الشيء الوحيد الذي اتفق عليه باراك أوباما وأسامة بن لادن وعبده الجندي.. هو تأييد مطالب ثورة الشباب!! وذلك بالضرورة لا يجعل ثورة الشباب اليمني تابعة للعم سام، ولا امتداد للعنف القاعدي الأعمى.. وهي بطبيعة الحال لا علاقة لها بمهرجي النظام وبلاطجته..
الأعزاء في تيار (الثورة دهفتني) بذلوا جهوداً كبيرة في رثاء الثورة ، والحديث عن اختطافها من قوى لها (نوايا) غير ديمقراطية..
عدد من الكتّاب والمثقفين والصحفيين كتبوا بحرقة شديدة عن (ثورة تعيد إنتاج التخلف).. وكأن الثورة ستجعل اليمن بين ليلة وضحاها من دول الرفاه. نحتاج إلى سنوات طويلة، فقط لترميم الدمار الذي خلفته عصابات الفساد في نظام علي عبدالله صالح.
من أهم مصادر القوة لثورة شباب التغيير ، أنها جمعت بداخلها كل ألوان الطيف اليمني، ومدارس التغيير المختلفة: كتب الرائع هائل سلام (قتلاً للشرور وكسراً لحلقة العنف) معلناً عفوه عن قاتلي ابنه الشاب نزار (17 عاماً) الذي سقط في مسيرة سلمية في أمانة العاصمة صنعاء، وكرفاقه لم يكن يحمل سوى الحلم بوطن جميل. أما المدرسة الأخرى فأعلنت على لسان (صادق الأحمر): إن كان علي صالح يريد حرباً أهلية فنحن أهلها..
كتب أستاذنا القدير نصر طه مصطفى: متسائلا عن سبب مهاجمة مسلحي الأحمر بأسلوب همجي بربري لمبنى وكالة سبأ، وتذكرت خطاب الاستقالة الذي وجهه الأستاذ نصر للرئيس صالح عشية مذبحة جمعة الكرامة، وكأنه موجه لنيلسون مانديلا.!!
على الأقل.. ندين الهمجية والعنف في كل زمان ومكان.. بنفس اللغة وبذات القدر من الحدة، سواء كان الخطاب موجه لصادق الأحمر أو لعلي صالح.
بطبيعة الحال، لغة العنف والحرب الأهلية تروق لنظام صالح، ويدرك تضاريسها ويمتلك خبرة كافية لتوظيفها بشكل محترف لوأد الثورة، أما لغة النضال السلمي.. فشفراتها مركبة يصعب عليه قراءة مفرداتها فضلاً عن التعامل معها.
"حقق شباب الثورات العربية في 6 أشهر ما عجزت عنه جماعات العنف في عقود" قالها أوباما قبل أيام.. رغم أن واشنطن أهم داعم لأنظمة الاستبداد في المنطقة. اليمن يولد من جديد في ساحات التغيير..
الفن.. المسرح.. الرياضة.. النقاش السياسي الحر.. والتفكير بصوت مسموع في ملامح المستقبل المنشود.. والحضور الرائع للمرأة اليمنية.
ربما كان ينقص الثورة.. إضافة مهمة واحدة فقط، هي: تدشين النضال السلمي ضد (القات) على الأقل بمنح (تمييز إيجابي) لغير المخزنين في ساحات الحرية والتغيير..
المشهد يلخصه خطابان : الأول خطاب شباب التغيير الرائعين.. وليد العماري، عبدالملك اليوسفي، وسيم القرشي..، مقابل خطاب عبده الجندي ، وأحمد الصوفي وياسر اليماني.. إنه الفرق بين ماضٍ فاسد متخلف، ومستقبل يعيد لليمن اعتباره بأيدٍ شابة فتيّة..