زاد الرئيس اليمني، علي عبدالله صالح، من الشكوك حول إمكانية أن يقوم بالتوقيع قريباً على المبادرة الخليجية التي تنص على تنحيه عن السلطة خلال 30 يوماً، إذ دعا لانتخابات رئاسية مبكرة، وطالب من وصفهم ب"الأشقاء والأصدقاء" لإزالة نظاراتهم السوداء ووضع أخرى بيضاء كي يشاهدوا الحشود المؤيدة له. حد قوله. وقال صالح، في الكلمة المقتضبة التي يلقيها أسبوعياً منذ أكثر من شهر أمام أنصاره في ميدان السبعين بصنعاء، بمواجهة تجمع المعارضة المطالبة برحيله في شارع الستين عقب صلاة الجمعة: "يا جماهير شعبنا اليمني العظيم.. جمعة مباركة.. ويهل علينا الأحد عيد الوحدة.. فمرحباً به، عيد الوحدة والحرية والديمقراطية." وتوجه صالح نحو الحشود المؤيدة له بالقول: "أدعو الأشقاء والأصدقاء أن يلبسوا نظارات بيضاء لا سوداء، البيضاء لرؤية جماهير شعبنا التي تأتي لتقول نعم للشرعية ولا للفوضى والانقلابات وقطع الألسن، (وتقول) نعم للأمن والاستقرار والتنمية." وتابع صالح بالقول: "لا أستطيع أن أعبر إلا عن التقدير لجماهير شعبنا، إن شعبنا الصامد خلال 4 أشهر أمام الحركة الانقلابية والخيانة والعمالة.. نحن ندعو لانتخابات رئاسية مبكرة حقنا للدماء ولانتقال السلطة بطريقة ديمقراطية سلسلة." وتعهد صالح، بأن يبقى حزب المؤتمر الشعبي العام الحاكم بقيادته موجوداً "في السلطة وخارجها،" وأشار إلى أنه "سيعلمهم المعارضة" في حال فقدانه السلطة في الانتخابات. وكان أمين عام مجلس التعاون الخليجي، عبد اللطيف الزياني، قد غادر العاصمة اليمنية صنعاء ليل الأربعاء، بعد فشل جهوده للحصول على توقيع القوى السياسية على مبادرة حل الأزمة في البلاد، وتبادلت الأطراف اليمنية الاتهامات.
وجاءت دعوة صالح إلى انتخابات رئاسية مبكرة، في وقت يستعد فيه وزراء خارجية مجلس التعاون الخليجي للاجتماع في الرياض الأحد المقبل لبحث مبادرة إقليمية لحل أزمة اليمن تقضي بتنحي صالح خلال شهر، وهي مبادرة قال مساعدوه إنه سيوقعها الأحد، لكن المعارضة شككت في وعوده، وسط دعوات غربية له إلى أن يحترم تعهداته بتحقيق انتقال سلمي للسلطة.
كما تأتي هذه الدعوة إلى انتخابات رئاسية مبكرة بعد أقل من يوم من حديث مسؤول خليجي عن اجتماع لوزراء خارجية دول مجلس التعاون الخليجي يعقد في الرياض خلال ثلاثة أيام، لبحث أزمة اليمن.