خرج اول رئيس اسود لجنوب افريقيا، نلسون مانديلا بعد ظهر الجمعة "بخير" من مستشفى ميلبارك بجوهانسبورغ بعد قضاء يومين فيه بسبب مشاكل تنفسية، لتلقي العلاج في منزله، كما افاد كبير اطباء الجيش. واعلن كبير اطباء الجيش فيجاياند راملكان مسؤول الفريق العسكري المكلف الاشراف على الرؤساء في المستشفى ان "الاطباء سمحوا له بالخروج من المستشفى".
وفي الساعة 13,20 (11,20 ت غ) وصل موكب من عشرين سيارة شرطة وسيارات رسمية الى منزل مانديلا في قلب حي هادئ في جوهانسبورغ.
واغلقت قوات الامن الشوارع المؤدية اليه ولم يتمكن الصحافيون من مشاهدة بطل النضال ضد نظام التمييز العنصري الذي تحول الى رجل مسن نحيل في الثانية والتسعين من عمره.
واوضح كبر الاطباء في مؤتمر صحافي في مستشفى ميلبارك بجوهانسبورغ ان مانديلا "في حالة مستقرة ويخضع لمتابعة مستمرة" مبديا "اعجابا" بقدرته على التعافي.
ولم تتسرب اي معلومة عن حالة مانديلا الصحية منذ دخوله المستشفى الاربعاء ما اثار تكهنات ومخاوف.
واكد الطبيب ان مانديلا "يعاني من آلام عادية في سنه ومشكلة تطورت على مر السنوات: لقد اصيب بالسل في روبن آيلاند، تعرض الى التهاب تنفسي مؤخرا (...) سيعود الى منزله" حيث سيتلقى العلاج.
واضاف "قد يكون غير قادر على الحركة كما نريده لكن موقفه (الايجابي) يساعده على تحمل معاناة تقدمه في السن بكثير من الفكاهة" واعدا بنشر نشرات طبية بانتظام في المستقبل.
من جانبه اعلن خاليما موشلانتي نائب رئيس جنوب افريقيا خلال المؤتمر الصحافي الجمعة ان رئيس جنوب افريقيا السابق الذي قضى 18 من سنوات الاعتقال ال27 في السجن في روبن ايلاند، "بخير" و"يتلقى افضل علاج" داعيا الى الاستمرار في الصلاة من اجله "كي يحتفل معنا بعيد ميلاده الثالث والتسعين (18 تموز/يوليو 2011) وما بعد".
واضاف "اليوم لا داعي البتة الى الذعر ولا داعي الى الخوف على صحة ماديبا" في اشارة الى مانديلا الذي يسميه الجنوب افريقيون ايضا "تاتا" (الجد).
واكد نائب الرئيس انه خلال الفترة التي قضاها في المستشفى كان مانديلا "يمزح" مع العديد من زواره واقاربه وغيرهم من الشخصيات.
وخلال اليومين الماضيين حبست جنوب افريقيا انفاسها وقال الفتى بويتولو موغالي (15 سنة) ان "كل اطفال جنوب افريقيا يفكرون فيه".
وتابع الطالب "انه احد اكبر رجال تاريخ جنوب افريقيا. لقد حقق الكثير لبلادنا".
وقد ادخل مانديلا الاربعاء الى ميلبارك لاجراء "فحوصات روتينية" كما اكدت في البداية مؤسسته التي لزمت من ذلك الحين الصمت حول حالته الصحية.
واعلن مصدر قريب من الرئيس السابق مساء الخميس لفرانس برس انه "مريض جدا" لكن حياته "ليست في خطر".
من جهة اخرى اكد الناطق باسم رئيس جنوب افريقيا جاكوب زوما ان الرئيس الموجود حاليا في الخارج لم يقرر العودة الى جنوب افريقيا.
وصرح لاذاعة 702 الخاصة انه غادر دافوس (سويسرا) حيث كان يشارك في المنتدى الاقتصادي العالمي متوجها الى اديس ابابا للمشاركة في قمة الاتحاد الافريقي المقرر عقدها الاحد.
كما اكد المؤتمر الوطني الافريقي وهي الحركة النضالية السابقة للتحرير من نظام التمييز العنصري والتي تحكم البلاد منذ احلال ديموقراطية متعددة الاعراق عام 1994 ان "ماديبا (نلسون مانديلا) في الثانية والتسعين (...) انه يتلقى عناية جيدة في المستشفى".
ومنذ انسحابه من الحياة السياسية قلل مانديلا من الظهور علنا.
وقد ظهر اخر مرة في حفل اختتام كأس العالم في كرة القدم في 11 تموز/يوليو 2010 في جوهانسبورغ، وبدا نحيلا جدا يومها.