قال مصدر مقرب من النظام الليبي إن العقيد معمر القذافي الذي يواجه احتجاجات عارمة مطالبة بتنحيه عن منصبه الذي قضى فيه 42 عاما، سوف يلجأ إلى تخريب المنشآت النفطية قبل تخليه عن السلطة. وأضاف المصدر الذي تحدث لمجلة تايم الأميركية يوم الأربعاء أن القذافي "أمر قواته الأمنية بقطع خطوط النفط ووقف إمدادات البترول إلى مواني البحر المتوسط".
وقال المصدر، الذي رفض الكشف عن هويته، إن القذافي يعتمد الآن على ولاء القبيلة التي ينتمي إليها ونحو خمسة آلاف فرد فقط من أفراد الجيش .
وأضاف أن القذافي أبلغ مقربين منه بعدم قدرته على بسط سيطرته على ليبيا لكنه أكد أنه "يملك الأموال والأسلحة التي تمكنه من القتال لفترة طويلة" مهددا في الوقت ذاته بتحويل ليبيا إلى صومال أخرى.
صراع على السلطة وفي الشأن ذاته، قالت برقية دبلوماسية سربها موقع ويكيليكس إن هناك صراعا على السلطة والنفوذ بين أبناء القذافي الذين ذكرت البرقية أنهم يعيشون في حياة من البذخ في بلد يعاني من تفشي المحسوبية والفساد. ولفتت البرقية التي نشرتها صحيفة نيويورك تايمز يوم الأربعاء إلى أن سيف الإسلام القذافي نجل الزعيم الليبي دفع مليون دولار للمغنية الأميركية ماريا كاري لإحياء حفل بإحدى جزر الكاريبي.
وقالت البرقية الأميركية الصادرة عن سفارة الولاياتالمتحدة في طرابلس إن سيف الإسلام نفى أن يكون مسؤولا عن هذه النفقات والقى باللائمة فيها على شقيقه مستشار الأمن القومي الليبي معتصم القذافي. وأضافت البرقية أن معتصم طلب عام 2008 الحصول على 1.8 مليار دولار من رئيس مؤسسة النفط الوطنية في ليبيا لتأسيس ميليشيا خاصة به لتمكينه من منافسة شقيقه خميس القذافي الذي يقود مجموعة من القوات الخاصة ينظر إليها على أنها وحدة حماية النظام الليبي. وبحسب البرقية فإن حياة البذخ التي يعيشها أبناء القذافي بالإضافة إلى الصراع فيما بينهم على السلطة والنفوذ كانت من العوامل التي أججت من مشاعر غضب الليبيين الذين كانوا ينظرون حتى وقت قريب إلى سيف الإسلام القذافي على أنه خليفة لوالده قادر على إدارة البلاد وذلك قبل خطابه يوم الاثنين الماضي الذي هدد فيه باندلاع حرب أهلية.
وفي تعليقه على ثورة الاحتجاجات التي يشهدها العالم العربي، قال ويليام كريستول في صحيفة واشنطن بوست إنه ينبغي على الولاياتالمتحدة أن تدعم الديموقراطية ولا تجلس في صفوف المتفرجين، حسب قوله.
وأشار إلى أن "دعم الديموقراطية يشجع على إيصال القيم الأميركية للعالم العربي"، معتبرا أن هذه الاحتجاجات تصب في مصلحة الولاياتالمتحدة.
من جانبه، اعتبر الكاتب الأميركي توماس فريدمان في نيويورك تايمز أن "الطريق إلى الديموقراطية في العالم العربي طويل وصعب".
وقال إنه قد حان الوقت للولايات المتحدة كي تؤمن نفسها من احتياجات النفط ، حتى يمكن للحكومة الأميركية دعم الحركات الديموقراطية بحرية.
وانتقد فريدمان نظرة الولاياتالمتحدة وأوروبا وآسيا إلى الدول العربية باعتبارها محطات وقود، وغضها الطرف عن حريات وحقوق الشعوب طالما استمر ضخ النفط، حسب قوله.