قررت أسرة آل القدسي تشييع جثمان الدكتور درهم القدسي الجمعة القادمة إلى مثواه الأخير في مقبرة الشيخ عبد الله بن حسين الأحمر بصنعاء، وذلك بعد مضي 8 أشهر على مقتله في مستشفى جامعة العلوم والتكنولوجيا على يد أشخاص من آل المفلحي. وقال عبدالقوي القدسي، شقيق الدكتور درهم في تصريح ل"المصدر أونلاين" إن مبادرة دفنه في رمضان جاءت بدافع من والديه وزوجته واخوانه متألمين من بقائه داخل الثلاثة أكثر مما مضى. مشيراً إلى أنه لم يتوصلوا إلى أي حل مع آل المفلحي، لكن بقاء جثة الدكتور في الثلاجة لن يكون لها أي تأثير على سير القضية وكان الأولى دفنه. حسبما قال. وحول ما إذا كان قرار دفن الدكتور درهم القدسي قد جاء ناتج عن توصل إلى حل مع آل المفلحي، نفى شقيقه عبدالقوي، موضحاً أنهم سيستمرون في تنفيذ اعتصاماتهم وكل الطرق التي مضوا عليها منذ البداية للمطالبة بالقبض على قتلة الدكتور وأن ينالوا جزائهم العادل. لافتاً إلى إن القضية في يد الدولة وهي التي تتابعها "ونحن لا نريد إلا أن يأخذ مرتكبوا الجريمة جزائم، أما آل الملفحي فليس لنا معهم مشاكل سابقة". وبشأن دفن جثة أحمد ناصر المفلحي والد الجاني الذي لا يزال يرقد في ثلاجة المستشفى هو الآخر، قال عبدالقوي القدسي "نحن ليس لنا دخل في ذلك، فهذه القضية تخص مستشفى جامعة العلوم والتكنولوجيا وآل المفلحي ولهم الحرية فيما يتخذونه". من جهته، قال خالد المفلحي عضو البرلمان السابق عن منطقة الرياشية التي ينتمي إليها الجاني أنه لا يوجد لديهم أي معلومات بشأن قرار دفن جثة الدكتور درهم القدسي، سوى ما قرأوا عبر الصحافة. لكن المفلحي عبر في تصريحه ل"المصدر أونلاين" عن استبشارهم بهذا القرار إن كان سيؤدي إلى التفاهم حول القضية والوصول إلى حل سلمي يرضي الطرفين. وأكد إن قضية مقتل القدسي عبارة عن قضية فردية جنائية ووليدة اللحظة ساهم فيها عدة أشخاص يجب أن يأخذوا جزائهم، مشيراً إلى ضرورة عدم نسيان ما وصفها ب"التعسفات" التي لحقت بأسرة آل المفلحي من قبل الأمن ووسائل الإعلام خلال الفترة الماضية. وكان الدكتور درهم القدسي قتل نهاية سبتمبر2008 على يد مجموعة مسلحة تنتمي إلى قبيلة الرياشية بمحافظة البيضاء، اقتحمت مستشفى جامعة العلوم والتكنولوجيا ووجهت طعنات قاتلة في صدر القدسي، على إثر اتهامات بتسببه في وفاة أحمد ناصر المفلحي الذي كان يرقد في ذات المستشفى للعلاج. وحظيت حادثة مقتل الدكتور القدسي باستنكار في الأوساط الشعبية والسياسية، خصوصاً وأن السلطات الأمنية لم تلقي القبض على المتهمين إلا مؤخراً، في الوقت الذي لا يزال المتهم الرئيسي فاراً من وجه العدالة. ونفذت أسرة القدسي ومنظمات المجتمع المدني عشرات الاعتصامات للمطالبة بإلقاء القبض على الجناة.