قالت سوريا يوم الجمعة انها ستجري "حوارا وطنيا" بعد شهرين من الاحتجاجات ضد الرئيس السوري بشار الاسد وبعد حملة عسكرية عنيفة قام بها لاخماد الاحتجاجات وقتل فيها المئات. وقال ناشطون وشهود عيان ان الاف السوريين خرجوا في مظاهرات بعد الصلاة يوم الجمعة لكن على خلاف ايام الجمعة الماضية لم يرد الكثير من التقارير عن وقوع اشتباكات وبدت بعض الاحتجاجات اصغر من الاسابيع الماضية.
وارسل الاسد دباباته لسحق مراكز الاحتجاج الكبرى وقال مستشار رئاسي الاسبوع الماضي ان سوريا عبرت "اللحظة الاكثر خطورة" في الانتفاضة التي هزت حكم الاسد الشمولي الممتد منذ 11 عاما.
وقال وزير الاعلام السوري عدنان حسن محمود في تصريحات بثها التلفزيون ان الرئيس الاسد التقى بكبار الشخصيات المحلية واستمع الى ارائهم فيما يتعلق بما يحدث في سوريا. وقال "الايام القادمة ستشهد حوارا وطنيا شاملا في مختلف المحافظات."
واضاف الوزير ان قوات الجيش بدأت الانسحاب من مدينة بانياس الساحلية وانها استكملت انسحابها من مدينة درعا الجنوبية لكن سكانا محليين قالوا انهم شاهدوا دبابات امام مساجد في درعا صباح يوم الجمعة. وقال ناشطون بارزون ان الحوار لن يكون جادا الا اذا افرجت الحكومة عن الاف السجناء السياسيين وسمحت بحرية التعبير والتجمع.
وقال عارف دليلة الاقتصادي الذي التقى بثينة شعبان مستشارة الرئيس الاسد الاسبوع الماضي ان "هيمنة الجهاز الامني على الحياة في سوريا" يجب ان تنتهي حتى يتم تمثيل الاراء المختلفة. وقال "نحن تعودنا على هذه الحوارات في سوريا حيث يحشد النظام الموالين له في مؤتمر بينما يبقى الرأي الاخر في السجن أو تحت الارض."
ونشر الاسد قواته ودباباته في عدة مدن قبل اسبوعين ليخمد الاحتجاجات بعد ان فشل مزجه في البداية بين القمع ومبادرات الاصلاح - ومن بينها رفع حالة الطوارئ المفروضة على سوريا منذ 48 عاما - في انهاء الاحتجاجات. وواجهت الحكومة التي القت باللائمة في الاضطرابات على جماعات اسلامية مسلحة موجة من الضغوط السياسية والدبلوماسية المتزايدة. وتقول جماعات حقوقية ان 700 شخص قتلوا في الاضطرابات. وقال ناشط ان بثينة شعبان اخبرته ان الرئيس امر قوات الجيش والشرطة بعدم اطلاق النار على المتظاهرين.
وقالت قناة الجزيرة ان قوات الامن قتلت شخصين بالرصاص في مدينة حمص يوم الجمعة. لكن لم يتسن على الفور التحقق من هذا النبأ حيث منعت سوريا معظم الصحفيين الاجانب من تغطية الاخبار في البلاد. وقال شهود عيان ان دمشق شهدت احتجاجات وكذلك مدينة حماه التي سحق فيها الاسد الاب انتفاضة للاسلاميين المسلحين عام 1982. وقال معارض كردي بارز ان الالاف أيضا خرجوا في مظاهرات في ثلاث بلدات في شرق سوريا.
وقال شاهد في مدينة حماه على بعد 270 كيلومترا الى الشمال من العاصمة حيث تجمع المتظاهرون في الميدان الرئيسي بالمدينة "انا اسير بين حشد هائل... انهم يأتون من كل اتجاه." وتحدث سكان وناشطون كذلك عن احتجاجات في بلدات وقرى في انحاء سهل حوران الجنوبي وقالوا ان قوات الجيش اطلقت النار في الهواء لتفريق المحتجين الذين وصل عددهم إلى عدة مئات في مدينة درعا على الرغم من حظر التجول من بعد الظهر.
ورغم اعلان وزير الاعلام عن انسحاب القوات قال سكان ان الدبابات امام المساجد والوجود الامني المكثف حالا دون أداء معظم الناس لصلاة الجمعة. وبدأ الحظر المفروض بين الثانية والنصف مساء إلى الثامنة صباحا مبكرا ساعتين يوم الجمعة ليبدأ بعد منتصف اليوم بنصف ساعة.
وقالت النشطة البارزة في الدفاع عن حقوق الانسان رزان زيتونة ان قوات الامن السورية قتلت بالرصاص ستة مدنيين على الاقل اثناء مظاهرات مؤيدة للديمقراطية في ثلاث مدن يوم الجمعة. واضافت ان اعمال القتل حدثت في مدينة درعا الجنوبية مهد الانتفاضة التي بدأت قبل شهرين ضد نظام الحكم المطلق للرئيس بشار الاسد وايضا في القابون احدى ضواحي دمشق ومدينة حمص في وسط البلاد.
وقال نشط حقوقي اخر ان قوات الامن فتحت النار ايضا على مظاهرة ليلية في بلدة الميادين على مسافة 40 كيلومترا شرقي بلدة دير الزور في شرق سوريا مما اسفر عن اصابة اربعة اشخاص. وقال شهود عيان في حي البرزة وضاحية سقبا ان المحتجين هتفوا قائلين "الشعب يريد اسقاط النظام" وهو الهتاف الأكثر شهرة في الانتفاضات الشعبية التي انتشرت في الوطن العربي ونجحت في الاطاحة برئيسي كل من مصر وتونس في وقت سابق من هذا العام. من خالد يعقوب عويس