أعلن الاتحاد الأفريقي في بيان الأحد، أن الزعيم الليبي معمر القذافي لن يكون جزءا من عملية تفاوض يقودها الاتحاد من أجل إحلال السلام في ليبيا. وقال البيان في أعقاب اجتماع لجنة أفريقية خاصة بالأوضاع في ليبيا إن "لجنة الاتحاد الأفريقي رفيعة المستوى ترحب بقبول العقيد القذافي أن لا يكون جزءا من عملية التفاوض." ولم يتضح من الذي سيمثل الحكومة الليبية في المفاوضات، أو موعد بدء تلك المحادثات، كما أنه لم يسمح للصحفيين بطرح الأسئلة خلال مؤتمر صحفي عقد عقب اجتماع الأحد.
وتناقش اللجنة الخاصة خريطة طريق لإيجاد حل للأزمة الليبية على الرغم من جهود المنظمة الأفريقية السابقة التي باءت بالفشل في إنهاء الحرب القائمة بين الكتائب الموالية، للقذافي، والثوار الذي يسعون للإطاحة به. وعلى الصعيد الميداني، فند الناتو، الذي يقود حملة جوية لحماية المدنيين في ليبيا، مزاعم طرابلس بقتل 15 مدنياً في قصف لطائرات الحلف، السبت. ومن المقرر أن تناقش اللجنة الإفريقية، التي تشكلت في مارس/آذار، خلال اجتماعها في مدينة "بريتوريا" بجنوب إفريقيا، سبل إنهاء حرب أهلية تشهدها ليبيا منذ 17 فبراير/شباط الماضي، خلفت عشرات الآلاف من القتلى. واستبقت منظمتا "هيومان رايتس ووتش" و"العفو الدولية" (أمنستي) الاجتماع بمناشدة الاتحاد الإفريقي إعطاء أولوية لمحنة المدنيين المحاصرين في الصراعات المسلحة بما في ذلك ليبيا. وكانت اللجنة الإفريقية المؤلفة من ممثلين عن كل من موريتانيا وجمهورية الكونغو الديمقراطية، ومالي، ويوغندا وجنوب أفريقيا، قد قامت بجهود وساطة خلال الشهور الثلاثة الماضية، التقوا خلالها بالقذافي والثوار إلا أنها لم تكلل بالنجاح. ويشار إلى أن القذافي من أقوى مؤيدي الاتحاد الإفريقي الذي خصص له مساعدات مالية ضخمة، وتحتل ليبيا أحد مقاعد مجلس الأمن والسلم الإفريقي المؤلف من 15 مقعداً. وكانت قيادات المعارضة الليبية قد أبدت شكوكها في أي وساطة تقوم بها اللجنة الإفريقية لإنهاء الصراع القائم بطريقة من شأنها تلبية أهدافهم ومن أبرزها رحيل القذافي. وفي إبريل/نيسان الماضي، قام الاتحاد الإفريقي بجهود وساطة، أعلن خلالها موافقة القذافي، من حيث المبدأ، على وقف كافة العمليات العدائية والسماح بدخول قوات أجنبية لحفظ السلام. ورفض الثوار المقترح بدعوى أنه لم يتطرق إلى أي من رحيل القذافي أو إيجاد حلول لإنهاء العنف ضد الشعب الليبي. ويشار إلى أن الأممالمتحدة فوضت الحلف الأطلسي بموجب القرار 1973 إطلاق حملة عسكرية لحماية المدنيين من كتائب القذافي، وبدأ الناتو حملته الجوية في أواخر شهر مارس/آذار. الناتو ينفي ضرب أهداف مدنية وعلى الصعيد الميداني، دحض حلف شمال الأطلسي اتهام الحكومة الليبية بقتل 15 مدنيا في غارات جوية نفذتها طائراته، السبت. قال الناتو إن طائراته استهدف مراكز قيادة وسيطرة "ولا توجد أي مؤشرات لسقوط ضحايا مدنيين في هذه الغارات." وأوضح أن كتائب القذافي احتلت مبان في منطقة هجرها السكان ب"البريقة" وأنه بعد مراقبة دقيقة حدد الحلف أنها أهداف عسكرية واضحة. وأضاف الجنرال تشارلس بوشار، قائد حملة الناتو في ليبيا: "هذا يواصل إظهار تكتيكات القذافي المستهجنة بوضع معدات وعمليات عسكرية في قلب الأحياء المدنية." وتابع" رصدنا بدقة ولفترة طويلة هذه التطورات.. والوقت قد حان لإزالة هذا التهديد." وشهدت البريقة، المدينة النفطية الإستراتيجية، وتبعد نحو 500 ميل شرقي العاصمة، طرابلس، مواجهات عنيفة بين كتائب القذافي والثوار منذ بدء الانتفاضة منتصف فبراير/شباط الماضي. ومن جانبه، قال عبدالحفيظ غوقة، الناطق باسم الثوار ونائب رئيس المجلس الانتقالي الليبي، إن القذافي يتحمل مسؤولية سقوط مدنيين نظراً لنشره أسلحة في المناطق السكنية.