في اليوم العاشر من حرب صعدة بين المتمردين الحوثيين والقوات الحكومية، واصل كل طرف تأكيده تحقيق انتصارات في عدد من المواقع، في حين أكد مراسل "المصدر أونلاين" تواصل المواجهات اليوم بشكل عنيف في عدد من المناطق، مضيفاً أن الطيران قصف منطقة النظير في مديرية رازح لأول مرة. وقال موقع وزارة الدفاع ان الوحدات العسكرية والأمنية واصلت مطاردة "فلول وعناصر عصابة التمرد في بعض مناطق محافظتي صعدة وعمران". ونقل موقع 26 سبتمبر نت عن مصادر عسكرية قولها ان تلك الوحدات أحكمت سيطرتها على معظم معاقل المتمردين وألحقت بهم خسائر كبيرة ولقنتهم درسا كبيراً، مضيفة انه يتم الآن تصفية جيوب المتمردين في عدة مناطق وتضييق الخناق عليهم بتعاون من المواطنين. وأكدت أن القوات باتت على وشك القضاء على آخر جيوب التمرد وفرض سيطرتها كلياً على كافة المناطق التي كان الحوثيون قد سيطروا عليها سابقا، مضيفاً أنه لم يتبق أمام عناصر التمرد من خيار سوى تسليم أنفسهم إلى السلطات. موقع الدفاع قال ان القوات ألحقت خسائر كبيرة بالحوثيين أثناء محاولتهم الهجوم على مواقع المروة " الكسارة ", واستهدفت عدداً منهم مع كمية من الأسلحة في وكر الإرهابي "هاشم الخيماني "، وأضاف أنها دمرت التحصينات والمواقع التي يتمركزون فيها بمنطقتي ذويب ومران، وأهداف أخرى في مطره وقهرة.
من جانبه قال محمد عبدالسلام المتحدث باسم الحوثي أن لا معلومات لديه حول المبادرة التي تقدم بها 14 شخصاً من آل الحوثي إلى رئاسة الجمهورية لوقف الحرب ، لكنه توقع في تصريحات ل"المصدر أونلاين" أن يكونوا قد تواصلوا مع "السيد" مباشرة، ولذلك "لا أستطيع أن أعلق بالنفي أو بالصحة".، مشيراً إلى أنه لا يبلغ بكل شيء من قبل الحوثي "فهناك أمور لا نعلم بها" حسبما قال. وفي حين أشار عبدالسلام إلى أن الوضع اليوم الخميس هادئ في صعدة باستثناء قصف للمنازل في منطقة حيدان، نفى ما تحدثت به المصادر الرسمية حول التقدم الذي أحزرته قوات الجيش في صعدة، واستعادة الجيش لمديرية حرف سفيان، وقال: أراهن إذا كانت السلطة قد استطاعت التقدم مقدار خمسين سنتمتر. واستطرد: كانت هناك محاولة للتقدم في حرف سفيان لكن الجيش تعرض لنكال لم يكن يتوقعه، مضيفاً أن الجيش يتمركز في منطقة الجبل الأسود في حين أن أنصار الحوثي في بيوتهم آمنين. واعتبر ناطق الحوثيين أن التصريحات الرسمية محاولة لتغطية الفشل الذريع الذي تمنى به القوات الحكومية على الأرض، وقال: هذه الانتصارات لا توجد إلا على شاشات الكمبيوتر وفي مواقع وإعلام السلطة، أما على الأرض فالأمور هادئة وهناك انسحابات للجيش من كل المناطق وكل هذه الانتصارات حققناها بفضل من الله لأننا نتعرض لظلم كبير حسب قوله. وفي السياق أيضاً نفى أن يكون الجيش قد انسحب تكتيكياً في منطقة الملاحيظ أمس كما أعلنت مصادر عسكرية، وقال ان أنصارهم أجبروا الجيش على الانسحاب وسيطروا على المنطقة، مضيفاً ان "المعارك في الملاحيظ كانت عنيفة واستمرت على مدى أسبوع، واستطعنا دحرهم بفضل الله، أما انسحابه يسميه تكتيك أو ما يشاء، ما يهمنا أن الجيش انسحب من مناطقنا". وإذ قال انه "بإمكان السلطات المحلية أن تتفضل لممارسة مهامها في كل المناطق مثلها مثل أي محافظات أخرى بالضالع أو أبين وغيرها"، استطرد قائلاً: نحن مع السلام لكننا نرفض أن تتحول صعدة إلى ترسانة عسكرية. وانتقد من يعيب على أنصار الحوثي مواجهة الدولة بالسلاح، وقال "نحن تحدثنا عن خروقات للسلطة على مدى عام، ولم يكن حديثنا في حينه من فراغ، وحذرناها أن الرد سيكون غير متوقع، وناشدنا المجتمع وقف تلك الاعتداءات علينا لكن لم يستجب أحد لنداءنا حتى إذا دافعنا عن أنفسنا استنكر علينا الناس ذلك"، وأضاف أن الحرب الخامسة لم تتوقف أصلاً، فقد ظلت على أرض الواقع لكنها توقفت في وسائل الإعلام فقط. وكانت مصادر محلية قالت إن قوات الجيش سيطرت على مديرية حرف سفيان في محافظة عمران بالكامل واستطاعت تطهير المنطقة من أنصار الحوثيين. وأعلنت مصادر رسمية عن سيطرة قوات الجيش على المديرية وفرار الحوثيين، في عملية للقوات الحكومية أطلق عليها "الأرض المحروقة". من جانبه قال مراسل "المصدر أونلاين" في صعدة إن الطيران قصف منطقة النظير في مديرية رازح لأول مرة ما أدى إلى إصابة امرأة بجروح، وأضاف ان المنطقة خالية تماماً من أي مواجهات ولا يتواجد فيها الحوثيون، وأن القصف كان على ما يبدو عشوائياً. وأكد مراسلنا أن منطقة الحمزات بمديرية الصفراء شهدت ولا تزال مواجهات عنيفة حتى كتابة الخبر، وتحدثت مصادر عن سقوط قتلى وجرحى من الطرفين. وأضاف أن الحوثيين يحاصرون ثلاث كتائب عسكرية في مديرية الظاهر منذ يوم أمس، وتحديداً في مناطق الكحلا ولحمان والمجرم، لكنه لفت إلى أنه لم تندلع أية مواجهات بين الجانبين حتى الآن في تلك المنطقة. وقالت مصادر محلية أن هناك تعزيزات حكومية مكونة من لواء عسكري إلى منطقة مطرة بمديرية الظاهر، مشيرة إلى أن تلك التعزيزات قد تكون بهدف بدء القيام بعملية اجتياح بري للمنطقة التي يسيطر عليها الحوثيين وتعتبر أحد أهم معاقلهم. وأكدت المصادر المحلية ل"المصدر أونلاين" أن قائد المنطقة الشمالية الغربية اللواء علي محسن الأحمر يتواجد وعدد من القيادات العسكرية العليا في منطقة الكمب بمديرية الظاهر ويقود ميدانياً القوات المرابطة هناك ضد الحوثيين. وخلفت الحرب التي أنهت اليوم الخميس يومها العاشر مئات القتلى والجرحى، فضلاً عن آلاف النازحين، ومع استمرار المواجهات العنيفة لا أمل يبدو حتى الآن في إيقافها بخلاف توقعات البعض بانتهائها مع حلول شهر رمضان الذي يبدأ السبت. وفي تطور لافت أعرب الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون عن قلقه من استمرار المواجهات العسكرية في محافظة صعدة شمال اليمن. وناشد في إجابات المتحدثة باسمه ماري اوكابي على أسئلة الصحفيين اليوم الأربعاء جميع الأطراف المتقاتلة تسهيل وصول المساعدات الإنسانية إلى المناطق المتضررة، معرباً عن أمله في التوصل قريباً إلى حل للنزاع في تلك المنطقة و حلها بالطرق السلمية. على صعيد متصل عقدت اللجنة الوزارية المكلفة بمتابعة الأوضاع الإنسانية والصحية للنازحين اجتماعاً مساء أمس في حجة برئاسة وزير الصحة العامة والسكان الدكتور عبد الكريم يحيى راصع لمناقشة الإجراءات المتخذة لتأمين احتياجات النازحين في المخيمات في محافظتي حجة وصعدة وتوفير المتطلبات اللازمة من المواد الغذائية والأدوية وغيرها. وقال موقع سبتمبر نت ان هناك عدداً من الفرق الصحية تقدم خدماتها للمواطنين النازحين جراء أعمال التخريب والفتنة التي تقوم بها عناصر التمرد التابعة للمدعو الحوثي.