قال مسؤول أمني رفيع ل"المصدر أونلاين" إن قائداً ميدانياً ناشطاً في الصف الثاني لتنظيم القاعدة باليمن قتل وآخرون في غارة جوية أمريكية مطلع هذا الأسبوع حيث كثفت واشنطن ضرباتها السرية بسلاح الجو على مواقع مفترضة لتنظيم القاعدة مع انشغال الحكومة اليمنية بالانتفاضة الشعبية المطالبة بإسقاط نظام صالح. وأكد ذلك مصدر قبلي في محافظة شبوة قائلاً ل"المصدر أونلاين" إن علي عبدالله حصيان المعروف ب"أبو علي الحارثي" قتل ليل الجمعة الفائتة في ضربة جوية من طائرة بلا طيار على الأرجح في منطقة خارج محافظة أبين بعد مشاركته في القتال مع متشددين استولوا على مدينة زنجبار قبل أكثر من اسبوعين".
وفيما لم يتضح من المصدر ما الدور الذي كان يلعبه الرجل (أبو علي الحارثي) كواحد من القيادات الوسطى كما وصفته المصادر لم تصدر القاعدة بجزيرة العرب إلى الآن أي بيان حول هذه الهجمات وما حققته من نتائج كما جرت العادة لها في توضيح أي تطورات تتعلق بأعضائها ونشاطهم أولا بأول. وأضاف المسؤول الأمني الذي فضل عدم الكشف عن هويته "إن الرجل لقي مصرعه مع ثلاثة آخرين عندما كانوا يستقلون سيارة جيب في طريق عودتهم إلى محافظة شبوة". ولم يشر إلى هوية القتلى الباقين. ويؤكد تقرير المصدر أونلاين هذا صحة ما نقلته وكالة رويترز عن مسؤول أمريكي وصحيفة نيويورك تايمز في وقت سابق اليوم الخميس بشأن مقتل الرجل الذي ذكرت اسمه (أبو علي الحارثي) ووصفته بنشط من القيادات الوسطى في التنظيم وذلك في إطار تصعيد الإدارة الأمريكية للعمليات العسكرية بهجمات جوية باستخدام طائرات من دون طيار على معاقل المتشددين المشتبه في صلتهم بالقاعدة. وأكد مصدر مطلع ل"المصدر أونلاين" أن الحارثي دفن خلال اليومين الماضيين في مسقط رأسه ببلدة عسيلان محافظة شبوة وسط جموع من أفراد التنظيم. وتشير الضربة الأمريكية إلى استئناف هذا النوع من العمليات العسكرية الأمريكية التي تسعى لاستهداف رجل الدين المتشدد الأمريكي المولد من أصل يمني أنور العولقي والذي فشلت محاولة الشهر الماضي في قتله. وقال المصدر القبلي أن طائرة بلا طيار كانت قتلت أواخر مايو الماضي علي صالح المكنى ب"الطيارة" أحد نشطاء التنظيم وهو من مواليد السعودية وتم دفنه بالمنطقة ذاتها في شبوة. لكن صحيفة 26 سبتمبر الناطقة باسم وزارة الدفاع اليمنية التي أوردت خبرا مشابها ومتناقضا في المعنى إن القتلى من عناصر التنظيم والقيادات ذكرت أنهم قتلوا خلال معارك قوات الجيش لاستعادة مدينة زنجبار من أيدي عناصر تنظيم القاعدة وكبدتهم خسائر فادحة. وذكرت صحيفة الجيش أن من بين القتلى عمار عباده الوائلي الذي وصفته بأحد أخطر قيادات تنظيم القاعدة ومعه سبعة آخرون من التنظيم, إضافة إلى أبو علي الحارثي أحد أخطر قيادات "القاعدة" في محافظة شبوة وأبو أيمن المصري المسئول الإعلامي للتنظيم وعلي صالح فرحان (أمير التنظيم) في محافظة مأرب.
كما قالت 26 سبتمبر أن عدد من عناصر القاعدة الذين قدموا من محافظة مأرب قتلوا أيضا في معارك زنجبار بينهم مبخوت علي جابر الشبواني وإصابة أخيه فهد علي جابر الشبواني لكن قبيلة الشبواني نفت في بيان وزعته على وسائل الإعلام هذه المزاعم.
وكانت صحيفة نيويورك تايمز نقلت يوم الأربعاء عن مسؤولين أمريكيين أن الحملة العسكرية الأمريكية التي تستخدم فيها طائرات بلا طيار وطائرات نفاثة مقاتلة تصاعدت في الأسابيع القليلة الماضية بعد أن رأى المسؤولون الأمريكيون أن هذه الضربات هي واحدة من الخيارات القليلة المتاحة لاحتواء القاعدة في جزيرة العرب التي تتخذ من اليمن مقرا لها. وتابعت انه مع انخراط اليمن في صراعات عنيفة سحبت السلطات القوات اليمنية التي كانت تحارب متشددي القاعدة في الجنوب لنشرهم في العاصمة صنعاء. وأسوء الضربات الجوية الأمريكية التي أخطأت أهدافها ضد مواقع القاعدة في اليمن كانت قبل أكثر من عام عندما سقط عشرات المدنيين قتلى بينهم أطفال ونساء في قرية المعجلة بمحافظة أبين. ويخشى المسؤولون الأمريكيون تكرار هذا الخطأ الذي قد ينتج نتيجة لمعلومات وهو ما سيضر بأهداف الحملة السرية. وقالت نيويورك تايمز نقلا عن مسؤولين في واشنطن أن المخابرات الأمريكية والسعودية بدأت تتلقى مزيدا من المعلومات عن المواقع المحتملة للمتشددين. لكن هناك مخاوف في حالة اتساع نطاق الصراع في اليمن أن تستغل الفصائل المتناحرة ذلك وتقدم معلومات تؤدي إلى توجيه ضربات للفصائل المنافسة. ونقلت الصحيفة عن مسؤول كبير في وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاجون) أن العمليات تعقدت أكثر مع اختلاط مقاتلي القاعدة مع متمردين آخرين ومتشددين مناهضين للحكومة. وأفادت الصحيفة أن السفير الأمريكي في اليمن التقى مؤخرا مع زعماء المعارضة ليوضح ضرورة استمرار العمليات العسكرية في حالة سقوط حكومة صالح. ونقلت عن مسؤولين في واشنطن قولهم أن زعماء المعارضة أبلغوا السفير الأمريكي أن العمليات ضد القاعدة في اليمن يجب أن تستمر بغض النظر عمن سيفوز في صراع السلطة الدائر في صنعاء.
