ما يبث على قناة "العالم" الإيرانية من تصريحات ولقاءات وتحليلات لما يجرى في اليمن يتجاهله بعض مسؤولي الدولة متعمدين. والمستغرب أن هذا التجاهل يتدرج من أصغر هرم الدولة، وحتى أعلاها. لا ندري لماذا لا تستدعي حكومة بلادنا السفير اليمنى في طهران كخطوه احتجاجية، عما يبدر من قناة العالم، ومن بعض السياسيين الإيرانيين من تصريحات معادية، وتمس الثوابت الوطنية. وعلى ذكر الثوابت الوطنية هذه التي ضجّت بها مسامعنا من قبل وزير الإعلام اللوزي، ومن قبل نواب في البرلمان ينتمون للحزب الحاكم ، فالوزير يأمر بمصادرة الصحف لأنها حسب قوله تمس الثوابت الوطنية، ويطالب بسن قانون للمحاسبة، والنواب يطالبون بإغلاق مكتب "الجزيرة"، والسبب أن القناة تمس الثوابت الوطنية، لكن عندما تتدخل إيران عبر إعلامها، وتصرح قناة "العالم" أن اليمن يمر بفراغ دستوري، من بعد 27 ابريل 2009 ، وأن الحكومة الحالية غير شرعية، لا يتصدى لها أحد، ولا يتهمها أحد أنها تمس تلك الثوابت الوطنية المزعزمة. وعندما بثت القناة في إحدى نشراتها الإخبارية في تاريخ 24/8 صوراً لجنود يمنيين، وهم يلوذون بالفرار أثناء المعركة، تاركين المعدات والأطقم العسكرية والأسلحة وراءهم، في منطقة "التويلق"، لم ينبس أحد من النواب ببنت شفة، لا هم ولا غيرهم من المسؤولين، الذين يلمّح بعضهم إلى إيران مجرد تلميح على استحياء . نتساءل: ما سر قوة إيران وما مدى نفوذها داخل البلد، فهي- كما يعلم الجميع- تمتلك مستشفى في العاصمة صنعاء، مسمى باسمها، وإيران التي قذف مواطنوها السفارة اليمنية بالحجارة بعد مقتل بدر الدين الحوثي، كما أنهم طالبوا الحكومة الإيرانية بتسمية الشارع الذي تقع فيه السفارة باسم شارع بدر الدين الحوثي، نكاية بالحكومة اليمنية.. كل هذا يحدث ولا تحرك الدولة ساكناً، لا هي ولا الشعب.. ما السر ؟؟ لماذا عندما غزا النظام العراقي الكويت تداعت حكومتنا وشعبنا، وعمد البعض إلى تهييج الشارع كي يقذفوا سفارة المملكة بالحجارة، رغم أنها كانت تعول 2مليون مغترب، رحلوا وطردوا من المملكة. ورغم أن للكويت والسعودية فضل كبير على الدولة اليمنية حكومة وشعباً، ورغم أن قضية العراق لا ناقة لنا فيها ولا جمل. نتساءل: لماذا يقف الشارع اليوم صامتاً أمام ما تقوم به إيران داخل اليمن. القضية تحمل علامات استفهام كثيرة، وأسراراً وطلاسم يصعب على العامة -وعلى النخبة أيضا- فك شفرتها وفهمها، ولا أحد يعلم ما هي العلاقة المبهمة بين نظامنا الحالي والنظام الإيراني؟ والى أي درجة يصل نفوذ إيران داخل اليمن؟ وما الدور الذي يقوم به المستشفى الإيرانيبصنعاء فى تلك العلاقة؟ أسئلة كثيرة وعلامات استفهام تحتاج إلى إجابات، قد تكشفها الأيام القادمة.