تظاهر عصر اليوم الأربعاء مئات الالاف في مسيرة حاشدة بالعاصمة اليمنية صنعاء تنديداً ب"مجازر" قوات الأمن يوم أمس والتي أسفرت عن مقتل ما لا يقل عن 4 في صنعاء وقتيلين في تعزوالحديدة، وكذا التنديد بموقف مجلس الأمن الدولي إزاء الأحداث في اليمن. وردد المتظاهرون شعارات تؤكد على تمسكهم بمطالبهم بإسقاط النظام وتنحي الرئيس صالح ومحاكمته مع أفراد عائلته ونظامه. وقال المشاركون في المسيرة الحاشدة إن موقف مجلس الأمن تجاه أعمال القتل التي ينتهجها النظام اليمني، ما هو إلا "تستر على تلك الجرائم". بحسب تعبيرهم. وطالب المتظاهرون دول العالم بالوقوف الجاد مع الشعب اليمني المطالب بإسقاط النظام، وحماية المعتصمين في عموم محافظات الجمهورية، مستنكرين ما أسموه ب"التستر العالمي على جرائم النظام". واتجهت المسيرة التي انطلقت من ساحة التغيير إلى الحصبة بعد مرورها بوزارة الإعلام ليهتف المشاركون فيها شعارات تدين "تظليل" وسائل الإعلام الرسمية، وأخرى تطالب بإطلاق سراح الإعلامي المعروف علي صلاح أحمد الذي اعتقل قبل يومين في مطار صنعاء الدولي أثناء عودته من رحلة خارجية. كما واصلت المسيرة اتجاهها بالمرور من جوار وزارة الإدارة المحلية ووزارة التخطيط الدولي، ووزارة الدفاع (القيادة العامة). واللافت إن الوزارات والمؤسسات الحكومية تخلو من التواجد الأمني إلا بالجنود المكلفين بحراسة تلك الوزارات، وهو ما قاله شباب الثورة "تأكيداً على سلمية مسيرتنا وعلم النظام بأننا لن نهاجم المؤسسات الحكومية والوزارات وأن هدفنا هو قصر صالح الذي حشد جميع القوات لحمايته". وساد الغضب العارم ساحة التغيير بصنعاء بعد "مجزرة" يوم أمس أثناء مواجهة قوات الأمن للمتظاهرين في شارع الستين، وسارع بعض المشاركين في الاعتصام إلى طباعة صور مختلفة الأحجام لضحايا يوم أمس وتعليقها على الخيام والأماكن المرتفعة. وقد ارتفع عدد ضحايا مصدامات شارع الستين في صنعاء إلى أربعة قتلى وعشرات الجرحى برصاص حي، بينما قالت مصادر أخرى إن عدد القتلى وصل إلى ستة، بعد وفاة اثنين في متأثرين بجراحهما في الصباح الباكر اليوم. وأسماء القتلى الأربعة في صنعاء هم: ناصر محمد حزام، وانس أحمد عبده سعيد، وعبداللطيف عبدالله عمر الشمراني، ومحمد حسن قاسم العمري"، بينما سقط في تعز القتيل "طلعت عبدالله غالب الزبير" وفي الحديدة قتل بعد منتصف الليلة الماضية الشاب "مازن الدبعي" برصاص مسلحين على متن دراجة نارية. وتزامن قمع قوات الأمن يوم أمس مع اجتماع طارئ لمجلس الأمن التابع للأمم المتحدة لمناقشة الأوضاع في اليمن، إضافة إلى اجتماع آخر في أبو ظبي بين وفد حكومي ووزراء خارجية مجلس التعاون الخليجي.