في الأول من مارس عام 2006م نشرت في صحيفة الوسط مقالة قصيرة تحت عنوان "كلام رائع والردة تفض البنادق"، كانت المقالة تعليقاً على مقابلة للأخ علي عبدالله صالح أجرته معه صحيفة الحياة في 17 يوليو من نفس العام يقول الرئيس "أنا أعلنت بوضوح في خطابي وفي أكثر من مقابلة أن على عبدالله صالح لن يرشح نفسه لفترة رئاسية مقبلة". وحين قال له الصحفي: هل يتقاعد الحاكم في الوطن العربي؟ قال الرئيس: "أكيد"، وأضاف: "لماذا نثبت القول بأن الحاكم في اليمن أو العالم العربي لا يتخلى سلمياً عن السلطة ويتقاعد؟ هل الغرب أكثر منا ثقافة وحضارة وجدارة في نيل هذا الاستحقاق"؟ سأله الصحفي: ألا ترى بأن لقب السابق بالنسبة لك أمر صعب؟ قال الرئيس: "لماذا هو أمر صعب؟ أحسن لقب اسمعه الآن في لبنان حيث يحتفظ الرؤساء ورؤساء الوزارات بلقب رئيس سابق لماذا لا نكون مثل إخواننا في لبنان"؟ وحين سأله الصحفي عن احتمالات الفوضى؟ رد الرئيس: "شعبنا حضاري وعريق بحيث من الممكن أن تسير الأمور كما يرام".. ختمت أنا المقال بتعليق قلت فيه: يتخرس المنافقون السذج وليخرس الانتهازيون والمصلحيون الذين حاولوا ويحاولون إثناء الرئيس عن قراره الحكيم والعظيم وحتى يظل ممسكاً برأس البقرة التي يحلبونها غير مهتمين بالديمقراطية أو بمصلحة الوطن أو بمصلحة الرئيس. تحية إكبار للرئيس والعبرة بالخواتم.. وطلعت الخبية سود وكان كلام الرئيس طق حنك حسب العادة. عدت في 23 أغسطس من نفس العام وكتبت في نفس الصحيفة بعد سقوط سوهارتو مقالاً تحت عنوان "سوهارتو أنموذجاً" أشرت فيه إلى أن الفساد هو السبب فيما تشهده اندونيسيا من فوضى وانهيار وأن عصبة الفساد –كما نقلت الوكالات- هم أبناء الرئيس وإخوانه وأنسابه وأقرباؤه الذين استغلوا منصب الرئاسة فتحولوا إلى سماسرة أراض ومندوبي وكالات ووسطاء مناقصات لهم في كل مشروع نصيب وفي كل صفقة حصة يستولون على أراضي الدولة ثم يلزمون مؤسسات الدولة بشرائها منهم بثمن عال ثم يتوزعون الأرض نفسها بعد ذلك بأوامر رئاسية.. في نهاية المقال علقت قائلا: صدق المثل القائل "الذكي من اتعظ بغيره" و"الجهل طول الزمان عيب" وهذا في دولة حققت نمواً اقتصادياً فما بالك بدولة لا ناقة لها ولا جمل ولا ذا تأتى ولا ذا حصل. انبرى حينها الدكتور فارس للرد علي في الوسط أيضاً تحت عنوان "لكن الرئيس ليس سوهارتو واليمن ليست اندونيسيا. صحيح ليس الرئيس سوهارتو ولكن الفعل واحد وليست اليمن اندونيسيا فاندونيسيا أرقى ومصيبة اليمن أكبر.. يا ترى كيف يرى الأمر الآن الدكتور السقاف؟