بحلول اليوم الاثنين، تكون الاحتجاجات في محافظة ذمار قد دخلت يومها السابع منذ بدأ مئات الشباب اعتصاماً مفتوحاً في ساحة التغيير أمام المركز الثقافي بالمدينة، لينضم إليهم على مدى الأيام القليلة الماضية آلاف المطالبين بإسقاط نظام الرئيس علي عبدالله صالح. ويرتفع أعداد المعتصمين في الساحة في بعض الأيام إلى عشرات الآلاف وسط مشاركة نسائية لافتة. ويوم الأحد خرجت مسيرة حاشدة جابت شوارع المحافظة، ونددت بالنظام وحكم الرئيس صالح، كما استنكرت الاعتداءات التي تقوم بها السلطة وحزبها الحاكم ضد المحتجين في العاصمة صنعاءوتعز وعدن. وتشهد ساحة التغيير في مدينة ذمار، تزايداً في أعداد المعتصمين من جميع قبائل ومناطق المحافظة منذ بدأت الاحتجاجات يوم الثلاثاء الفائت، في حين ظلت الاستقالات الجماعية من عضوية الحزب الحاكم تتوالى، وكان أخر المستقيلين من المؤتمر الشعبي العام بالمحافظة الشيخ عبدالإله حسين المقدشي وعبدالإله الحاج. وانضمت يوم الأحد قبائل عنس إلى ساحة التغيير أمام المركز الثقافي بمدينة ذمار، حيث وصلت بقافلة من المواد الغذائية والمياه العدنية بالإضافة إلى الكعك كدعم للمحتجين. وفي سياق متصل، أصدر شباب الحركة الطلابية من أجل التغيير بجامعة ذمار بياناً استنكروا خلاله الأعمال التي تقوم بها السلطة وحزبها الحاكم بحق المعتصمين في ساحة التغيير بالعاصمة صنعاء وساحات الحرية في تعز وعدن. وقالت الحركة في بيان لها تلقاه المصدر أونلاين "نعلن انضمامنا إلى ساحة التغيير بذمار ومستعدون للتوجه إلى ساحة التغيير بجامعة صنعاء إذا استدعى الأمر ذلك وهدفنا الوحيد هو إسقاط النظام الفاسد ورئيسه السفاح، فإما حياة بكرامة أو موت بشرف". ويقوم مدراء مدارس بممارسات تعسفية وتهديدات لطلاب يعبرون عن تأييدهم بمطالب إسقاط النظام. وقال مراسل المصدر أونلاين إن مدير مدرسة النور قرر فصل طالبين في المرحلة الإعدادية بسب ترديدهم شعارات تطالب بإسقاط النظام، لكن مشائخ قبليين ينتمون لمديريتي الحداء وعنس تدخلوا وذهبوا إلى المدرسة لإعادة الطالبين المفصولين إلى فصول الدراسة. ويوم الجمعة، توافد الآلاف من أنحاء مدينة ذمار ومديرياتها المختلفة ليقيمون أول صلاة جمعة في ساحة التغيير بالمدينة، وتطرق خطيب الجمعة الدكتور علي مسعد أحمد إلى "عظماء التاريخ الذين قدموا استقالاتهم عندما رفضت شعوبهم حكمهم بدءاً بمعاذ بن جبل وانتهاءاً بعبدالرحمن الإرياني" حسبما قال. أما اليوم الثالث للاحتجاجات في ذمار (الخميس الفائت) فقد أعلنت فيه عدة قبائل الانضمام إلى الاعتصام وأيدت مطالب الشباب بإسقاط النظام. وشهدت ساحة التغيير حفل زفاف لخمسة عرسان حضروا لمساندة المعتصمين. وشارك اليوم ذاته في الاعتصام نائبين من أبرز النواب عن محافظة ذمار في مجلس النواب هما عبدالرزاق الهجري وعبدالعزيز جباري، بالإضافة إلى النائب المعروف علي حسين عشال والنائب علي العنسي. وعبر النواب عن مساندتهم للمحتجين في ساحة التغيير بالمركز الثقافي بذمار، وتأييدهم الكامل لمطالبهم المشروعة. في حين حث النائب الهجري الشباب على مواصلة الاعتصام حتى يسقط نظام الرئيس صالح، الذي قال إنه "أذاق الناس المر". من جهته، قال النائب جباري "نحن اليوم بمطالبنا هذه لا نستهدف أحد لشخصه وليس لنا مشاكل شخصية مع أحد ولكننا نستهدف نظام فاسد ويمارس الفساد منذ 33 عاماً، بل لم نجد منه سوى الفساد المنتشر في مختلف مؤسسات الدولة". إلى ذلك، نظمت عشرات النساء يوم الخميس وقفة احتجاجية تضامناً مع الشباب المعتصمين في ساحة التغيير بذمار. وأبدين استعدادهن لدعم المشاركين في الاعتصام بكل ما يستطعن من وسائل وإمكانيات. طبقاً لما ذكرت رضية النجار التي تحدثت باسم النساء المشاركات. وعبرت عن استنكار نساء ذمار للاعتداءات الهمجية التي يتعرض لها المحتجون في ساحة التغيير بالعاصمة صنعاء وغيرها من المحافظات. من جهتها، حثت الناشطة عائشة الخيواني نساء مدينة ذمار على المشاركة الفاعلة في الاعتصام، والانضمام لساحة التغيير في المدينة. وأعلنت ناشطات في المدينة عن فتح باب التبرع في الأوساط النسائية لدعم المحتجين سلمياً، ولقيت هذه الدعوة تجاوباً لافتاً من عدة نساء تبرعن بحليهن وآخريات دفعن مبالغ مالية كبيرة. حسبما أفادت إحدى الناشطات ل"المصدر أونلاين". وكان العشرات قد قدموا استقالاتهم من عضوية الحزب الحاكم، وفي اليوم الثاني لبدء الاعتصام المفتوح بمدينة ذمار، قدم عدة مشائخ وأكاديميين استقالاتهم من عضوية المؤتمر الشعبي العام.. ومن بين المستقلين المشائخ التالية أسماءهم: الشيخ محمد علي عمران، الشيخ جمال عبد الناصر القيسي، الشيخ عبد الله صالح صوال، الشيخ عبد السلام هيزع، الشيخ حميد أحمد المقدشي، الشيخ راجح مقبل الجرادي، الشيخ علي محمد الجرادي، الشيخ شاجع محمد الشغدري كما أعلنت الهيئة الاستشارية للمؤتمر في جامعة ذمار استقالتها من عضوية الحزب وتضم كلا من عبد الله غالب المتوكل، ويحيى عبد الوهاب الوريث، ويحيى داديه، وعبد العزيز عبد المغني. وقدم الدكتور أحمد سيف حيدر، والدكتور محمد المعافا استقالتهما أيضاً، وهما أعضاء في اللجنة الدائمة للمؤتمر الشعبي العام. وانضم إلى قائمة المستقيلين الدكتور عبدالحليم السامعي أحد قيادة الحزب الحاكم في جامعة ذمار.