اتهم عدد من أعضاء كتلة الحزب الحاكم وزارة الداخلية بالتقصير في القيام بواجبها في قضية مقتل اثنين من المواطنين وإصابة ثلاثة آخرين في اشتباك مسلح بني مرافقي كل من محافظ محافظة صنعاء نعمان دويد ومرافقي النائب الشيخ حميد الأحمر قبل أكثر من أسبوع في منطقة حدة بالعاصمة صنعاء. وقلل النواب من أهمية الإجراءات التي تحدث عنها وزير الداخلية لدى حضوره جلسة البرلمان اليوم السبت للإيضاح بشأن حادثة القتل بناءً على طلب المجلس، منتقدين تأخر الأجهزة الأمنية في ضبط الجناة وإحالتهم للنيابة. وأفاد زير الداخلية مطهر رشاد المصري أنه يتم حاليا التحقيق مع ستة من مرافقي دويد والأحمر ممن اشتركوا في تبادل إطلاق النار، معتذراً عن تقديم أية معلومات إضافية لحين استكمال التحقيقات، ووعد بتقديم تقرير مفصل للمجلس عن الإجراءات المتخذة بشأن القضية السبت المقبل.
من جانبه، اتهم نائب رئيس المجلس الشيخ حمير الأحمر وزير الداخلية بالانحياز لجهة محافظ محافظة صنعاء وسوء استخدام السلطة والصلاحيات الممنوحة له، لافتاً إلى أن مرافقي دويد الثلاثة الذين تم اعتقالهم على ذمة القضية ليسوا ممن اشتركوا في إطلاق النار ولم يكونوا في مسرح الجريمة، وأنه سلم بنفسه ثلاثة من مرافقي شقيقه حميد بعد ساعتين من الحادث، فيما لم يتم تسليم مرافقي دويد سوى بعد مرور4أيام.
وطالب حمير الأحمر بتشكيل لجنة برلمانية محايدة للتحقيق في القضية، وقال "الفتنة نائمة لعن الله من أيقضها". واستجاب المجلس لطلبه وأكثر من عشرين عضواً، وأقر تشكيل لجنة لتقصي الحقائق حول الحادث مكونة من النواب (علي الكبودي، عبدالوهاب معوضة، سالم حيدرة، عبده بشر، محمد الحاوري).
من ناحيته اعتبر النائب نبيل الباشا أن الحكومة جزء من هذه المشكلة قائلا: "إن التداخل العجيب والجمع بين المسؤولية الحكومية والتجارية والزعامة القبلية والمواقع العسكرية هو سبب مثل هذه المشاكل".
ودعا الدولة "لإقامة العدل بدلاً من زرع ثقافة الخصام من خلال تشجيع الثارات القبلية"، مذكراً وزير الداخلية بحادثة احتجاز سيارة نائب رئيس المجلس أكرم عطية مع سائقها الأسبوع الماضي في منطقة السبعين بأمانة العاصمة، في الوقت الذي قال إن الأجهزة الأمنية تقف عاجزة أمام المواكب القبلية المسلحة التي تتحرك بكامل حريتها في شوارع العاصمة.
كما دعا الباشا هيئة الرئاسة إلى إتاحة الفرصة للناس للتعبير عن أرائهم من خلال ممثليهم في البرلمان "حتى لا يخرجوا للشارع غداً".
أما النائب علي المعمري فقد توجه بتحية إكبار وإجلال للشعب المصري "الذي انتصر للعدل والحرية وانتفض على الظلم"، مقترحاً إصدار بيان تهنئة للعشب المصري بهذه المناسبة، لكن رئيس المجلس رد عليه بالقول إن ما حدث لا يشرف مصر ولا غيرها، متمنياً للشعب المصري الاستقرار، والجيش بالتوفيق في إدارة شؤون مصر.
وكان النائب المعمري قد حذر من الاستمرار في تغييب العدل، وقال إن اليمن اليوم أحوج ما تكون للعدل، كون من يحكمن اليوم أناس لا علاقة لهم بالدولة"، مضيفاً: "علينا أن نعلم جميعا أن الوقت قد حان لقيام دولة العدل والقانون".
إلى ذلك ما تزال كتل المعارضة مقاطعة للجلسات منذ ديسمبر الماضي تعبيرا عن رفضها للتعديلات الدستورية المجمدة مؤخراً بتوجيه من الرئيس صالح.