كشفت "مؤسسة الأقصى للوقف والتراث" الخميس 10-9-2009 أن إسرائيل، وفي محاولة منها لعمل شبكة أنفاق تحت الأحياء العربية في القدس، تعكف هذه الأيام على شق نفق جديد تحت بلدة سلوان، غربي مسجد عين سلوان، وصل طوله حتى الآن إلى أكثر من 120 م، وبعرض 1،5 متر وبارتفاع 3 أمتار، ويتجه النفق شمالاً باتجاه المسجد الأقصى المبارك. وأوضح المهندس زكي اغبارية من مؤسسة الاقصى ل"العربية" أن الهدف من حفر النفق كما يبدو هو ربطه بباقي شبكة الأنفاق تحت المسجد الأقصى وهذ يدل على حجم المؤامرة الإسرائيلية التي تستهدف المسجد المبارك بحسب كلامه.
من جهته قال شيخ كمال خطيب نائب رئيس مؤسسة الاقصى ل"العربية": "نحن على حالة من الخوف ولاشك أن إسرائيل تخطط لعمل همجي يمكن أن تؤدي آثاره إلى تقويض المسجد الأقصى، لكن قلنا بالأمس ونقول اليوم أن الأقصى المبارك كان دائما عصيا، وأن هؤلاء الذين سيشعلون الشرارة الأولى لعل يدهم هي اليد التي ستحترق أولا.
وأشارت مؤسسة الأقصى إلى أن النفق يبدأ من أسفل مسجد عين سلوان عند زاويته الغربية، حيث وضعت أكياس كبيرة من الخيش، وقد ملئت بالأتربة والحجارة وبقايا الآثار التي تستخرج خلال عمليات الحفر، وعلى جانبي النفق وضعت الأعمدة الحديدية القوية، وكذلك سقف الحفرية، كما وضعت في أكثر من طرف في النفق الأكياس الترابية، وكذلك نصبت الإضاءة القوية والمسالك الهوائية، ويتجه النفق الى الأعلى باتجاه الشمال مع مَيَلان بسيط نحو الغرب.
وبحسب معلومات تحققت منها " مؤسسة الأقصى للوقف والتراث "، فإنّ سلطات الاحتلال وبواسطة أذرعها التنفيذية ومنها ما يسمى ب"سلطة الآثار الإسرائيلية" ومنظمة "إلعاد" الاسرائيلية تعمل ساعات طويلة في حفر هذا النفق بواسطة عمال يهود من المستوطنين على مدار ستة أيام في الأسبوع، ولتسريع عمليات الحفر فقد قامت سلطات الاحتلال بنصب رافعة كبيرة تقوم برفع أكياس كبيرة ملئت بالتراب والأحجار المستخرجة من عمليات الحفر، وتقوم بشكل شبه يومي سيارة شحن بنقل هذه الأتربة والحجارة الى جهة مجهولة.
وقالت بحسب بيان أوردته وكالة أنباء "معا" الفلسطينية "ان من بين المخاطر من حفر هذا النفق أنه سيرتبط بشبكة الأنفاق التي حفرتها اسرائيل على مدار أكثر من 40 عاما في بلدة سلوان والأنفاق التي حفرتها في محيط وأسفل المسجد الأقصى المبارك"، مضيفة أن هذه الحفريات والأنفاق تشكل خطراً مباشراً على بيوت سلوان، التي تشقق الكثير منها جراء الحفريات الإسرائيلية، كما تشكل هذه الحفريات والأنفاق خطراً كبيراً على المسجد الأقصى المبارك، بالإضافة أن هذه الحفريات هي بمثابة تدمير للآثار العربية والإسلامية في سلوان، ناهيك عن أن اسرائيل تهدف الى تهويد مدينة القدس ومحيط المسجد الأقصى المبارك، كل ذلك ضمن مخطط كبير لبناء هيكل أسطوري مزعوم على حساب المسجد الأقصى.