يستمرئ طرفي النزاع في صعدة لعبة من يبدأ أولا. الشيء الغريب أنه في غمرة هذه اللعبة، التي تدخل شهرها الثاني، يسقط ضحايا من الأبرياء ومن صفوف المتحاربين. ففي حين يواصل موقع "المنبرنت" التابع لجماعة الحوثي، إحصاء الحوادث الناجمة عما أسماه التصعيد العسكري لقوات الجيش في محافظة صعدة، نقلت وسائل إعلام حكومية على لسان مصادر محلية اتهامات للحوثيين بمواصلة أعمال التخريب "وارتكاب الخروقات لقرار إعلان انتهاء العمليات العسكرية وإحلال السلام في محافظة صعدة"، حسب تعبيرها. وأضافت تلك المصادر أن ثلاثة من عناصر الحوثيين نفذت أمس عمليات تقطع، في منطقة خيوان، ونهب سيارة لأحد المواطنين، مشيرة إلى أن مجموعة أخرى عمدت إلى إثارة الرعب والهلع وسط المواطنين في مديرية سحار بإطلاق الأعيرة النارية وتجوالها بالسلاح طوال الليل وعقد اجتماعات في منزل المدعو هزمل علي هزمل لتشكيل عصابة مليشيات مسلحة لممارسة أعمال النهب والاعتداء على ممتلكات المواطنين في المنطقة. وقال تقرير صادر عن مكتب عبد الملك الحوثي، أن حميد حسين محمد الفيشي، وعمره 25 سنة، من أبناء المديرية قتل برصاصة قناص من إحدى المباني الحكومية، والتي قال إنها أصبحت ثكنات عسكرية للمرتزقة وتجار الحروب، لافتاً إلى أن السلطة جهزت عتاداً عسكرياً لأعوانها وهي في طريقها للوصول إلى المنطقة. من جهتها ذكرت مصادر محلية من صعدة أن سيارات نوع شاص وصلت أمس الأول إلى مركز مديرية غمر، محملة بالأسلحة المتنوعة، والحديثة أفرغتها في عدد من المخازن التابعة "للعناصر الإرهابية".. وتابعت: لازالت العناصر الإرهابية تقوم بإطلاق النار من سلاح رشاش بشكل متقطع على منازل المواطنين من آل عقبة وآل حنش، في مركز مديرية ساقين، كما أن عناصر الفتنة قامت يوم أمس باختطاف المواطن ناصر الرمادي من منطقة ذويب في مديرية حيدان واقتياده إلى مكان مجهول. وقالت:" إن عناصر الحوثيين أطلقت الثلاثاء الماضي في منطقة جمعة بن فاضل والرقة نيرانها على المواقع العسكرية في جبلي لحمان وجارية بمديرية حيدان، مما أدى إلى إصابة اثنين من جنود الموقعين، كما أطلقت النار من مواقع تمركزها في السرارة والقامة والكرسعة، على سوق مدينة ساقين، وعلى منازل المواطنين، وما تزال حتى كتابة الخبر تواصل إطلاق النار على منازل قبيلة آل حنش وآل عقبة وآل مجلي". وأوضحت أن أتباع الحوثي شرعوا منتصف الأسبوع "باستحداث مواقع جديدة وشق طريق من سوق قرية الرباط التابعة لمديرية حيدان عبر وادي حمض العمشات ووادي خلب وصولاً إلى قرية الراحة الرماديات مديرية الملاحيظ، حيث تمركزها"، مشيرة إلى أنها لا تزال تقوم "بأعمال الحفر والتخندق والتمترس في مديرية حيدان، بالإضافة إلى حشد أنصارهم لمشاهدة أفلام عن الحرب، وإلقاء الخطب والمحاضرات التحريضية على الحرب". لكن تقرير الحوثي، على العكس من ذلك، يكيل تهم مختلفة للجيش. فقد أشار إلى أن إحدى النقاط العسكرية المستحدثة، بين مديريتي رازح وغمر، تعمل على مضايقة المواطنين، ومنع دخول القمح والمواد الغذائية إلى المنطقة، "مستثنية أتباع الشيخ علي ظافر وأعوانه من المرتزقة والمنافقين في تصعيد لا يختلف تماما عن أجواء الحروب السابقة". وقال التقرير إن القائد العسكري علي عمر يقوم باستدعاء المشايخ والشخصيات الاجتماعية من مديريتي غمر ورازح، وفرض عليهم ملاحقة المواطنين ورصد تحركاتهم كما وجه إليهم إعدادات المرحلة القادمة والتي بدأ وجهها القبيح يظهر من خلال تصرفاتهم العدوانية.