نفت وزارة الخارجية العراقية اليوم الخميس ما تردد في الوسائل الإعلامية عن وجود مكتب للحوثيين في النجف، مؤكدة أنه لا يوجد أية موافقات بهذا الشأن. ونقلت وسائل إعلامية عراقية بيان لوزارة الخارجية قالت فيه "ان ماتردد في بعض الوسائل الاعلامية في الاونة الاخيرة من تصريحات تفيد بوجود مكتب للحوثيين في العراق او هناك نية لفتح مثل هذا المكتب عار عن الصحة". واضاف"ان وزارة الخارجية اذ تؤكد على ان سياسية حكومة العراق واضحة لكل العالم وهي عدم تدخلها في الشؤون الداخلية للدول الاخرى بل انها تدعو الى حل النزاعات بالطرق السلمية من خلال الحوار والمساعي الدبلوماسية ، وذلك من اجل الحفاظ على الامن والسلم والاستقرار في المنطفة." وكانت النائبة العراقية جنان العبيدي كشفت عن وجود مكتب للحوثيين في مدينة النجف، لكنها قالت أن ذلك لا يعني أن المرجعية الشيعية تدعم العنف المسلح في اليمن، في حين دعا نائب عراقي آخر إلى فتح مكتب للحوثيين في بغداد كرد فعل حسب قوله على استضافة اليمن لعزت الدوري أحد أقطاب حزب البعث المحظور المطلوب للحكومة العراقية. وبشأن الاتهامات التي وجهها اليمن حول دعم العراق للحوثيين في منطقة صعدة، أكدت وزارة الخارجية العراقية أنها تنتظر تقرير السفير العراقي في صنعاء طلال العبيدي. ونقلت صحيفة أوان الكويتية عن وكيل وزراة الخارجية لبيد عباوي قوله إن «وزارة الخارجية أجرت اتصالات مع السفير طلال العبيدي وكلفته بإعداد تقرير حول ما نسبته الحكومة اليمنية إلى العراق حول دعمه للتمرد في صعدة». وبين عباوي أن "الموقف الحكومي الرسمي للعراق سيعلن حال وصول تقرير السفارة العراقية في صنعاء". في غضون ذلك عبر عدد من نواب البرلمان العراقي عن دهشتهم من الاتهامات اليمنية إزاء العراق، معتبرين أن "هذه الاتهامات محاولة للتغطية على دور اليمن في أعمال العنف في العراق من خلال احتضانه لقيادات البعث المنحل وتنظيمات القاعدة". النائب المستقل عزت الشابندر قال في مقابلة مع «أوان» إن «اختلاق اليمن لهذه الاتهامات شيء مضحك لأن الجميع يعلم أن العراق ليست لديه القدرة الآن على دعم جهات خارجية معارضة لبعض الدول العربية». وتابع «حتى إذا كانت اتهامات اليمن صحيحة حول دعم بغداد لمعارضين يمنيين فإن اليمن يكون قد سبق العراق في هذا المجال لأنه لايزال يحتضن البعثيين وأزلام النظام السابق، فضلا عن تنظيمات القاعدة والجماعات التكفيرية الأخرى التي تنشط هناك». الشابندر اعتبر الاتهامات اليمنية «محاولة للتغطية على ما يقوم به اليمن من دور سلبي في العراق من خلال سماحه لمجاميع القاعدة والبعث المنحل بتنفيذ عمليات إرهابية في العراق». وبشأن عدم رد الحكومة العراقية على هذه الاتهامات، قال الشابندر إن "هذه الادعاءات لا تحتاج إلى رد رسمي حكومي»، مؤكدا أن «تجاهل تلك التصريحات أفضل من الرد عليها". من جهته استبعد رئيس كتلة الائتلاف النيابية جلال الدين الصغير أن «تكون للعراق توجهات داعمة للأطراف المعارضة في اليمن وباقي الدول العربية الأخرى». الصغير أكد ل «أوان» أن "الحكومة العراقية ترفض استخدام الأساليب التي كان يتبعها النظام السابق مع الدول التي يختلف معها لأن الدستور العراقي لا يسمح بذلك، فضلا عن افتقار العراق للإمكانيات اللازمة ".
القيادي في المجلس الإسلامي الأعلى أشار إلى أن «التصريحات التي تطرقت لهذا الموضوع تعرضت للتهويل الإعلامي من قبل بعض الجهات الراغبة في خلط الأوراق وزعزعة الوضع القائم في العراق»، مبينا أن "الحكومة العراقية ترغب بإقامة أفضل العلاقات مع الدول العربية، رغم علمها بأن بعض الدول تصرفت بخلاف تعهداتها للعراق، من حيث منع تسلل المسلحين ودعم الجهات المعارضة للعملية السياسية في البلاد". وكانت النائبة عن كتلة الائتلاف جنان العبيدي فاجأت الأوساط العراقية الأربعاء بالإشارة إلى أن للحوثيين مكتبا خاصا في مدينة النجف العراقية. العبيدي أشارت في لقاء متلفز إلى أن «وجود مكتب للحوثيين في النجف لا يعني أن الحكومة العراقية تدعم موقفهم في اليمن»، مؤكدة أن «مكتب الحوثيين في النجف يقتصر عمله على تنظيم زيارة اليمنيين إلى العتبات المقدسة في النجف». وقالت العبيدي إن "العراق الآن مشغول بهمومه ومشاكله". جبهة التوافق العراقية حمّلت وزارة الخارجية العراقية مسؤولية توتر العلاقات بين العراق وبعض الدول العربية. الناطق باسم الجبهة سليم عبدالله الجبوري أوضح أن «وزارة الخارجية لم تقم بدورها الدبلوماسي في السيطرة على التوترات والارتباك في علاقة العراق مع دول الجوار والمنطقة». وأضاف في تصريحات صحافية أن «على الدبلوماسية العراقية أن تقوم بدورها في حل جميع الخلافات التي تنشب بين العراق وبعض الدول العربية»، محذرا من أن «ضعف الدبلوماسية العراقية قد يؤدي إلى عزلة العراق عن محيطه العربي والإقليمي وهذا ما لا نتمناه». وكانت وزارة الخارجية اليمنية استدعت الإثنين الماضي سفير العراق بصنعاء طلال العبيدي، وسلمته رسالة موجهة إلى الحكومة العراقية، تتعلق بأحداث التمرد بصعدة، والموقف العراقي الرسمي والإعلامي منها. ونقل موقع «نبأ نيوز» المقرب من الحكومة اليمنية عن مصادر وصفها ب «المطلعة» قولها إن وزير الخارجية اليمني الدكتور أبو بكر القربي «اجتمع بالسفير العراقي وسلمه رسالة احتجاج يمنية على تصريحات أطلقها مسؤولون عراقيون أساؤوا فيها لليمن، وهاجموا نظامه السياسي، وأبدوا تأييدا صريحا للمتمردين الحوثيين في صعدة». وتابعت المصادر أن الرسالة تضمنت «تحذيرا رسميا من خطورة تلك التصريحات، ومن الترويج الإعلامي للمتمردين، الذي تقدمه بعض الفضائيات العراقية وبخاصة المدعومة من قبل الحكومة، وإمكانية انعكاسها على مستقبل العلاقات الأخوية التاريخية بين البلدين». لكن اليمن لم يسم أي مسؤول عراقي أطلق تصريحات تتعلق بتمرد الحوثيين في صعدة، كما امتنع عن تسمية أي قناة فضائية عراقية نقلت تقارير حول الموضوع ذاته.