يبدو أن أزمة دبلوماسية بين اليمن وإيران بدأت بالتشكل على خلفية الحرب الأخيرة التي اندلعت في محافظة صعدة بين جماعة الحوثيين والقوات الحكومية. واتخذت هذه الأزمة من الإعلام ساحة لها الأيام الماضية قبل أن يلمح الناطق الرسمي للحكومة اليمنية اليوم بوقوف إيران وراء الحوثيين.
وفي حين لا تزال طهران تلتزم الصمت، فإن إعلامها الرسمي أو الموالي لها لا يخفي تعاطفه مع الحوثيين، وعادة ما تنشر هذه الوسائل أخباراً تجد اليمن نفسها مضطرة للرد عليها بلهجة شديدة.
وفي تصعيد لافت اتهم وزير الإعلام حسن اللوزي اليوم إيران من دون أن يسميها بدعم المتمردين الحوثيين، وقال في مؤتمر الصحافي الأسبوعي إن "ما تتناوله وسائل الإعلام والمتمثلة في قناة العالم وقناة الكوثر وإذاعة طهران تكشف الجهة التي تدعم وتمول الحوثيين".
ونقلت وكالة الأنباء الفرنسية عن الوزير تعليقه على وسائل الإعلام هذه أن "لها حسابات خاصة بها وهي حسابات الدولة المسؤولة عنها".
وتحدث الوزير عن لقاء الاثنين بين وزير الخارجية أبو بكر عبدالله القربي وسفير بلد (لم يسمه) ليطلب منه وقف التدخل في شؤون اليمن. والدبلوماسي الوحيد الذي التقاه القربي الاثنين كان سفير إيران.
وهذه ليست المرة الأولى التي يتهم فيها اليمن إيران بدعم المتمردين. فقد سبق أن فعل ذلك في ربيع 2007 واستدعى السفير اليمني في طهران على سبيل الاحتجاج قبل أن يعلن الرئيس علي عبدالله صالح في تشرين الاول/اكتوبر من السنة نفسها عودة العلاقات الثنائية إلى طبيعتها.
أبواق النظام الفارسي وكان موقع الحزب الحاكم على شبكة الأنترنت هاجم بشدة ما أسماها ب" أبواق النظام الفارسي الإعلامية"، وقال انها "سعرت حملتها على اليمن منذ بدء عمليات الجيش ضد عناصر التخريب والإرهاب في محافظة صعده متجاوزة بذلك الأخلاق المهنية والسياسية والتي تقضي بعدم التدخل في شئون الدول الداخلية".
وأضاف موقع "المؤتمر نت" ان "قناة العالم الإيرانية والمنابر الموالية لطهران كشفت مجدداً عن الوجه القبيح لأبواق التخريب خارج حدود اليمن لتفرض على الإعلام اليمني بمختلف توجهاته واجباً وطنياً يقضي بمواجهة آلة التضليل الإيرانية ومساندتها لعناصر التخريب في محافظة صعدة".
وتابع قائلاً: الإعلام الإيراني المرئي والمسموع والورقي والالكتروني أجمع على الوقوف في صف أعداء السلام والأمن في اليمن في تدخل سافر ومرفوض يجب أن يواجه بكل الوسائل المتعارف عليها سياسياً ودبلوماسياً وإعلاميا ومن قبل كل من ينتمي إلى تراب اليمن".
وأشار تقرير المؤتمر إلى أن " الإعلام اليمني رسمي ومعارض ومستقل وقف محايداً إبان الأزمة الداخلية في إيران والتي لا زالت مستعرة حتى اليوم لكن الإعلام الإيراني لم يواجه هذا السلوك بالمثل وشرع في فبركة أخبار ومواد إعلامية موجه تستهدف القوات المسلحة اليمنية والنظام والوطن والسيادة والشعب".
واستطرد التقرير: ان استنطاق قناة العالم الايرانية لأبواق التخريب وتسويق أكاذيبهم جدد التأكيد على أن مخالب التخريب تحضى بمباركة من قبل من يتبنون خطابها الإعلامي ويتسترون على جرائم المخربين ضد الأبرياء من أبناء صعده وغيرها من المناطق التي اكتوت بنار أفعالهم الإجرامية.
ودعا التقرير إلى الرد على الإعلام الإيراني، وقال: سياسة مهادنة الأخر وتجاهل أفعاله المسيئة يجب أن تسقط عندما يكون الوطن هو المستهدف والإعلام الرسمي ابتداءً بالفضائية اليمنية والقنوات الأخرى والصحف الرسمية والإذاعات والمواقع الالكترونية مطالبة بالدفاع عن الوطن والمؤسسة العسكرية وفضح هذه الأكاذيب ومعاملة الأخر بالمثل.
ولفت إلى أن السفارة الإيرانية اشتكت قبل عامين تقريباً إلى وزارة الخارجية اليمنية ما أسمته استهداف إحدى الصحف اليمنية للنظام الإيراني، وقال ان هذا إجراء متبع في كل الدول وغير ملام وعليه فإن وزارة الخارجية وسفارة اليمن في طهران يجب أن يكون لهم موقف احتجاجي واضح من الإعلام الإيراني وتماديه في الإساءة لليمن إلى جانب الدور الإعلامي المأمول في هكذا ظروف.
واختتم الموقع بالقول: إذا كانت إيران منعت كل وسائل الإعلام من تغطية احتجاجات المعارضة وأغلقت مكاتب لقنوات رأت أنها استهدفت أمنها وسجنت صحفيين وعملت ما يحلو لها ولا احد سيعترض على إجراءاتها رغم الاختلاف معها لكن على الإعلام الإيراني أن لا يحشر انفه في قضايا يمنية داخلية لا تعنيه مع انه لا يجب مصادرة حق الإعلام الذي يحترم المهنة من تغطية الأحداث دون تحيز.
فبركات إذاعة طهران وفي السياق كان مصدر مسئول بوزارة الدفاع كذب أول من أمس ما أسماه "الأنباء المفبركة التي أوردتها إذاعة طهرانالإيرانية الرسمية وزعمت فيها أن هناك تدخلاً مباشراً من جانب الطيران السعودي في العمليات التي تقوم بها وحدات القوات المسلحة والأمن لوقف الإعمال الإرهابية التخريبية والجرائم والاعتداءات التي يتعرض لها المواطنون بمحافظة صعده على يد عناصر التخريب والتمرد".
وقال المصدر لوكالة "سبأ" إن المعلومات التي تضمنتها تلك الأنباء المفبركة عارية تماماً عن الصحة وتفتقر في مجملها إلى الدقة والمصداقية.. مؤكداً أن لدى القوات المسلحة والأمن اليمنية القدرة على القيام بواجباتها الدستورية والقانونية في الذود عن حياض الوطن وأمنه واستقرار ومكتسباته ومصالحه العليا' والتصدي لأي محاولة تستهدف الأمن والاستقرار في الوطن أو الخروج عن الدستور والقانون والنظام أياً كان مرتكبوها.
وعبر المصدر عن أسفه البالغ لانزلاق وسائل إعلامية رسمية إيرانية لترويج مثل هذه المعلومات الكاذبة والمضللة, والتي لا تعدو أكثر من مجرد محاولات للتغطية على الجرائم والأعمال الإرهابية التي تقوم بها عناصر التمرد والتخريب التابعة للمتمرد " الحوثي" ضد أبناء محافظة صعده من النساء والأطفال والشيوخ, وضد المصالح والمنشآت والممتلكات العامة والخاصة في المحافظة".
وقال المصدر :" كان الأحرى بإذاعة طهران أن تلتزم الموضوعية والحياد, وأن لا تنجر وراء تلك الأكاذيب, وتضع نفسها في مثل هذا الموقف الذي يفقدها مصداقيتها ويثير التساؤل عن الأهداف المشبوهة التي تنشدها من وراء ذلك!؟ ".
طيران سعودي وضباط عراقيون وكانت وسائل إعلام إيرانية كقناة العالم وإذاعة طهران الرسمية نشرت أخباراً تحدثت عن تدخل الطيران السعودي في شن هجمات ضد الحوثيين بصعدة.
وفي وقت لاحق نقلت قناة العالم الإيرانية عن موقع إلكتروني اسمه "نهرين نت" قوله ان مصادر مطلعة كشفت أن الجيش اليمني يستعين بضباط عراقيين من أتباع النظام العراقي السابق كمستشارين له في تنفيذ العمليات العسكرية ضد مواقع الحوثيين.
وقالت هذه المصادر "ان العشرات من كبار ضباط الجيش العراقي ومن قادة فرق وألوية الحرس الجمهوري الخاص بالديكتاتور صدام، وقادة الأركان الهاربين من العراق، قدموا لليمن و استخدمهم نظام علي محمد صالح لتدريب وتدريس الضباط والقادة العسكريين اليمنيين".
وقالت هذه المصادر: "ان هؤلاء الضباط، حددوا لكبار قادة الجيش اليمني الأخطاء التي ارتكبوها في الحروب الخمسة التي شنوها على الحوثيين منذ عام 2004، وبناء على ملاحظات هؤلاء العسكريين من أعوان النظام، قرر الرئيس علي صالح الاستعانة بعدد من هؤلاء الضباط كمستشارين ومخططين وقادة في هذا الهجوم الذي يشنه الجيش اليمني حاليا على الحوثيين في محافظة صعدة".
واضافت المصادر "ان الضباط العراقيين من اتباع صدام، عرضوا على القادة العسكريين اليمنيين، تجاربهم في التعامل مع معاقل الاكراد في الشمال العراقي الذي تشبه تضاريسه من جبال ووديان وطرق وعرة، تضاريس صعدة ومجاورها". ونقلت قناة العالم عن مصادر يمنية لم تسمها أن قولها أن الدعم السعودي لنظام علي صالح، بلغت حد التعهد، بتغطية تكلفة هذه الحرب مهما بلغت، لكن بشرط عدم التوقف عنها.
وحسب موقع القناة فإن تلك المصادر قالت ان السعودية لم تكتف بهذا التعهد، وإنما قامت بإيفاد رئيس جهاز المخابرات السعودي الأمير مقرن بن عبد العزيز إلى ليبيا لتسليم رسالة خاصة للرئيس الليبي معمر القذافي طالبته بتنفيذ تعهداته التي أعطاها للعاهل السعودي أثناء زيارته الأخيرة للسعودية بوقف تقديم أي دعم للحوثيين، وابلغ الملك عبد الله في رسالته، القذافي، ان الجيش اليمني سيقوم بشن هجومه النهائي والكاسح على الحوثيين خلال 72 ساعة، والمطلوب من ليبيا ان تفي تعهداتها بوقف تقديم اي دعم للحوثيين.
تدخلات مشبوهة وعلامات استفهام وقد نفى مصدر إعلامي رسمي يمني مشاركة ضباط عراقيين في تعقب المتمردين الحوثيين، وقال إن القوات المسلحة والأمن اليمنية تمتلك الكوادر والإمكانيات التي تمكنها من أداء واجبها على أكمل وجه .
وطبقاً لوسائل إعلامية رسمية فقد عبر المصدر عن أسفه الشديد لما أبداه الإعلام الرسمي الإيراني مما وصفها "تدخلات مشبوهة" في الشأن الداخلي اليمني وتحوله إلى منبر لأبواق عناصر التخريب والإرهاب الحوثية في صعدة. وقال ان الأسلوب الذي تتعامل به وسائل الإعلام الرسمية الإيرانية مع قضايا اليمن الداخلية، يثير معه الكثير من علامات الاستفهام حول موقف تلك الوسائل من الأعمال التخريبية والإرهابية التي تقوم بها عصابات التمرد والتخريب التابعة للحوثي.
وأضاف المصدر إن تلك اللغة التحريضية والعدائية تكشف عن أجندة مشبوهة تستهدف زعزعة الأمن والاستقرار في اليمن , كما عبر المصدر عن استغرابه لتلك الهجمة الإعلامية من وسائل الإعلام الإيرانية ضد اليمن وخاصة عندما قامت بأداء واجبها المنصوص عليه بالدستور والقانون وهو حماية المواطنين وممتلكاتهم من اعتداءات المتمردين وإحلال الأمن والاستقرار داخل المنطقة ووضع حد للعناصر الإرهابية التي تقوم بعملية القتل والتخريب والاختطاف والتقطع ‘ وقال المصدران هذه الوسائل الإعلامية كشفت عن نفسها بمساندة المتمردين بمحافظة صعده.
وطالب المصدر وسائل الإعلام الإيرانية بالرجوع إلى الأحداث الدموية التي شهدتها إيران على خلفية الانتخابات الرئاسية, وموقف المؤسسات الإيرانية المختلفة من تناولات الإعلام لتلك القضية والاعتبار من ذلك .واختتم المصدر تصريحه بالقول : من كان بيته من زجاج فلا يرمي بيوت الآخرين بالحجر.