سقط اليوم السبت عشرات القتلى والجرحى في صفوف الحرس والمسلحين إثر مواصلة قوات الحرس الجمهوري قصفه لمدينة تعز وضواحيها واشتداد المعارك مع المسلحين القبليين الموالين للثورة. وشملت عملية القصف السبت قرى مديريتي التعزية وشرعب السلام وعدة أحياء في مدينة تعز، وذلك على خلفية تصدي المسلحين القبليين الموالين للثورة لمخطط الحرس بفرض طوقاً أمنياً يهدف لعزل المدينة عن ريفها الشمالي الذي تصل منه القبائل لحماية المدينة وشباب الثورة بعد "محرقة" ساحة الحرية. وقالت مصادر محلية إن قوات الحرس المتمركزة في نقطة البريهي قصفت مساء اليوم السبت محطة التغذية الكهربائية الواقعة في منطقة الحوجلة. في حين تشير المصادر إلى اندلاع اشتباكات عنيفة بين قوات صالح ومسلحين مؤيدين للثورة في أحياء كلابه والشماسي، لتمتد شرق مدينة تعز إلى جولة قيادة فرع الأمن المركزي وجولة القصر. وإلى الشمال، حيث تعرضت أحياء مدينة تعز لقصف عشوائي. وطبقاً للمصادر المحلية، فقد دارت مواجهات ضارية بين الحرس والقبائل المسلحة على امتداد خط الستين الشمالي ووصلت إلى الستين الغربي في معارك تعد الأعنف منذ اندلاع المواجهات بين الجانبين قبل أسابيع. وتشير المعلومات الأولية إلى سقوط جرحى بين المسلحين وفي صفوف المدنيين. واضافت المصادر إن قرى ريفية تعرضت مساء السبت لقصف مدفعي أسفر عن تدمير جزئي لمنازل مواطنين في منطقتي الجعدي والهمشة، في حين أدى القصف إلى تدمير شبه كلي لمنزل الشيخ منصور أحمد صدام ومنزل مواطن آخر يدعى محمد سلطان. وتعليقاً على ذلك، قال الشيخ حمود سعيد المخلافي في تصريح ل"المصدر أونلاين" إن الحرس ومن وصفها بفلول قوات نظام صالح من الأمن المركزي والشرطة العسكرية تستهدف الآمنين في منازلهم من نساء وأطفال وكبار السن، فضلاً عن استهدافها للمدارس وكل ما له صلة بالحياة في ريف تعز الشمالي وتحديداً شرعب السلام ومناطق الهشمة والجعدي بمديرية التعزية. وأرجع الشيخ المخلافي اتساع رقعة عمليات قوات الحرس واستمرارها اليوم السبت إلى ما أسماه ب"مخطط إجرامي" يهدف من خلاله نظام صالح لاستعادة تواجده في محافظة تعز التي سقطت معظم مديرياتها بيد شباب الثورة. وقال الشيخ المخلافي إن "حشد نظام صالح لقواته بغية السيطرة على خط الستين لعزل مدينة تعز عن ريفها الشمالي محاولة يائسة ستنتهي كما انتهت سابقاتها". محذراً من ردة فعل "قاصمة ونهائية". وتحدث المخلافي في تصريحه ل"المصدر أونلاين" عن إخراج قوات الحرس اليوم السبت لتعزيزات غير مسبوقة إلى مناطق المواجهات منها 5 شاحنات تحمل منصات صواريخ الكاتيوشا، و22 دبابة، وما يزيد عن 15 مصفحة وحمالات جند, لافتاً إلى أن هذه الآلية العسكرية عبرت خط الستين وبدأت بالوصول إلى مفرق شرعب "نقطة البريهي" بعد استحداث الحرس لنقطتين عسكريتين في منطقة "المسمح" و "القصيبة". وكانت مصادر تحدثت في وقت سابق من نهار السبت عن نصب المسلحين المؤيدين للثورة كمين لقائد الحرس مراد العوبلي على خط الستين ما أسفر عن مقتل 12 جندياً وجرح آخرين. غير أنه لم يتسن التأكد من مصدر رسمي حول صحة حصيلة الضحايا. ويعتقد على نطاق واسع في مدينة تعز إن العوبلي أحد المتورطين بجرائم قتل المعتصمين السلميين، بالإضافة إلى قيادته للحرب الدائرة مع القبائل المسلحة الموالية للثورة، وإلى جانبه قادة عسكريين وأمنيين آخرين على رأسهم مدير الأمن عبدالله قيران، وقيادات في محلي تعز كالمحافظ ونائبه.