تعرض مساء اليوم الخميس على قناة أبو ظبي الفضائية الحلقة العاشرة والأخيرة من برنامج أمير الشعراء الذي تنتجه وتنظمه هيئة أبوظبي للثقافة والتراث لتتويج أمير الشعراء الجديد في دورة البرنامج الثالثة، وذلك بعد رحلة بحث طويلة استمرت لأكثر من خمسة أشهر من بدء قبول طلبات الترشيح والتي فاقت التوقعات هذا العام. وتشهد حلقة اليوم لقاء أعضاء لجنة التحكيم بخمسة شعراء من أصل الشعراء الستة الذين وصلوا للمرحلة قبل النهائية منهم الشاعر اليمني محمد السودي وكذلك وليد الصرّاف من العراق، وحكمت حسن وحسن بعيتي من سوريا، وتركي عبد الغني من الأردن، وبسام صالح من العراق.
يذكر أن أكاديمية الشعر كانت قد اختارت ما يقارب 300 شاعر من بين أكثر من 7500 قصيدة تلقتها الأكاديمية ، واختارت بعدها 35 شاعر يمثلون نخبة الآلاف من المترشحين .
الزميل مروان الغفوري التقى بالشاعر اليمني محمد السودي وأجرى معه هذا اللقاء
- محمد السودي، ابن ال 18 عاماً، على بعد خطوات من وشاح أمير الشعراء. من هو الشاعر اليمني محمد السودي؟ * جبل يتأمل صمته في سكون مخيف تتأجج في داخله براكين من آلام مجتمعه. يحب هدأة الريف ويكره صخب المدن.. يحب فلسفة الليل ويكره ضجة الأضواء.
- ثمّة مقولة تنسب للإمام الشافعي: ولدتني أمي في صنعاء، ثم لما خافت عليّ من مضيعة اليمن أرسلتني إلى قريبٍ لنا في مكّة. هل هذا بالضبط ما حدث مع محمد السودي. أو لنقل: نحواً من هذا؟ * ولدتني أمي قرب المسجد الحرام.. ومكثت سبعة عشر عاماً أشرب من ماء زمزم.. لكن شاء الله لي بأن أعود إلى موطني.. وأنا الآن في صنعاء ولي سنة تقريباً..
- هاتفك أحدُهم، قال لك: نحنُ في اللجنة التنفيذية لأمير الشعراء. ماذا قلت لنفسك في تلك اللحظة؟ * مباشرة مر شريط متعدد الألوان أمام عيني وخالجتني أحاسيس متفرقة.. وبعد مكالمته، أخرجت دفتري المليء بالغبار.. واحترت كثيرا في انتقاء القصيدة التي سأجعلها ضمن أمتعتي.. لكني في النهاية استعنت بالله.. وبدأت مشواري.
- وعندما وصلت إلى " ساندس هوتيل" في أبو ظبي، قبل لقائك بلجنة التحكيم.. رأيت 300 شاعرٍ يقفون في انتظار اختيار 35 شاعرا. أين كنت تضع نفسك، وأنت الأصغر سنّاً في المواسم الثلاثة؟ * عندما وصلت إلى ( ساندس ) وجدت البهو مملوءا بالشعراء.. صعدت إلى إحدى الغرف.. لمت نفسي كثيرا ( ما الذي أتى بي إلى هنا ؟ ولماذا ؟ وكيف لقاء الغد مع اللجنة ؟) كان معي آن ذاك الشاعر العراقي والأخ الرائع مسار رياض.. وقال لي بعد أن أسمعته النص الذي سأدخل به على اللجنة.. ستجاز وستدخل للخمسة والثلاثين.. كان كلامه مطمئنا لي. والحمد لله.. صدق توقعه..
- عربيّاً، هناك من يتساءل: أين المبدع اليمني؟ هناك أيضاً ، الناقد المعروف عبد المنعم تليمة على سبيل المثال، من يجاهر: اليمنيون قادمون. ماذا قيل لك في أبو ظبي؟ * محمد السودي كان متواجداً في عالم الشعر منذ سنوات. لكنه كان يتوحد مع أحرفه وسط الظلام. لهذا لم يره إلا القليل الذين كانوا بجواره. وفي الجمهورية اليمنية أشخاص كثر يتفجرون بالمواهب..
- في أبو ظبي، وجهاً لوجه مع نقّاد الشعر، مع الشعراء، مع متلقي الشعر. من الأقرب إلى قلبِك، وإلى نصّك؟ وكيف تقيّم الفصائل الثلاثة؟ *في أبو ظبي.. كان الشعراء هم الأقرب مني جسديا.. والجمهور هم الأقرب وجدانيا. إخوتي الشعراء.. تناولت معهم رغيف حب سأتذكر طعمه طويلا..
- هل شعرت في أي لحظة أن لجنة التحكيم اختارتك لأنها مطالبة بإدخال اليمن في هذا الكرنفال، كما قيل؟ وبصراحة: أحسستَ، بدرجة ما، أن أحدَهم أراد أن يجعل منك الحصان الأسود في هذا الماراثون؟ * لم أفكر يوما أن أترك لشعوري عنانه.. ليفكر في هذا الأمر.
- بحدسك الشعري، هل ترى أن اللجنة تميل إلى اختيار شاعر بعينه لأسباب غير شعرية؟ وهل أحسست أن تعليقات لجنة التحكيم ،في لحظة، لم تراعِ الأسس النقدية؟ * ( رفض التعامل مع السؤال)
- من هو الشاعر الذي غادر السباق، وكان من المفترض أن يستمر فيه بحسب تقديرك الشخصي، والعكس؟ * الشاعر عمر عناز شاعر كبير ولديه أفضل مما قدمه لهذا تألمت لخروجه..
- هل تجدُ نفسك الآن مستعداً لطقوس النجوميّة الشعرية، أم إن الأمر لم يكُن أكثر من مسابقة عابرة يقف المال الوفير في شوطها الأخير؟ * طقوس النجومية لم أعتد عليها. لكنني سأحاول بقدر استطاعتي أن أتكيف معها. وبالمناسبة النجومية كالشمعة قد يختفي نورها بعد مدة من الزمن ..
- وأنت عائد إلى ديارِك.. هل تظن أنه جرى استخدامك بصورة ما، للتربّح أو الدعاية، أو بيدق لعبة شد المراكز الثقافية، كموديل احترافي على سبيل المثال؟ * بعد تأهلي لمرحلة ال 15 عدت إلى دياري وقد تجمع حشد في مطار صنعاء مكون من ( صديقي وصديقي فقط ) ولم أقابل أي شخص من المراكز الثقافية أصلا..
- تقدمت لأي جائزة في اليمن، أو خارج اليمن؟ * بحكم حداثة انتقالي إلى الجمهورية اليمنية.. لم أسمع يوماً ما طوال هذا العام عن أي مسابقة ثقافية.. وقد يعود هذا الشيء لانعزالي أو عدم التعرف على الأنشطة الثقافية.
- هل تتوقع من الجمهور اليمني أن يصوت لك، خاصة بعد أن منحتك اللجنة الدرجة الأقل بين المتسابقين؟ * بصراحة أصابتني وعكة صحية بسبب انتقادات اللجنة، ومن الأفضل أن لا أتعمق في هذه المسألة.. لكن أتمنى من الشعب اليمني ومن محبي الشعر أن يصوتوا إن رأوا أنني أستحق أصواتهم.
- ما الذي قلته لنفسك، وستقوله لنا بشجاعة، حينَ منحتك لجنة التحكيم أقل الدرجات؟ * البداية أحب أن أقول.. إنني دخلت في هذه المرحلة وأنا على استعداد تام لأن أكون صاحب أقل درجة بحكم تجارب الآخرين (بحجم التجارب وليس الأحقية لاحظ) لكن ما كان مفاجئا لي ليس حصولي على صاحب أقل درجة وإنما على الدرجة الممنوحة.. لكن أحمد الله في كل الأحوال..
- في المشهد الشعري اليمني، لمن تقرأ؟ وما علاقتك على مستوى التلقي مع قصيدة التفعيلة وقصيدة النثر؟ * اليمن أخرجت شعراء كبار على المستوى العالمي ولا زالت تنجب من أبنائها من يفخر بهم الأدب العربي.. وأكثر من قرأت لهم الشاعر عبد الله البردوني.
- هل لك أي إصدارات شعرية؟ * بالنسبة لي ليس المهم عدد الإصدارات وكثرتها، وإنما بجودة ما يصدره الشاعر. وقد أصدر أول ديوان لي قريبا بإذن الله.
- أنت على بوابة الجامعة.. إلى أين ستتجه؟ * بمجرد انتهائي من المسابقة سأنهي المناوشات التي تدور في بالي بالنسبة للقسم الذي سأختاره.
- سؤال أخير: اختر لنا مقطعاً شعريّاً، لك بالطبع، هو أقرب إلى قلبك.. سأظل يا أمي أفتش في زوايا الموت عن لون الحياةِ ولو بقيت طوال عمري في صراعْ.. سأظل في جب الشتات معانقاً بعض الدخان لعلني أسمو بأنفاس المدى فالموت من ظمأٍ وأنت تلحق بالأماني.. رفعةً والعيش في سجن الجراح مدى الحياة يعد ضرباً من ضياعْ..