منشد، وملحن، موزع موسيقي، ومهندس صوت، كل هذه المهارات اكتسبها الفنان المتألق أمين حاميم من خلال رحلة فنية طويلة تمتد منذ العاشرة من عمره. في رابع سنوات التعليم الأساسي أودع فيه أخواه عبد الرقيب وحمود عشق الفن والتميز والإبداع، ثم تألق نجماً للفرقة المركزية بإب مستفيداً من خبرات أمين مرشد عاطف ليؤسس بعدها مع كوكبة من زملائه فرقة الندى الفنية، كما شارك في حينها في عدة أعمال تلفزيونية أبرزها "في رحاب القرآن الكريم". ليشكل عبر هذا المشوار الفني قامة فنية وإعلامية سامقة، إذ لا يكاد يخلو ألبوم من اسمه ما بين هذا الجانب أو ذاك من إخراج فني وهندسة صوت أو توزيع موسيقي، وهو ملحن بامتياز، اشتهرت ألحانه في نطاق واسع وعلى مستوى الوطن العربي، ونفذ العديد من الأوبريتات الدولية وشارك في فعاليات كثيرة في اليمن وخارجها. واليوم يتوج هذه المرحلة من مسيرته بألبوم (اعتذار)، الإصدار الأبرز بين إصدارات الموسم. ومع أمين حاميم كان لنا هذا الحوار:
حاوره / مختار الرحبي
* ألبوم اعتذار كيف جاءت فكرته؟ - هو عصارة تجربة طويلة قطعتها في المجال الفني، وقد سبقه الكثير من الوقت منذ بدأت بانتقاء الأفكار والكلمات حتى اكتملت صياغة نصوص الألبوم بشكل أكثر تجديداً مما هو موجود في الساحة الفنية من أشعار، ثم حرصت على تنويع الألحان ما بين الألوان اليمنية والخليجية، الهادئ منها والسريع والرسمي والشعبي والتقليدي والجديد آخذاً بمعيار الأصالة والمعاصرة.
* من أين جاءت تسمية الألبوم (اعتذار)؟ - "اعتذار" كلمة سهلة وشفافة وفيها الكثير من اللطف والإنسانية، ولهذا فهي تعبر عن عاطفية القضايا المطروحة في الألبوم وأبرزها الاعتذار للخالق في أنشودة (حبك لنا ملموس) ومنها تم اختيار العنوان.
* سمعنا أن تكلفة إنتاج الألبوم وصلت إلى أربعين ألف دولار فما سبب وصول التكلفة إلى هذا الرقم الكبير؟ - أي عمل يحتاج مجهوداً ودعماً، وكلما كبر حجم المجهود استدعى دعماً أكبر، كما أن مراحل تنفيذ العمل شملت السفر إلى القاهرة عدة مرات وتنفيذ العمل في أكثر من أربعة استديوهات كان الهدف أن أقول للناس الأفضل وبمهنية عالية في جميع المراحل.
* ألا تخشى على مسيرتك الفنية، بعد خوضك تجربة الموسيقى، في بادرة جديدة على تجربة الفن الإنشادي؟ - التجربة ليست جديدة، وقد سبق إليها المنشد سامي يوسف، ولم تكن إضافة نسخة الموسيقى بجانب نسختي الإيقاع وبدون إيقاع إلا وسيلة لتوصيل حزمة من القيم ومصفوفة من الموضوعات الدعوية والإيمانية الهامة إلى شرائح متعددة من المجتمع وتوسيع دائرة النشيد الهادف.
* لكن هناك استياء لدى البعض حيث يرون أنك تجاوزت ما تعود عليه جمهور الأنشودة؟ - هل بالضرورة أن اختراق كل مألوف أمر سلبي؟ المسألة تتعلق بالفائدة المرجوة من هذه الخطوة على صعيد خدمة الوعي الثقافي والاجتماعي وتنمية الذوق العام، وكما ذكرت سلفاً، لقد حرصت على أن يكون الألبوم بثلاث نسخ، الأولى بإيقاع، والثانية بدون إيقاع، والثالثة بالموسيقى، محترما ًجميع الأذواق في ظل تعدد الوجوه الشرعية لهذه المسألة.
* ألا ترى أن الدعاية التي رافقت نزول الألبوم مبالغ فيها؟ - ليست هناك مبالغة، فالعمل كبير وكان من الضروري أن تكون الحملة الإعلامية المرافقة لنزوله كبيرة، إن عملاً بهذا المستوى من الطبيعي جدا ًأن يرافقه عمل دعائي كبير، أنا هناك أقدم شكري للشركة المنتجة "كروان" للجهود التي بذلتها في هذا الجانب.
* لماذا لم تصور أياً من أناشيد الألبوم فيديو كليب؟ - تصوير الفيديو كليب هو مرحلة ثانية نحن الآن بصددها، وبدأنا في البحث عن رعاية للإنتاج. وكما تعلم، لكي يتم تصوير أنشودة بالشكل الذي يتواءم ومستوى العمل نحتاج كلفة كبيرة، وحين نجد الراعي الذي يشاركنا هذا الطموح سنبدأ فوراً.
* كم تتوقع أن تصل مبيعات الألبوم؟ - أنا أتمنى أن يصل إلى معظم أفراد المجتمع ويحقق أهدافه بوصول معانيه إلى كل مسلم.
* كلمة أخيرة تود قولها عبر "المصدر"؟ - أود هنا أن أشكر كل من شارك في "اعتذار" بدأً برفيقي تنفيذ العمل الأخ ماجد الجبري والأخ فواز الشهاب. وأشكر الأستاذ الفاضل عبدالله شرف الحميدي الذي أسهم في إثراء العمل بملاحظاته، والأستاذ أمين مرشد عاطف. ولا أنسى توجيه جزيل الشكر للأخ الحبيب عبدالقادر قوزع والعزيز عبدالغني النهاري لجهدهما معي في القاهرة.