12 يوماً على مضت إنطلاق اعتصام شباب تعز المفتوح المطالب بتغيير النظام، ولا يزال المحتجون صامدون في أماكنهم، في حين تتزايد أعداد المنضمين إلى الاعتصام يوماً عن آخر، وتنضم إليهم شرائح مختلفة كأساتذة الجامعات والصحفيين والمحامين والاتحادات الطلابية. يقول محتجون إن الاعتصام عاد لتعز ألقها الثوري وروحها الثقافي الذي خفت منذ زمن، فالاعتصام وإن كان فعالية مطلبية هدفها التغيير والإصلاح إلا أنه تحول إلى مهرجان ثقافي يتنافس فيه الشباب لإبراز مواهبهم وقدراتهم الإبداعية. شعراء ومنشدون وممثلون وفنانون وخطباء يتوافدون إلى هذه الساحة "ساحة الحرية" في شارع صافر بمدينة تعز يومياً، حيث وجدوا فرصة لإبراز أنفسهم وقدراتهم ليثبتون إن اليمن وتعز تحديداً ما تزال ممتلئة بالمواهب وأنها عاصمة الإبداع والثقافة في البلاد. وكل يقدم ما لديه من موهبة على طريقته واختلاف إبداعه، لكن كل المخرجات في النهاية تنادي بمطلب واحد هو: التغيير المنشود الذي من أجله تجمع عشرات الآلاف في هذه الساحة بتعز. يؤكد الناشط محمد حميد وهو عضو اللجنة الإعلامية للاعتصام في حديث ل"المصدر أونلاين" إنه يستقبل في اليوم الواحد المئات من طلبات المشاركة من قبل شباب وحتى أطفال يمتلكون قدرات ومهارات تستحق أن يحتفى بها وتنمى هذه المواهب. ويقول ضياء الحق إدريس الأهدل خطيب "جمعة البداية" كما صار يعرف بين الشباب بعدما ألقى الخطبة في جموع المحتشدين الجمعة الفائتة في الميدان، بالرغم انه لم يكون يعرف من قبل أنه يجيد الخطابة. يقول أنه يقضى معظم وقته مرابطا في ساحة الحرية بين ذكر وفكر، ويسيطر على وجدان رغبة شديدة في إسقاط النظام. وأضاف ل"المصدر أونلاين" أشعر بالفخر والاعتزاز وأنا اشارك بين أخواني وأؤدي واجباً شرعياً" ونوه إلى إن الاعتصام يسوده روح الأخوة والمحبة بين فئات الشباب المشاركين على اختلاف أعمارهم ومشاربهم. ولا يختلف الأمر مع شاب آخر اسمه خليل طه، الذي قال إنه يعتبر مشاركته في الاعتصام بساحة الحرية فخر ومصدر اعتزاز كونه يشارك في رسم مستقبل وطنه وإحداث تغيير نحو الأفضل. ويضيف طه ل"المصدر أونلاين" رغم أني أقضي ساعات طويلة من وقتي في ساحة الحرية وحتى ساعة متأخرة من الليل إلا أنني لا أشعر بالملل لأنني أومن بعدالة القضية التي أناضل من أجلها. ويواصل خليل طه حديثه قائلاً "ساحة الاعتصام وفرت لي جو من المرح والنشوة كون الاعتصام تحول إلى تظاهرة ثقافية يتبارى فيها أصحاب المواهب والإبداعات حيث أني ومن خلال جلوسي في الاعتصام تعرفت على منشدين وشعراء وفنانين وأصدقاء جدد وزملاء لم أكن لألتقي بهم منذ زمن فالاعتصام وفر لي فرصة الالتقاء بزملائي القدامى لاسيما زملاء الدراسة". ويلفت الشاب فهد العميري إلى إنه كل يوم يمر على المعتصمين يزيدهم صموداً وإصراراً على المواصلة والاستمرار لاسيما عندما نجد أن هناك فئات جديدة انضمت للاعتصام. حسبما يقول العميري. وعن كيفية قضاء وقته في الاعتصام، يقول العميري "مع إشراقه صباح جديدة نستيقظ من النوم باستبدال الشباب المناوبين في الحراسة وتوزيع طعام الإفطار على القادمين من المديريات ونبدأ يوم جديد، نردد فيه الهتافات ونستمع للقصائد الحماسية والكلمات المعبرة كما نستقبل فيه المتضامين الذين يأتون من المديريات". أما عن التغذية وطريقة توفيرها للشباب المحتجين، فيوضح محمود الشعبي إلى إن كل شاب يعتمد على نفسه ونفقته الذاتية، بينما أن الكثير يتحمل الجوع والعطس من أجل البحث عن الحرية واسترجاع وطن مسلوب. حسبما قال. وأضاف الشعبي "لكن على أية حال فإن ما يأتي من طعام يتم اقتسامه، والحمدلله الشباب المعتصمين يسود بينهم روح الأخوة والتكافل وهذا طبيعة وسلوك المواطن اليمني"