تسلم الشيخ فارس مناع رئيس مؤتمر السلام الوطني وتاجر السلاح المعروف فعلياً زمام الأمور في محافظة صعدة بدعم من قيادات عسكرية ومحلية وجماعة الحوثي. وقالت مصادر محلية ل"المصدر أونلاين" إن الشيخ مناع عقد اجتماعاً أمس الأول الأربعاء مع أعضاء في المجالس المحلية بحضور اللواء الظاهري الشدادي أركان حرب المنطقة الشمالية الغربية وممثلين عن جماعة الحوثي. وأضافت أنه تم تعيين مناع "رئيساً للسلطة المحلية" ليدير المحافظة خلفاً للمحافظ طه هاجر الذي غادر إلى منزله بصنعاء يوم الثلاثاء. وتسلم مناع زمام الأمور في المحافظة بعد أيام من تمكن جماعة الحوثي السيطرة على مدينة صعدة وضرب مناوئيهم الموالين للحكومة، وأبرزهم البرلماني الشيخ عثمان مجلي، الذي قالت مصادر محلية إنه غادر إلى صنعاء على متن مروحية قبل أكثر من أسبوع. ودخل المئات من مقاتلي جماعة الحوثي إلى مدينة صعدة، مع غض طرف معسكري "الجمهورية" والأمن المركزي للأحداث ودخول المسلحين الحوثيين. ونظمت جماعة الحوثي اليوم الجمعة مظاهرات حاشدة في المدينة شارك فيها نحو عشرة آلاف شخص للمطالبة بإسقاط نظام الرئيس علي عبدالله صالح، وهي المظاهرات الأولى منذ أعوام. وقالت مصادر مطلعة ل"المصدر أونلاين" إن محافظ صعدة طه هاجر وجه بتسليم مناع الاعتمادات المالية المخصصة لمحافظة صعدة، وهو ما تم بالفعل. وقال مصدر محلي ل"المصدر أونلاين" إن مسلحي الحوثي يجوبون شوارع مدينة صعدة بسيارات بعضها حديثة مدججين بالأسلحة. مضيفاً أن الحوثيين استحدثوا نقاط تفتيش على مداخل مدينة صعدة وفي بعض شوارعها. وأصدر الشيخ فارس مناع بياناً ذيل بجملة "صادر عن المكتب الإعلامي لمحافظ صعدة الشيخ فارس مناع"، قال فيه: عقد اليوم (الخميس) الاجتماع الاستثنائي الموسع لأعضاء المجالس المحلية بالمحافظة والمديريات وقيادات المكاتب التنفيذية مواكبة للظروف الراهنة وما تعيشه البلاد من ثورة تغيير لإسقاط النظام، حيث اجمع الحاضرون على تنصيب الشيخ فارس مناع محافظا مؤقتا لمحافظة صعدة حتى يتم لاحقا إجراء انتخابات حرة ونزيهة". وأشار البيان إلى أن ممثلاً عن زعيم جماعة الحوثيين يدعى "أبو علي الحاكم" بارك ما توصل إليه الاجتماع، وأنه أبدى استعداد الجماعة للتعاون "لما فيه صالح المحافظة والتعاون في تثبيت الأمن الاستقرار". وقال مسؤول في منظمة حقوقية أجنبية تقدم خدماتها لأطفال صعدة إن قيادياً حوثياً اتصل بهم ووعدهم بالتعاون معهم لتقديم خدماتهم وحمايتهم، كما عرض على المنظمة التوجه إلى "المحافظ الجديد" لتوقيع تفاهمات تعاون مع القيادة الجديدة. وأضاف المسؤول الذي فضّل عدم ذكر اسمه في حديث ل"المصدر أونلاين" ان القيادي الحوثي أخبره بأن الجماعة تريد أن يعود الهدوء إلى المحافظة كما كان عليه قبل المواجهات بين الجماعة والحكومة. وقال بيان الشيخ مناع إنه عقد لقاءً منفصلاً مع القيادات الأمنية بحضور اللواء الظاهري الشدادي والعميد عبدالحكيم الماوري مدير أمن المحافظة وعدد من قيادات الألوية المرابطة بمحور صعدة. ونسب البيان إلى الشدادي مباركة القيادات العسكرية وإقرارهم لتنصيب مناع، وتأييدهم "لثورة الشعب لتغيير النظام". والشيخ فارس مناع كان أحد أبرز حلفاء الرئيس علي عبدالله صالح، لكن العلاقة بين الرجلين توترت بعد اعتقال جهاز الأمن القومي لمناع في نهاية يناير 2011 إبان الحرب السادسة بين المتمردين الحوثيين والحكومة. وأنشأ مناع بعد أشهر من خروجه من السجن تحالفاً قبلياً أطلق عليه "مؤتمر السلام الوطني" وتعهد ببذل مساع لإحلال السلام في صعدة، لكن لم يتبين دور هذا التحالف القبلي، الذي يعتقد أن مناع أنشأه كمظلة لدخول عالم السياسة. وكانت وزارة الداخلية أصدرت نهاية 2009 لائحة أسمتها بالقائمة السوداء لتجار الأسلحة، كان فارس مناع على رأسها.