قالت وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاغون) إن طيرانها الحربي قد واصل قصف الدفاعات الجوية التابعة للعقيد الليبي معمَّر القذافي، حتى بعد استلام حلف شمال الأطلسي (الناتو) لقيادة العمليات العسكرية في ليبيا في الرابع من الشهر الجاري. وأوضح مسؤولون في البنتاغون أن الهجمات المتواصلة على الدفاعات الجوية التابعة لقوات القذافي لا تعني أن الولايات المتحدة قد أعادت النظر بقرارها القاضي بلعب دور مساندة محدود لقوات التحالف في مواجهة قوات القذافي وأكَّدوا أن الولايات المتحدة قد أوقفت الطلعات الجوية النظامية فوق ليبيا منذ انتقال إمرة قيادة العمليات في تلك البلاد إلى الناتو، مشيرين إلى أن واشنطن ستنفذ هجمات ضد قوات القذافي فقط في حال طلبت منها قيادة التحالف الموجودة في العاصمة البلجيكية بروكسل ذلك. وقال جيوف موريل، مدير المكتب الصحفي في البنتاغون: "إن هذا القرار منسجم مع الكيفية التي كنا قد وصفنا بها دورنا الداعم منذ نقل مهمة القيادة إلى الناتو". بدوره قال الجيش الأمريكي إن الهجمات التي تشنها طائراته الحربية، والمعروفة اختصارا ب "إخماد الدفاعات الجوية للعدو" (سيدس) هي بطبيعتها دفاعية، ولا يمكن أن تُعتبر "ضربات جوية". 97 طلعةوأضاف الجيش أن طائراته نفذت 97 طلعة جوية في الأجواء الليبية منذ الرابع من الشهر الجاري، وقصفت ثلاث مرات أهدافا تابعة لدفاعات القذافي الجوية. وقال مسؤول عسكري أمريكي، طلب عدم الكشف عن هويته: "هذه مهام دفاعية تهدف ببساطة إلى حماية الطائرات التي تحلِّق في منطقة الحظر الجوي". وجاء الكشف عن تواصل الهجمات الجوية الأمريكية على ليبيا في الوقت الذي يسعى فيه المتمردون جاهدين لتحقيق بعض المكاسب على الأرض ضد القوات الموالية للقذافي. كما جاء ذلك أيضا في الوقت الذي يشتد فيه الخلاف العلني بين الدول الأعضاء في حلف الناتو بشأن تصعيد الضربات الجوية ضد قوات القذافي بغية التسريع بالإطاحة بنظامه. مؤتمر الدوحةوفي وقت سابق من اليوم، أكد المشاركون في مؤتمر مجموعة الاتصال الدولية الخاصة بالأزمة الليبية على ضرورة تقديم "كل أنواع الدعم المادي" للمعارضة الليبية. فقد جاء في البيان الختامي للمؤتمر، والذي عُقد الأربعاء في العاصمة القطرية الدوحة وشارك فيه ممثلون عن حوالي 20 دولة، بالإضافة إلى المنظمات والهيئات الدولية المعنية، أن المشاركين متفقون وحازمون أمرهم بأن القذافي ونظامه "فقدا كل شرعيتهما". وقال البيان: "ينبغي أن يتخلى الزعيم الليبي معمَّر القذافي عن السلطة ويسمح للشعب الليبي بتحديد مستقبله". وكان المؤتمر قد عُقد برئاسة كل من بريطانيا وقطر، وبحضور الامين العام للامم المتحدة بان كي مون. وقد افتتحت الجلسة بكلمة ولي العهد القطري الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، ودعا فيها إلى "تمكين الشعب في ليبيا من الدفاع عن نفسه". بدوره، أكد وزير الخارجية البريطاني، وليام هيج، في كلمته ان العمليات التي يشنها حلف شمال الاطلسي (الناتو) ضد قوات القذافي ساهمت في حماية ارواح المدنيين في ليبيا، وانه " لو لم نوقف القذافي لوقعت كارثة انسانية". واضاف ان الاجراءات العسكرية جاءت وفق قراري مجلس الامن 1970 و1973، وذلك لمجابهة ممارسات القذافي. واجمل هيغ اهداف اللقاء في أن تتم مواصلة الضغط على نظام القذافي لتنفيذ قراري مجلس الامن وتنفيذ العقوبات المفروضة على ليبيا ودعم الاستقرار في البلاد ، ومساندة المجلس الوطني الليبي المعارض. وختم هيغ بقوله: "سوف نستمر بالضغط على القذافي حتى يتنحى". "صوت واحد"أمَّا بان، فقال: "لا بد للمجتمع الدولي أن يتحدث بصوت واحد لدعم شعب ليبيا". وحذر من أن الوضع الانساني خطير جدا في المدن الليبية، وخاصة مصراتة. كما دعا الى حشد كافة الامكانيات، بما في ذلك العسكرية والمادية، لايصال المساعدات الانسانية لمن يحتاجون اليها في ليبيا وأوضح ان هناك حاجة ل 310 ملايين دولار لدعم الجهود الانسانية في ليبيا، تم توفير 39 بالمائة منها فقط. أمَّا وزير الخارجية الفرنسي، فقال إن الناتو مطالب بالقيام بالمزيد في ليبيا، الأمر الذي أيده فيه نظيره البريطاني، هيغ. إلا أن فرنسا أكدت أنها لن تقوم هي بتسليح المعارضة الليبية، إذ ترى سببا يدعو إلى إرسال الأسلحة إليها الآن، وإن كانت لا تعترض على قيام آخرين بهذه المهمة. كما ذكر مصدر رسمي في قصر الإليزيه، وقال حضر اللقاء بين الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي ورئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرن بشأن ليبيا، أن باريس لا تعتقد بأن قرار الأمم المتحدة رقم 1973 يمنع تسليح المتمردين بغرض تمكينهم الدفاع عن أنفسهم في وجه قوات القذافي. لكن جنرالا في الناتو قال إن الحلف يقوم "بعمل عظيم" في ليبيا. من جانبها، انتقدت الحكومة الليبية اجتماع مجموعة الاتصال الدولية في قطر، واعتبرته تدخلا بالشؤون الداخلية الليبية. واتهم خالد الكعيم، معاون وزير الخارجية الليبي، قطر بتزويد المتمردين في شرقي البلاد بصواريخ ميلان فرنسية الصنع، والمضادة للدروع والدبابات. وقال الكعيم: "لقد أرسلت قطر صواريخ ميلان إلى المتمردين في بنغازي". وقال موسى ابراهيم، المتحدث باسم الحكومة الليبية: "إن قطر لا تعد شريكا في أي شي، وهي ليست بدولة، بل هي شركة نفطية". "أزمة إنسانية"في غضون ذلك، تفاقمت الأوضاع الإنسانية في مدينة مصراتة التي يسيطر عليها الثوار، وذلك بسبب استمرار قوات القذافي في شن هجمات جديدة على المدينة. وتعاني مدينة مصراتة، وهي آخر منطقة يسيطر عليها الثوار غربي ليبيا، من حصار لأكثر من ستة أسابيع من طرف قوات القذافي. وتحذر جماعات حقوق الإنسان من تناقص المواد الغذائية والإمدادات الطبية في مصراتة. بي بي سي