قالت نائبة عراقية ان وجود مكتب للحوثيين في مدينة النجف لا يعني أن المرجعية الشيعية تدعم العنف المسلح في اليمن، في حين دعا نائب عراقي آخر إلى فتح مكتب للحوثيين في بغداد كرد فعل حسب قوله على استضافة اليمن لعزت الدوري أحد أقطاب حزب البعث المحظور المطلوب للحكومة العراقية. وأكدت النائبة جنان العبيدي ان الحوثيين لديهم مكتب فعلاً في النجف، مضيفة في تصريحات لقناة "الشرقية" العراقية: ان على اليمن أن يتفهم وجود مكتب للحوثيين في النجف عاصمة الشيعة في العالم. وأوضحت أن هذا المكتب ينظم شؤون زيارات الحوثيين إلي العتبات المقدسة في العراق وليس له دور آخر. وطبقاً لموقع كل العراق فقد التزمت الحكومة العراقية الصمت إزاء هذه الأنباء.
وفي حين أعربت عن دهشتها لاستدعاء الحكومة اليمنية السفير العراقي في صنعاء احتجاجا على تصريحات عراقية بشأن المعارك في صعدة، استبعدت العبيدي، وهي نائبة عن كتلة الائتلاف العراقي الموحد في حديث مع "راديو سوا" أن يكون هناك تدخل عراقي في الأزمة بين الحكومة اليمنية والحوثيين.
وأضافت أن وجود مكتب للحركة الحوثية في مدينة النجف لا يعني أن المرجعية الشيعية تدعم العنف المسلح في اليمن، نافية تدخل العراق في الشأن اليمني أو في الشأن الداخلي لأية دولة أخرى، مضيفة أن وزارة الخارجية العراقية ستتولى توضيح الموضوع للحكومة اليمنية.
يذكر أن النائبة جنان العبيدي هي قيادية في المجلس الأعلى الإسلامي العراقي الذي كان يتزعمه عمار الحكيم، وهي نائبة عن المجلس وقائمة الإئتلاف العراقي الموحد، وتشغل نائبة رئيس لجنة الصحة والبيئة في البرلمان العراقي.
من جانبه قال النائب العراقي وائل عبد اللطيف ان على الحكومة استضافة المعارضة السورية واليمنية كما تحتضن الأطراف المعارضة للحكومة العراقية، متحدثاً عن "ضرورة أن تفتح الحكومة العراقية أيضا مقرا للحوثيين اليمنيين في بغداد كرد فعل على استضافة اليمن لعزت الدوري أحد أقطاب حزب البعث المحظور المطلوب للحكومة العراقية.
وطبقاً لموقع كل العراق أضاف النائب المستقل ان "العراق ساكت على تصريفات اليمن بحقه منذ عام 2003 حتى الآن، واليوم اليمن يأوي عزت الدوري وقيادات حزب البعث ،والكثير من الشخصيات المطلوبة للقضاء العراقي، وقال ان على العراق أن يتعامل بالمثل مع "الدول التي لا تحترم سيادة العراق"، مشيراً إلى أن ما يلاحظ على هذه المسألة هي أنها مسألة دينية حتى الآن "ونتمنى أن تتحول إلى سياسية".
وانتقد عبد اللطيف مواقف بعض الدول العربية التي قال انها "تتصرف مع العراق بسلبية كاليمن والسعودية وسوريا ودول أخرى،والذين يحاربون العراق حتى بقطع المياه عنه، بالإضافة إلى فتاوى شيوخ بعض الدول التي تبيح إراقة الدم العراقي".
وأشار عبد اللطيف الى أن هنالك من يضغط على العراق ويحاربه حتى في مرور الطيران العراقي في أجوائه ، ومنهم من يحتجز الأموال والأرصدة العراقية بحجة إنها كانت للنظام السابق.
وشدد عبد اللطيف ان على الدولة العراقية ان تفرض سلطتها وهيبتها امام الدول العربية ودول العالم اجمع كي يعود المواطن العراق على سابق عهده بين دول العالم.
وكان رئيس العلاقات الخارجية في مجلس النواب همام حمودي، قد طالب بفتح مقر للحوثيين في العاصمة العراقية ردا على "احتضان اليمن عددا من أعضاء حزب البعث المنحل".
وعلى إثر ذلك أشارت أنباء إلى أن وزارة الخارجية اليمنية استدعت سفير العراق بصنعاء طلال العبيدي، وسلمته رسالة موجهة إلى حكومة المالكي، تتعلق بأحداث التمرد بصعدة، والموقف العراقي الرسمي والإعلامي منها.
يأتي ذلك في حين أعلنت اليمن اليوم تعيين سفيراً ومفوضاً لها في العراق، وحسب وكالة الأنباء اليمنية سبأ فقد صدر قرار جمهوري قضى بتعيين علي عبدالله البجيري سفيراً فوق العادة ومفوضاً للجمهورية اليمنية لدى جمهورية العراق.
يذكر أن النائب عبد اللطيف كان عضواً في الكتلة العراقية الوطنية بزعامة رئيس الوزراء الأسبق إياد علاوي، قبل أن يسنحب منها ويعلن مؤخراً عن تشكيل جبهة تضم عدداً من الشخصيات والقوى.
وكان الزعيم الشيعي مقتدى الصدر طالب الأسبوع الماضي الحكومة اليمنية والمسلحين الحوثيين بإيقاف الاشتباكات العنيفة بين الطرفين قائلاً ان استمرار الاشتباكات يعني استمرار نزف الدماء وتعريض الوحدة اليمنية إلى الخطر، داعيا الطرفين إلى حل الخلافات بينهما عن طريق التفاوض والحوار السلمي. وأضاف بيان صادر عنه ان استمرار الاشتباكات سيمزق المجتمع وسيسمح للجهات الطامعة في اليمن بالتدخل في شؤونها الداخلية كما فعلوا في العراق عندما قسموا مجتمعه بفعل الفتن والأزمات. وأشار إلى أن "دعوته لوقف الاشتباكات بين الطرفين لايعني وقوفه مع جهة معينة بل جاءت بهدف الحفاظ على وحدة المسلمين في اليمن ومنع أي لشرذمة المجتمع اليمني" على حد قوله.