أعلن الثوار المناوئين لنظام الزعيم الليبي، معمر القذافي، استعادة السيطرة على مدينة "مصراتة"، أحد أبرز معاقل المعارضة الليبية، بعد معارك دامية أسفرت عن سقوط 15 قتيلاً على الأقل، بحسب ما أكد شهود عيان لCNN السبت. ورغم ادعاء نظام القذافي، في وقت سابق من مساء الجمعة، بأنه سحب قواته العسكرية من المدينة المحاصرة منذ عدة أسابيع، إلا أن معارك شرسة اندلعت في المدينة، وذكر متحدث باسم الثوار لCNN أن المقاتلين سيطروا على شارع "طرابلس" الحيوي، الذي كان بقبضة القوات الحكومية. وبحسب الناطق باسم الثوار، فإن شارع طرابلس سيفتح للمارة من جديد في فترة قريبة، بعد تنظيفه من الأجسام الخطيرة غير المنفجرة. وجاء هذا التقدم الميداني للثوار في وقت أعلنت فيه واشنطن عن تنفيذ طائرات من دون طيار من طراز "براديتور"، أول غارة لها داخل الأراضي الليبية، منذ أن قررت واشنطن إدخالها في ميدان العمليات، التي يقودها حلف شمال الأطلسي "الناتو." وذكر النقيب دارين جيمس، الناطق باسم وزارة الدفاع الأمريكية "البنتاغون"، أن الغارة جرت السبت، ولكنه امتنع عن تقديم المزيد من التفاصيل، عملاً بالسياسة الإعلامية للجيش الأمريكي بعدم التعليق على الغارات التي تنفذها هذه الطائرات في أماكن أخرى. وكانت مقاتلات حلف الناتو قد استهدفت فجر السبت، مقر الزعيم الليبي، معمر القذافي، في وسط العاصمة طرابلس، في هجوم قالت الحكومة إنه أصاب موقفاً للسيارات خارج مجمع "باب العزيزية"، تزامناً مع الإعلان عن خطة لسحب الكتائب الموالية للقذافي، من مصراتة. وقال نائب وزير الخارجية الليبي، خالد الكعيم، إن القصف الذي نفذته طائرات حلف الناتو على مجمع "باب العزيزية"، أسفر عن مقتل ثلاثة أشخاص. وكان الكعيم قد ذكر في وقت سابق، أن كتائب القذافي سوف تتخلى عن "مصراتة"، ثالث أكبر المدن الليبية التي تفرض عليها القوات الموالية للزعيم الليبي حصاراً خانقاً منذ نحو شهر، كما ستسمح للقبائل المحلية بالتعامل مع "الثوار." وقال الكعيم: "سيتم تخفيف الوضع في مصراتة، وسيجري التعامل معها من قبل القبائل المجاورة للمدينة"، وأشار قائلاً لحشد من الصحفيين: "سوف ترون كيف سيكون الأمر سهلاً وسريعاً." وأردف بالقول: "تكتيك الجيش الليبي المتبع هو القيام بعمليات جذرية، لكن ذلك لم ينجح جراء الضربات الجوية.. سنترك الأمر بين أيدي القبائل وأهالي مصراتة للتعامل مع الوضع، إما بالقوة أو عن طريق التفاوض." وأضاف قائلاً إن زعماء القبائل أبلغوا الجيش بأنه إذا لم يستطع التعامل مع الوضع فإن القبائل ستقوم بهذه المهمة، ونوه: "سيتفاوضون مع المتمردين، وإن فشلوا فسيقاتلونهم." ورد أحمد باني، المتحدث باسم المجلس العسكري ل"الثوار" في بنغازي، على التطورات بأنها مؤشر على "تحرير مصراتة، وأن ليبيا مازالت موحدة ولم تتفت وحدتها، كما كان يأمل القذافي"، وأضاف متسائلاً: "من هي تلك القبائل التي تؤيد القذافي؟" وفي وقت سابق الجمعة، صرح باني لCNN بأن بعض الكتائب الموالية للقذافي فاوضت "الثوار" لأجل إلقاء السلاح مقابل ضمانات بعدم التعرض لهم. والخميس، أدخلت الولاياتالمتحدة طائرات بدون طيار للحرب الدائرة في ليبيا منذ 17 فبراير/ شباط الماضي، إلا أنه وحتى ليل الجمعة، لم تشارك تلك الطائرات التي تمتلك القدرة على التحليق لأربعة وعشرين ساعة متواصلة، في أي ضربات، وفق النقيب دارين جيمس، الناطق باسم وزارة الدفاع الأمريكية. وفي وقت سابق، قال وزير الدفاع الأمريكي، روبرت غيتس، إن الأحوال الجوية السيئة أعاقت استخدام تلك الطائرات، قبل أن يستخدمها الجيش الأمريكي في شن أول غارة لها داخل ليبيا السبت.