفرض نفسه هنا: ما الذي تنتظره هذه الأجهزة من هذا العجوز الذي عفى عليه الزمن؟!
وكان المهندس حيدر أبو بكر العطاس قد اعتبر؛ تحميل الخارج مسؤولية ما يحدث من مشاكل وتحديات في اليمن تبرير لعجز السلطة وفشلها في تقديم الحلول والمعالجات لتلك التحديات، معتبراً تسويق مثل هذا الطرح "صورة من صور الابتزاز التي تسلكها السلطة للحيلولة دون فهم واقع شعب الجنوب المغدور به". وقال في مشاركة له بندوة إلكترونية "إنه لأمر مؤسف حين تعمد السلطة إلى رمي الاتهامات جزافاً على الآخرين لتبرير عجزها عن تقديم الحلول والمعالجات للقضايا التي تواجهها"، مضيفاً "ان معظم تلك القضايا والمشكلات من صنعها؛ فهي تسعى لخلق المشكلة وتفشل فى إيجاد المخارج منها لقد كبلت السلطة نفسها بقيود المشاكل التي صنعتها بأخطاء سياساتها". وتابع في الندوة التي نظمها مركز الدراسات العربي الأوروبي قائلاً: خذ مثلا قضية صعدة فقد أنشأت ودعمت السلطة تنظيم الشباب المؤمن، وأرادته قوة بيدها لإبقاء صعدة تعيش في تخلفها وتريد به قهر إرادة مواطنيها؛ فانعكست الآية وهكذا وجدت أزمة صعدة. وقال انه "وبرغم الجهود التي بذلها الأشقاء للمساعدة في حلها إلا أن السلطة تتعمد الإبقاء عليها حية لابتزاز الآخرين؛ ومن سخافة أساليبهم الابتزازية الترويج بأن الحوثيين أصبحوا دولة، ولمن يعرف طبيعة هذه السلطة وأساليب عملها لا يقبل هذه الادعاءات الكاذبة. وأضاف القيادي الجنوبي البارز: القاعدة هي الأخرى من صناعتها؛ والجميع يعرف محلياً وإقليمياً ودولياً وإن أبدوا شيئاً من التعاطي مع أساليب السلطة فلشيء فى نفس يعقوب؛ وربما يمدوا ويرخوا لها الحبل لتقع في المزيد من الوحل و الغرق. وبشأن القضية الجنوبية قال العطاس: لقد نشأت عندما انقلبت السلطة على مشروع الوحدة السلمي الديمقراطي بين الجمهورية العربية اليمنية وجمهورية اليمن الديمقراطية بالحرب التي شنتها في صيف عام 1994م على شريكها واجتاحت بقواتها كل مدن وقرى الجنوب وأعلنت انتصارها في الحرب وأكدت بممارساتها ضمها للجنوب كأرض وثروة لنظامها وكرست نظام الجمهورية العربية اليمنية ومكنت قوى الحرب والفساد من العبث بالجنوب طولاً وعرضاً؛ عبثوا بأمنه وتاريخه وأرضة وثرواته وهدموا مؤسساته المدنية والاقتصادية والقانونية والقضائية والثقافية والتعليمية والصحية والأمنية بمنهجية بعيدة كل البعد عن منهجية وسلوك الوحدة بمضامينها الإنسانية و التكاملية. واستطرد العطاس قائلاً ان الوحدة تحولت إلى " ضم وإلحاق بممارسات وسلوك الاحتلال المتخلف بصفاته الإرهابية القمعية وبشراسة وشراهة النهب والسلب للعام والخاص لم يسجل لها التاريخ مثيلاً فى أي زمان ومكان على وجه المعمورة، فرفض شعب الجنوب هذا المسلك ولم يقبل به ولم يستطع التعايش معه فحذر وكرر تحذيراته من مغبة ذلك النهج المدمر لمشروع الوحدة وطالب باستعادة وحدة الشراكة بين طرفيها وإيقاف عمليات التدمير لكن سلطة الحرب والاستملاك والإقصاء رفضت تلك المطالب العادلة والمشروعة وأبت إلا أن تواصل نهجها التدميري للوحدة. وتساءل: فيا ترى من المسؤول عن تدمير النفوس ووشائج الإخاء والمحبة ؟ هل هي قوى خارجية تريد تقسيم اليمن أم هذه السلطة بنهجها التدميرى؟. واعتبر تسويق هذا الطرح "صورة من صور الابتزاز التي تسلكها السلطة للحيلولة دون فهم واقع شعب الجنوب المغدور به". وأكد رئيس الوزراء الأسبق ان السلطة لن تنجح في هذا الأمر، وقال ان "الأيام حبلى بواقع جنوبي مرير لن يستطيع النظام ممارسة المزيد من الخداع والأكاذيب للتغطية عليه فإراقة الدماء وتشريد الناس من ديارهم ومطاردتهم واعتقالهم أعمال منافية للشرع والقانون؛ فشعب الجنوب بنضاله السلمي و بتضحياته الشجاعة والنادرة وبعون من الله قادر على تغيير هذا الواقع وبدعم من محبي الحق وكارهي الظلم ومستنكرى الباطل. وأبدى العطاس الذي يتواجد حالياً في القاهرة أمله في أن " يسخر خالق ومدبر هذا الكون الذي تعلو كلماته فوق كلمات البشر، من بين الصفوف ومن كل الأقطار والأجناس أفراداً ومنظمات شعبية ورسمية وحكومات لنصرة الحق والوقوف فى وجه الظلم والباطل، مختتماً بالآية الكريمة "وقل جاء الحق وزهق الباطل إن الباطل كان زهوقاً".