قالت فرنسا وايطاليا انهما سترسلان مجموعات صغيرة من الضباط العسكريين لتقديم المشورة للمقاتلين المعارضين الساعين للاطاحة بالعقيد معمر القذافي. واعلن المسؤولون الفرنسيون انهم سيرسلون اقل من 10 ضباط، فيما قال وزير الدفاع الايطالي ان بلاده سترسل 10 ضباط. وكانت بريطانيا اعلنت الثلاثاء انها سترسل فريقا مماثلا من عسكريين بريطانيين الى بنغازي. في الوقت نفسه قالت الاممالمتحدة ان ما ذكر عن استخدام قوات القذافي للقنابل العنقودية في مدينة مصراته "قد يصل الى حد الجريمة الدولية". وقالت مفوضة حقوق الانسان في المنظمة الدولية نافي بيلاي في بيان: "تفيد انباء بان قنبلة عنقودية انفجرت قرب مستشفى مصراته، وتفيد انباء اخرى بان عيادتين طبيتين تعرضتا لنيران القناصة او المدفعية". واضاف البيان: "وهناك انباء متكررة عن استهداف القناصة عمدا للمدنيين في مصراته وغيرها من المدن الليبية الاخرى". وقالت بيلاي ان الاستهداف المتعمد للمنشآت الطبية هو جريمة حرب، كما ان استهداف المدنيين عمدا او اهمالا قد يصل الى حد الانتهاك الخطير لقانون حقوق الانسان الدولي. واضافت: "احث السلطات الليبية على مواجهة حقيقة انها تهوي بنفسها وبالشعب الليبي الى مستنقع سحيق، وعليهم ان ينهوا حصار مصراته ويسمحوا للمساعدات والعون الطبي بالوصول الى ضحايا الصراع". كما حثت قوات الناتو على ممارسة اقصى درجات الحيطة والحذر كي لا تقتل مدنيين عن طريق الخطأ. وكان الرئيس الفرنسي نيقولا ساركوزي تعهد بتكثيف القصف الجوي من قبل قوات التحالف.
صراع وكان المعارضون في ليبيا، متاثرين بتونس ومصر، بدأوا في قتال قوات القذافي منذ فبراير/شباط، ويسيطر المعارضون لآن على اغلب شرق ليبيا ويتخذون من بنغازي مقرا لهم فيما تسيطر قوات القذافي على العاصمة طرابلس واغلب غرب ليبيا. وحلف الناتو هو المسؤول حاليا عن فرض منطقة حظر طيران على ليبيا وتقتصر عمليات الحلف على القصف الجوي. وذكر التلفزيون الرسمي الليبي الاربعاء ان طائرات الناتو تقصف البنية التحتية للاتصالات والبث في عدة مدن ليبية. وقال الجنرال جون لوريمر، المتحدث باسم رئاسة الاركان البريطانية، الثلاثاء ان طائرات تايفون وتورنادو التابعة لسلاح الجو الملكي البريطاني استخدمت اسلحة دقيقة التوجيه لمهاجمة ثلاث دبابات ومدفع على سيارة "في وحول" مدينة مصراته المحاصرة. واكد المتحدث باسم الحكومة الفرنسية فرانسوا باروان مجددا ان فرنسا لا تعتزم ارسال قوات فرنسية الى ليبيا، وقال: "لا نفكر في نشر قوات قتال برية". الا ان وزير الدفاع الفرنسي جيرار لونغيه قال ان نشر قوات "مسألة واقعية" تستحق النظر فيها من قبل مجلس الامن الدولي. ويقول مراسل بي بي سي في باريس هيو سكوفيلد ان هناك مخاوف في فرنسا كما في بريطانيا من ان يتحول الصراع في ليبيا الى التزام بلا نهاية مع محاولات الحكومتين الشطط في تفسير قرار الاممالمتحدة بشأن حماية المدنيين في ليبيا. وجاءت التصريحات عقب لقاء رئيس المجلس الوطني الانتقالي الليبي مصطفى عبد الجليل مع الرئيس ساركوزي في باريس حيث شكر الفرنسيين "على قرارهم الشجاع بدعم الثورة الليبية". وقال ساركوزي ان المعارضة وعدت باقامة ديمقراطية في ليبيا"عبر صندوق الانتخاب وليس على ظهر دبابة"، وتعهد كذلك بتكثيف القصف الجوي، كما قال احد مساعديه دون اعطاء اي تفصيلات. واعلن وزير الدفاع الايطالي اغناسيو لا روسا ارسال مستشارين عسكريين قائلا: "هناك ادراك واضح بان قوات المعارضة بحاجة الى التدريب". واضاف ان تدخلا عسكريا اقوى في اطار قرار مجلس الامن رقم 1973 قد يكون مطلوبا. ويتوقع ان يقدم الفريق البريطاني، الذي سيتكون من عشرة ضباط كذلك، تدريبا لوجستيا واستخباريا في بنغازي. وقال وزير الخارجية البريطاني وليام هيغ ان الضباط سيقدمون الاستشارة للمجلس الوطني الانتقالي حول "تحسين تنظيمهم العسكري والاتصالات والنقل" ولن يشاركوا في القتال. واضاف هيج ان خطوة ارسال الضباط تتسق مع قرار الاممالمتحدة الذي يحظر اي احتلال من قبل قوات اجنبية. الا ان وزير الخارجية الليبي عبد العاطي العبيدي قال ان وجود عسكريين اجانب سيعد "خطوة الى الوراء". واقترح وقفا لاطلاق النار تعقبه فترة انتقالية من ستة اشهر مثلا للاعداد لانتخابات تشرف عليها الاممالمتحدة كما تقترح خريطة الطريق التي طرحها الاتحاد الافريقي. واستمر القتال في مصراته، التي تعاني من القصف لاسابيع، ونقلت وكالة رويترز عن مقاتلي المعارضة في وسط المدينة انهم حققوا بعض المكاسب الاربعاء. وكان الصراع في مصراته حولها الى ساحة معركة قتل فيها المئات، وتتهم قوات القذافي باستخدام الاسلحة الثقيلة لقصف المناطقة المدنية بكثافة. وتقول الحكومة الليبية انها تحاول حماية سكان مصراته وتساعد وكالات الاغاثة الدولية على توصيل المعونات الى هناك.