شكك مراقبون في مصداقية استطلاع رأي أجراه المعهد اليمني لتنمية الديمقراطية ومنظمة "اليمن أولا" خلال هذا الأسبوع بثلاث محافظات هي صنعاءوعدن وتعز, حول مهنية الجزيرة في تغطية الأحداث الجارية, عبر استبيان تعلن نتائجه وفق الجهات المشرفة على إعداده مطلع الشهر المقبل. ووفق المسؤول الميداني للجهات المنظمة للاستبيان بمدينة عدن كبرى محافظات الجنوب عبد الرحمن المحمدي فإن الاستبيان يستهدف خمسمائة عينة عشوائية من مختلف شرائح المجتمع وقواه السياسية والفكرية والشبابية والمستقلة في المحافظات الثلاث.
ويقول المحمدي للجزيرة نت إن الاستبيان يأتي لاستطلاع آراء تلك العينات العشوائية حول التغطيات الإخبارية لمحطات التلفزة الخارجية مع التركيز على الجزيرة كنموذج, كونها في واجهة المحطات الإخبارية حضورا.
ويؤكد أن "الهدف من وراء ذلك لا يعد استهدافاً لقناة الجزيرة وإنما لقياس توجهات وميول الشارع".
ويتولى الإعداد والإشراف على هذا الاستبيان ونتائج الاستطلاع الأمين العام للمعهد اليمني لتنمية الديمقراطية أحمد الصوفي والذي يشغل أيضاً سكرتير رئيس الجمهورية للشؤون الإعلامية، بالإضافة إلى منظمة "اليمن أولا" التي يترأسها وزير الخدمة المدنية يحيى الشعيبي.
محاولة تشكيك ويصف مراقبون الهدف من وراء الاستبيان بأنه محاولة للخروج بنتائج جديدة تشكك في نتائج سابقة لباحثين وأكاديميين يمنيين ذهبت إلى أن قناة الجزيرة الأكثر مشاهدة في الوسط اليمني.
ووفق الباحث راجح بادي -الرئيس السابق لوحدة قياس الرأي العام بالمركز اليمني للدراسات الإستراتيجية- فإن هناك العديد من الدراسات الأكاديمية والعلمية خلال السنوات العشر الأخيرة خلصت إلى أن الجزيرة هي الفضائية الأولى على مستوى متابعة ومشاهدة اليمنيين.
ويعتقد أن هذا الاستبيان ومن خلال الاطلاع على أسئلته يحاول أن يشكك في هذه النتائج "خدمة لأجندة سياسية واضحة". ويضيف "يجب أن ينأى البحث العلمي عن الدخول في مثل هذه المهاترات لما له من قداسة يجب على الجميع احترامها".
ويذهب الباحث إلى تعزيز ما أشار إليه بالقول "هناك اختلالات منهجية واضحة" في صياغة الأسئلة وفي عينة الجمهور المحددة بخمسمائة في ثلاث محافظات تعد الأكثر سكانا باليمن.
ويرى أن عينة الجمهور لا تمكن هذه الدراسة من الخروج بمؤشرات ونتائج علمية يمكن تعميمها والاعتماد عليها في قياس موضوع الاستبيان.
ويقول بادي للجزيرة نت إنه وفق تأكيد الاستبيان بأنه سيشمل جميع قطاعات المجتمع بهذه المحافظات "لا أعتقد أن هناك طريقة علمية يستطيع الاعتماد عليها في اختيار هذه العينة بطرق علمية منهجية صحيحة".
وباعتقاده فإن الدراسة "تجاهلت ذكر هذا الموضوع مطلقاً، والجميع يعلم أن طريقة اختيار العينة هي من أدق الوسائل في البحث العلمي لدراسة الرأي العام بحيث إذا شاب هذه الخطوة خلل ما فإن ذالك يشكك في نتائج أي دراسة، فما بالك إذا تم تجاهل هذه الخطوة تماماً".
ومما يؤخذ على أسئلة الاستبيان بشكل عام وفق الباحث "استخدام الأسلوب الإيحائي للجمهور للإجابة، وفق هوى القائمين على الاستبيان".
وأضاف "الاستبيان اعتمد كلياً على الأسئلة المغلقة والتي لا تتيح للجمهور المستهدف إبداء رأيه وقناعاته في الإجابات إلا وفق الاختيارات التي وضعها القائمون على الاستبيان".
ويحتوي الاستبيان المعروض لاستطلاع آراء العينات على 16 سؤالا ً تتركز معظمها حول تغطية الجزيرة للأحداث في اليمن بدرجة رئيسية، ومن ثم تناولها للأحداث في كل من مصر وتونس والبحرين وليبيا والعراق وقطر.
ويذهب الكاتب فواد مسعد، وهو مدير تحرير صحيفة الوطني المستقلة بعدن والموقوفة منذ عام من قبل السلطة، إلى الإشارة بأن هناك نوايا مبيتة وراء الاستبيان "الهدف منها الإساءة للقناة من قبل مراكز تابعة للسلطة".
ويضيف في حديث للجزيرة نت "أنا شخصيا شاركت في الاستبيان ودعوت عددا من زملائي للمشاركة فيه لاختبار مصداقية القائمين عليه". ويشير إلى أن القائمين على الاستبيان "هم من كانوا بالأمس القريب يشنون حربا إعلامية بمقالاتهم على ثورتي تونس ومصر ويتهمون قناة الجزيرة بإشعال الفوضى في الوطن العربي لتنفيذ أجندة أميركية".
وباعتقاد مسعد فإن "الأنظمة المتآكلة دائماً تحاول أن توهم نفسها بخلاف الحقائق التيتري فيها إدانة لها وتسعى بكل الطرق لتسويق تلك الأوهام لشعوبها".