تواصلت اليوم الجمعة المظاهرات المعارضة والمؤيدة لنظام الرئيس علي عبدالله صالح للأسبوع الرابع والعشرين على التوالي. وشارك ملايين اليمنيين في 17 محافظة يمنية فيما أطلق عليه بجمعة «الصبر والمرابطة»، فيما شارك مؤيدوا نظام صالح بصنعاء في جمعة أطلقوا عليها "جمعة الإخلاص".
واحتشد مئات الآلاف اليوم الجمعة في شارع الستين بصنعاء، للمطالبة بإسقاط بقايا أركان النظام، ومحاكمة المتسببين في قتل المعتصمين.
كما ندد المحتشدون بالقصف الذي تقوم به قوات الحرس الجمهوري على أرحب بصنعاء ومدينة تعز، مطالبين دول العالم بوقف تلك "المجازر".
وطالب المحتجون بسرعة الحسم للثورة، وتكوين مجلس انتقالي يضم جميع القوى السياسية والثورية في الساحات المختلفة في اليمن ، وعدم التعويل على الخارج.
وفي ذمار تظاهر صباح اليوم الجمعة مئات الآلاف في أول جمعة تشهد احتشاداً كبيراً لشباب الثورة، للمطالبة بالحسم الثوري. وندد المتظاهرون ب"جرائم" النظام التي ترتكبها قوات نظامه في مديريتي أرحب ونهم بصنعاء ومدينة تعز، مطالبين بمحاكمة المتسببين في قتل المدنيين والمعتصمين. وهتف المتظاهرون لتحية شباب الثورة بصمودهم أمام جميع محاولات النظام لإخراجهم من الساحات، حيث طافت المسيرة شوارع المدينة، ودعوا الثوار إلى مواصلة نضالهم في الساحات خلال شهر رمضان. وطالب الشيخ إسماعيل الوصابي خطيب الجمعة شباب الثورة إلى الصبر والمرابطة، داعياً في ذات الوقت إلى استغلال شهر رمضان المبارك "للتزود من الخير لمقاومة هذا الشر الذي بدأ يستشري في البلاد". وانضم إلى الساحة العشرات من أفراد الحرس الجمهوري والأمن المركزي.
تعز واحتشد مئات الآلاف ظهر اليوم في ساحة الحرية بتعز، ورددوا هتافات مناهضة لنظام صالح، كما أدوا صلاة الجمعة واسمعوا لخطبتيها، بحسب مراسل المصدر أونلاين تيسير السامعي.
وفي خطبتي الجمعة، أشار خطيب الجمعة بليغ التميمي إلى فضيلة الصوم وأهميته في تربية وتقويم سلوك المسلم، معتبراً شهر رمضان أفضل مدرسة للتغيير ولتعلم الصبر والمصابرة على المشاق والمتاعب، وقال إن الصوم ليس الامتناع عن الأكل والشرب ولكن الامتناع أيضاً عن كل ما حرم الله ونهى عنه. ودعا السعودية إلى احترام حقوق الجوار التي حث عليها الإسلام، مضيفا «ندعو إخواننا في الخليج إلى معاملة اليمنيين من منطلق أخلاق الإسلام التي حثت على حق الجوار ومن حقنا عليهم أن يقفوا إلى جانب شعب بأكمله وليس إلى جانب فرد». كما دعا دول العالم إلى الوقوف إلى جانب مبادئ الديمقراطية وحقوق الإنسان التي تدعيها، وحيا صبر ومواقف أبناء أرحب على المعاناة والقصف الذي يتعرضون له كل يوم وتمنى لهم النصر والتوفيق والثبات.
سيئون وفي سيئون احتشد المئات في ساحة التغيير بالمدينة في "جمعة الصبر والمرابطة"، وطالبوا بسرعة تشكيل المجلس الانتقالي لإدارة البلاد. وقال خطيب الجمعة سعيد مبارك "إن سلمية الثورة قد نالت إعجاب العالم وتقديره وإخراس الألسن التي تتذرع بالإرهاب والانقلاب والعنف". وأضاف "إن مرور نصف عام على ثورة التغيير وصمود الثوار بساحات التغيير ونحن، فمادمنا مؤمنين بعدالة قضيتنا فلا بد من الصمود والثبات ، والثقة بنصر الله وإهلاك الظالمين (وكان حقا علينا نصر المؤمنين) وكذلك توحيد الكلمة وعدم الاستماع إلى المخذلين من بلاطجة النظام وأبواقه أو المخدوعين بهم والمندسين بين صفوفنا من المرجفين ونشر الشائعات". وتابع "لقد جرب الطاغية وعائلته وأعوانه وسائل البطش والتعذيب والعقاب الجماعي والقتل والتنكيل من القنابل المسيلة للدموع وقنابل الغازات السامة وبالرصاص الحي وبخراطيم مياه المجاري ورمي القنابل وبالرشاشات الثقيلة والدبابات والمدافع وبالطائرات وراجمات الصواريخ الكاتيوشا وتوزيع الأسلحة على أنصاره ومرتزقته وبلاطجته واستخدامه لأجهزة الأمن المختلفة واختطافه للشهداء والجرحى والأطقم الطبية وسيارات الإسعاف وحصاره للمدن واجتياح لساحات التغيير ومنع وصول المشتقات النفطية".
إب وفي إب أدى مئات الآلاف من أبناء المحافظة صلاة "جمعة الصبر والمرابطة" في شارع الدائري الغربي، منددين ب"جرائم" النظام. وطالب المحتجون بسرعة الحسم الثوري ومحاكمة بقايا النظام على الأزمات التي خنقت الشعب اليمني. ودعا خطيب الجمعة عبد السلام الخديري المعتصمين تحويل الساحات إلى حلقات للقران خلال شهر رمضان المبارك، والصمود والثبات حتى تحقيق الهدف المنشود من الثورة. وقال "لقد سقط مشروع التوريث بثورتكم وإلى الأبد وسقط مشروع التمديد والفساد بخروج الشعب إلى ساحات النضال والحرية"، مطالباً المجتمع الدولي والدول الداعمة للحريات مناصرة الشعب اليمني الباحث عن الحرية.