كيف تواجه الأمة واقعها اليوم (4)    المجلس الأعلى للطاقة يقر حلول إسعافية عاجلة لتوفير وقود لكهرباء عدن    ارتفاع حصيلة قتلى صاروخ إيران الأخير إلى 11 إسرائيليا على الأقل    موقف غير أخلاقي وإنساني: مشافي شبوة الحكومية ترفض استقبال وعلاج أقدم كادر صحي في المحافظة    "المُدوّنة العربية الموحّدة لتشريعات الطيران المدني" Arab Civil Aviation Legislation Codex"    "العليمي" يفرض الجزية على حضرموت ويوجه بتحويل 20 مليار ريال شهريا إلى إمارة مأرب    حان وقت الخروج لمحاصرة معاشيق    بوساطة قطرية.. اتفاق وقف إطلاق النار بين إسرائيل وإيران    بالتعادل.. إنتر ميامي وبالميراس يحلقان إلى دور ال16    أوساكا.. انتصار أول على العشب    عدن على حافة الانفجار: انهيار شامل وخيوط مؤامرة دولية تُنسج بأيدٍ يمنية    هلال الإمارات يوزع طرود غذائية على الأسر الأشد فقرا بشبوة    كفى لا نريد دموعا نريد حلولا.. يا حكومة اذهبي مع صاروخ    اليمن تضع إمكانياتها تحت تصرف قطر وتطلب من المغتربين عدم العودة لسوء أوضاع وطنهم    الفريق السامعي: المنطقة على موعد مع حدث خطير    مسئول ايراني كبير: تصريحات ترامب حول اتفاق وقف النار "خدعة"    حين يتسلل الضوء من أنفاس المقهورين    إب .. تعميم من مكتب التربية بشأن انتقال الطلاب بين المدارس يثير انتقادات واسعة وتساؤلات حول كفاءة من اصدره    تحركات مشبوهة للقوات الأجنبية حول مطار المهرة ..    بطولة عدن الأولى للبلولينج تدخل مرحلة الحسم    السقلدي: هناك شحن وتعبئة لقوات الامن تجاه المواطن    عربة خدمات ارضية تخرج طائرة لليمنية عن الخدمة    إيران تفرض حرب استنزاف باهظة على الصهاينة ..!    خامنئي: لم نعتد على أحد ولا نقبل ان يعتدى علينا    الخارجية اليمنية: الهجوم الإيراني على قطر انتهاك صارخ للقانون الدولي    - من هو رئيس تحرير صحيفة يمنية يلمّح بالزواج من إيرانية ؟ أقرأ السبب !    وزير الخارجية يلتقي مدير مكتب الأمم المتحدة لخدمات المشاريع    مليشيا الحوثي تكشف ارتباطها المباشر بإيران.. هل انتهت خدعة "التضامن مع غزة"؟    - الأوراق تكشف كيف رحل رجل الأعمال الشيباني وقلبه مثقل بخيانة نجله؟ صراع على التركة وفضيحة مدوّية داخل العائلة!    هيئة الآثار والمتاحف تسلم 75 مخطوطة لدار المخطوطات بإشراف وزير الثقافة    17 لاعبا مهددون بالرحيل عن مانشستر سيتي بأمر من غوارديولا    دوامة الأزمات التي تخنق العاصمة عدن إلى متى؟    بعد المونديال.. بيلينجهام يغيب عن ريال مدريد 3 أشهر    الرئيس المشاط يعزي في وفاة عبد الله عبد الوهاب قاسم    الخدمة المدنية تناقش استكمال تصحيح الاختلالات في كشف الراتب    النفط يرتفع إلى أعلى مستوياته منذ يناير بسبب المخاوف بشأن الإمدادات    الشعر الذي لا ينزف .. قراءة في كتاب (صورة الدم في شعر أمل دنقل) ل"منير فوزي"    اجتماع موسع لمناقشة الاستعدادات الجارية لبدء العام الدراسي الجديد في مدينة البيضاء    ضبط مخزن للأدوية المهربة بمحافظة تعز    الفاسدون في الدولة وسياسات تخريب الطاقة الكهربائية السيادية؟!    ريال مدريد يقسو على باتشوكا    الحرارة فوق 40..عدن في ظلام دامس    فصيلة دم تظهر لأول مرة وامرأة واحدة في العالم تحملها!    الصين.. العثور على مقابر مليئة بكنوز نادرة تحتفظ بأسرار عمرها 1800 عام    الكاراز يعادل رقم نادال على الملاعب العشبية    المنتخب الوطني تحت 23 عامًا يجري حصصه التدريبية في مأرب استعدادًا لتصفيات آسيا    إيران تنتصر    قطاع الأمن والشرطة بوزارة الداخلية يُحيي ذكرى يوم الولاية    بين عدن وصنعاء .. شهادة على مدينتين    مرض الفشل الكلوي (9)    كشف أثري جديد بمصر    توقيف الفنانة شجون الهاجري بتهمة حيازة مخدرات    من قلب نيويورك .. حاشد ومعركة البقاء    الحديدة و سحرة فرعون    خبراء :المشروبات الساخنة تعمل على تبريد الجسم في الحر الشديد    شوجي.. امرأة سحقتها السمعة بأثر رجعي    علاج للسكري يحقق نتائج واعدة لمرضى الصداع النصفي    حين يُسلب المسلم العربي حقه باسم القدر    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



القيادي بالحراك عبدالله الناخبي: جربنا التشطير وفشل.. والوحدة الاندماجية أفشلها صالح، وعلينا التفكير بأسلوب جديد لإعادة صياغة الوحدة
نشر في المصدر يوم 12 - 08 - 2011

يبدو القيادي في الحراك عبدالله الناخبي واحداً من أكثر قيادات الحراك تحمساً لما تشهده البلاد من ثورة سلمية ويعول عليها كثيراً في ل كافة المشاكل الوطنية في إطار اليمن الواحد.
تحدث كثيراً عن المجلس الانتقالي الذي تم اختياره أحد أعضائه ودعا الشباب إلى الاستماع إلى أحزاب المشترك ومناقشة كل الخطوات التي يمكن أن تعجل في إنجاح الثورة.
وأشاد بالدور الذي لعبه أبناء أبين في إسقاط رهان النظام على أن تكون أبين بوابة تسليم المحافظات الجنوبية لما يسمى بتنظيم القاعدة وقال إن وقوفهم صفاً واحداً في مواجهة المسلحين المدعومين من نظام صالح قد جعلها بوابة لانتصار الثورة، تفاصيل أوفى في الحوار التالي مع «المصدر أونلاين»:

حاوره: ثابت الأحمدي
* نبدأ من جديد الأحداث.. المجلس الانتقالي كيف تنظرون إليه لاسيما وأنت أحد أعضائه؟
- المجلس الانتقالي يعتبر الإعلان عنه خطوة جريئة وشجاعة من قبل الإخوة في اللجنة التحضيرية، ونشكرهم على منحي الثقة بتكليفي أحد أعضاء رئاسة المجلس الانتقالي، مؤكدا لهم ولكافة قوى الثورة أننا سنعمل كل ما بوسعنا من أجل إنجاح مهام المجلس وتنفيذ أية مهام تناط بنا. وفي نظري إن إعلان رئاسة المجلس خطوة مهمة وضرورية في هذا الوقت بالذات الذي تتكالب فيه قوى الثورة المضادة لوضع العراقيل والصعوبات تجاه الثورة، وقد نشرت مقالا قبل أسبوع حددت فيه المخاطر التي تلوح في الأفق ضد الثورة وخاطبت الجميع بأن المخرج الأساسي لتجاوز الركود والصعوبات هو الإعلان عن مجلس انتقالي..
* ما هذه المخاطر؟
- هذه المخاطر أولا انتعاش بقايا النظام بعد ظهور الرئيس في خطابه الأخير داعيا إلى مواجهة التحدي بالتحدي حيث تزداد حركة العنف ضد الثوار، سواء في صنعاء من خلال ضرب المسيرات، أو في الحديدة، وأيضا إشعال الحروب في كل من أبين وأرحب والجوف وتعز..كل ذلك تقوم به السلطة لمحاولة إرباك العمل السلمي. وثانيا: الاختناقات التموينية والمشتقات النفطية وانقطاع الماء والكهربا ء والاتصالات، ومحاولة فرض عقوبة جماعية على سكان الجمهورية من قبل بقايا النظام، مع وضع إشكاليات وعراقيل للثورة، منها التجنيد العسكري من القبائل لمواجهة الثورة وفتح الخزائن للأسلحة والذخائر وتوزيعها على أنصار من تبقى مع النظام، وكذلك دفع رواتب توظيف مؤقت لمئات الآلاف من أبناء الشعب لفترة يتعاقدون عليها لمدة شهرين، وهذا العمل مستمر والقصد منه خلق أعباء على الثورة بعد انتصارها لأنهم يعرفون أن بقاءهم فيها لا يتجاوز الشهرين، ثم أيضا محاولة تسخير إمكانات الدولة من أرض ووسائل النقل وممتلكات أخرى لتوثيقها باسم عناصر تابعة لبقايا النظام مع العبث بالمال العام وتوزيع مئات الملايين علنا إلى بعض أنصارهم بهدف محاربة الثورة.
ثالثا: العمل الخارجي الذي للأسف تلعب الولايات المتحدة الأمريكية دورا سيئا في عملية الدعم لأولاد علي صالح وإخوانه وأبناء إخوته تحت مبرر واه وهو محاربة القاعدة، وقد اتضح لنا أن القوات المدربة لمكافحة الإرهاب هي التي تخوض حربا اليوم ضد المواطنين في أبين وتعز والحصبة وأرحب والجوف إلى جانب الأمن المركزي والحرس الجمهوري ويساندها الطيران الأمريكي، وهي التي تقوم بقصف منازل المواطنين يوميا. إزاء كل ذلك فإن الضرورة تتطلب وجود مجلس انتقالي يتحمل المسئولية في دراسة هذه الأوضاع والدفع نحو الحفاظ على الثورة والتسريع في انتصارها. ومن أولويات نجاح المجلس الانتقالي ثقتنا بقدرة الشباب على إجراء حوار وطني واسع مع كافة القوى السياسية وشباب الساحات بحيث يكون وجوده محل إجماع كافة قوى الثورة والمجتمع ولا يستثني أحدا من هذا المجلس.
* لقي المجلس الانتقالي صدىً كبيرا وواسعا لدى كثير من فصائل ومكونات الثورة في الوقت الذي لم نسمع عن موقف رسمي موحد للقاء المشترك؟
- اللقاء المشترك هو تكتل وطني يضم مجموعة أحزاب لها وزن وتأثير في الساحة اليمنية، وقد أعلنوا سابقا أنهم جزء لا يتجزأ من قوى هذه الثورة، ويتطلع الشباب إلى أن يكون اللقاء المشترك جامعا بين كافة قوى الثورة كونه متميزا أن صفوفه تضم مجموعة من السياسيين المخضرمين والحريصين على استمرار الثورة وتحقيق أهدافها، كما ندعو الشباب إلى التواصل معهم والاستماع إلى آرائهم ومقترحاتهم وجعل المجلس الانتقالي هو المكون الذي يجمع فيه كافة القوى السياسية دون استثناء أحد. وندعوا الشباب في كافة المحافظات إلى رفع آرائهم ومقترحاتهم وممثليهم في المجلس الانتقالي حتى يكون ممثلا فيه الجميع، وأرى أن يكون ظهور المجلس الانتقالي نقطة تحول في حياة اليمن باتجاه مزيد من التلاحم والقوة والثقة لما يعزز انتصار ثورتنا المجيدة.
* لكن بالمقابل هناك ما يسمى المجلس الوطني الذي سمعنا عنه من قبل اللقاء المشترك؟
- المجلس الوطني والمجلس الانتقالي سيكونان وليدان من قوى الثورة المؤتلفة في الساحة اليمنية، ومن أجل النجاح ينبغي أن نخوض الحوار الوطني بسعة صدور وقبول بعضنا البعض في الجمع بين رؤى المشترك وقوى الثورة الأخرى.
* ماذا لو لم يعترف الإقليم والأطراف الدولية الفاعلة بكم؟
- في البداية نريد أن يفهم الجميع في اليمن وكل المناضلين والقوى المؤتلفة أن علينا أولا أن نعزز من وحدتنا وتلاحمنا وسعة صدورنا وتعاوننا مع نجاح المجلس الانتقالي والتأييد له في الداخل من الجماهير اليمنية، وأن نصعد من الفعاليات السلمية وتنوعها لانتزاع ما تبقى من السلطة من أيادي أولاد علي صالح وأقاربه، وأن ينتزع ذلك في المحافظات والمديريات وتغيير الخارطة في الواقع لصالح الثورة. بعد ذلك نحن على ثقة أن المجتمع الدولي بما فيه الأمم المتحدة سيتفاعل معنا. كما أن شعبنا يتطلع إلى أن تنال السعودية ودول الجوار الخليجي شرف تصدر قائمة المعترفين بالمجلس الانتقالي، مؤكدين لهم أننا عاقدون العزم على بناء دولة مدنية حديثة ترعى الأمن والاستقرار لشعبها ولدول المنطقة وللعالم أجمع وتحترم الاتفاقيات والمواثيق الدولية.
* ما هي أولى خطواتكم المستقبلية في المجلس الانتقالي؟
- الخطوات الأولية في المجلس الانتقالي في نظري هي أن رئاسة المجلس تجري حوارا وطنيا مع الجميع لمساعدة الشباب في استكمال بنية أو عضوية المجلس الانتقالي وعدده 501 بأن يتم في أول اجتماع الآلية التي يتم فيها الاختيار والأسس المطلوبة لعضوية المجلس من كافة القوى مع تحديد النسب لكل محافظة بالتساوي بين الشمال والجنوب وبين المحافظات، مع مراعاة الخصائص لبعض المحافظات مثل صنعاء وعدن وتعز وحضرموت والحديدة. والمهمة الثانية هي وضع خطة مناسبة لتنوع العمل السلمي وتصعيده لمزيد من الضغط لانتزاع السلطة من أيادي المتمسكين بها والمقصود بذلك مؤسسات الدولة في العاصمة ومرافق الدولة في المحافظات مع دعوتنا إلى كل أبناء اليمن في المحافظات، ومؤسسات الدولة وفي الحرس الجمهوري والأمن المركزي إلى الانضمام إلى الثورة باعتبار نظام علي صالح انتهى ولا عودة له. أما ما بعد سقوط النظام نهائيا فإن على المجلس أن يباشر مهامه بحسب ما تتطلبه أهداف الثورة وذلك في اختيار أحد أعضائه وتكليفه رئيسا للحكومة للفترة الانتقالية، وتكليف عدد من المتخصصين في شئون القانون في إعداد دستور للبلاد، والاتفاق على تحديد شكل الدولة، والشروع في حل القضية الجنوبية حلا عادلا يرتضيه أبناء الجنوب وكذلك قضية صعدة، ووضع حلول لكل مآسي الحروب التي سببها نظام صالح بما في ذلك حل قضية الشهداء والجرحى، والإشراف على عملية الانتخابات الرئاسية والنيابية والشوروية والمجالس المحلية بقانون انتخابات جديد وسجل انتخابي جديد على أن يحرم في هذه الانتخابات استخدام السلطة أو المنصب أو المال العام في الدعاية الانتخابية وأن يراعي مسألة الشراكة بين الشمال والجنوب.

* على ذكر شكل الدولة.. ما الشكل الذي تراه مناسبا للدولة اليمنية القادمة؟
- أقول: أولا لقد جربنا التشطير وفشل. وكذا الوحدة الاندماجية التي أفشلها علي صالح بالانقلاب على الوحدة وعلى دستورها، وإن المسئولية اليوم تقع علينا جميعا في التفكير بأسلوب جديد لإعادة صياغة الوحدة بعقد اجتماعي جديد بين الشمال والجنوب بما يضمن لها النجاح والاستمرارية، وقد حدد أنصار الحراك الجنوبي شكل الدولة وهو اتحادي فيدرالي بين إقليمي الشمال والجنوب، وذلك ما نتمنى أن يتفهمه الجميع من أجل بقاء الوحدة خيارا لا رجعة عنه.
* الفيدرالية أنواع ما النوع الذي تهدفون إليه؟
- نهدف إلى فيدرالية الشراكة في الدولة المركزية التي يكون فيها مجلس نواب ورئاسة الدولة والوزراء موحدة، وأيضا الوزارات المركزية كالدفاع والداخلية والخارجية وكذا مجلس الشورى، وفي الفيدرالية يكون الجيش للدولة موحدا وكذلك الأمن، على أن يبنى على أسس وطنية وأن يتم توحيد كل القوى العسكرية ضمن وزارة الدفاع والداخلية كما أشار بيان اللجنة التحضيرية. وعلى أن يكون في الجنوب حكومة محلية وفي إقليم صنعاء كذلك حكومة محلية وأن يدفع للدولة المركزية نسبة يتفق عليها من الموارد السيادية كالنفط وغيره.
* ألا تعتبر هذا مقدمة لانفصال قادم؟
- لا. أبدا. هذا هو الذي سيكون من الأعمدة الأساسية والرئيسية لبقاء اليمن موحدا، وكذلك لدينا تجارب في العالم تعيش هذه الوحدة مثل الإمارات العربية المتحدة والولايات المتحدة الأمريكية وعدداً من بلدان العالم، لأن ذلك سيتيح فرصة لمعالجة المشكلات في كل إقليم وبناء الاقتصاد وإحداث نقلة في التنمية، وسيكون التنافس بين الإقليمين إيجابياً لما يحدث نقلة نوعية وحياة أفضل لأبناء اليمن عموما.
* ولماذا لا يكون الحكم المحلي كامل الصلاحيات؟
- هذه وجهة نظر مطروحة من بين الآراء التي يطرحها البعض، وقد تناقشت مرة مع الأخ الأستاذ عبد الرحمن بافضل الشخصية البرلمانية المعروفة بهذا الشأن، ولكن الذي يحد من قبضة الدولة المركزية هو في نظري وجود إقليمين بين الشمال والجنوب كونهما توحدا في عام 90م وكانت دولة الجنوب ودولة الشمال، ومن أجل معالجة الآثار السلبية التي خلفها نظام صالح وما خربه في المحافظات الجنوبية والشمالية لا يستطيع الحكم المحلي كامل الصلاحيات أن ينجز ذلك. مثلا ما خرب في عام 94م وما نهب من المحافظات الجنوبية وما دمرته الحرب الدائرة الآن في أبين يحتاج له إلى تعاون وطني وإقليمي ودولي نستطيع من خلاله إعادة وبناء ما دمرته الحرب وما نهب وسلب.
* لماذا لا تكون الدولة ثلاثة أو أربعة أقاليم؟
- لسبب واحد أن الجنوب دخل في وحدة مع الشمال، وبسبب الانقلاب عليها من قبل نظام صالح خلق في الجنوب ردود أفعال رأينا الآن أن الثورة تفرض علينا أن نتراجع عن ما أعلناه في الجنوب من استعادة دولة إلى أن يبقى اليمن موحدا وأن تكون إقليمين شمالا وجنوبا، ولا يمنع في نظري أن يتم إقليمين في الشمال أما في الجنوب فإن ما يساعدنا على حل المشكلات المعقدة هو أن تبقى المحافظات الجنوبية بإقليم واحد.
* ما الذي يضمن ألا نصل إلى ما وصل إليه السودان؟
- في نظري أن إعلان اللجنة التحضيرية لرئاسة المجلس الانتقالي بشكله المعلن واحدة من الضمانات. ثانيا: أن تكون تركيبة المجلس الذين هم 501 بهذا الشكل. ثالثا: أن يتم الالتزام بمبدأ الشراكة الوطنية الحقيقية بين أبناء الجنوب وأبناء الشمال في مؤسسات الدولة المركزية. رابعا: ألا تتدخل الدولة المركزية في شئون الحكومات المحلية وتتيح لها الفرصة في إدارة شئونها وحل مشاكلها، لذلك سيكون هذا التعامل هو الذي يضمن استمرار الوحدة وعدم اللجوء إلى الانفصال، وذلك عندما يتضمن دستور الدولة مادة دستورية في هذا الشأن.
* على ذكر خطاب الرئيس.. كيف قرأت خطابي الرئيس الأخيرين؟
- خطاب علي صالح الأخير من مستشفى الرياض هو نتيجة من نتائج المشاورات لإعلان المجلس الانتقالي، حيث سارع بقايا النظام في صنعاء بالضغط على صالح بالظهور والحديث بالصورة التي كان لا ينبغي فيها أن يظهر بها توهما منهم بأنه سيظل المظلة التي تحميهم، وكان ظهوره بالنسبة لقوى الثورة لا يعني شيئا فهو قد انتهى سياسيا وشعبيا وأخلاقيا.. ومن خلال استماعي لخطابه الذي جاء بالتوقيت السيئ في يوم 7/ 7 لإنكاء جراح الجنوبيين يدل ذلك على مستوى الحقد وعدم الصواب في معالجة المشكلات اليمنية، وهناك إشارة تدل على أنه لم يكن بكافة قواه العقلية عندما استخدم جملة إننا اتحدنا كنظامين بدستورين مختلفين وكان كل منا يريد تصفية الآخر، وهذا ما أثبت انقلابه على الوحدة التي تشدق بحمايتها!
* لكنه ظهر أكثر تماسكا وأكثر صحة في الخطاب الثاني..؟
- الخطاب الثاني هو لم يتكلم فيه وإنما كانت الصورة بمثابة اطمئنان لعناصره بأنه يستطيع أن يقعد ويحرك يديه التي يشك أن معظمها اصطناعية، وفي نظري أن هذه الصورة مقلوبة عليه أكثر مما تكون لصالحه لأنه في هذه الوضعية التي ظهر فيها لا يستطيع خدمة نفسه وشئونه الخاصة فكيف يستطيع إدارة دولة وشعب قد فشل في قيادته وهو بكامل صحته وقدرته قبل حادث مسجد الرئاسة. وقد أثبت بإظهار هذه الصورة بأنها اطمئنان للأمريكان وليس لليمن الذي تأكد لهم أنه لا يستطيع العودة إلى اليمن وقد نصحه مبعوث الرئيس الأمريكي بذلك.
* على ذكر القاعدة سابقاً.. برزت في الفترة الأخيرة بصورة ملفتة في محافظة أبين.. لماذا أبين على وجه التحديد؟ وهل لها علاقة ببقية التيارات الدينية الأخرى في المدنية؟
- الأسباب أن في محافظة أبين بعض الشباب الذين كان ولا يزال النظام يستخدمهم في عملية زعزعة الأمن والاستقرار في تفجير بعض المقرات الحكومية ومصالح المواطنين في مديرية جعار ومعهم بعض الأنصار من محافظة شبوة حاولت السلطة أن تجمعهم إلى أبين وتسلم لهم المعسكرات والآليات العسكرية وتمكنهم من نهب البنوك، كما تفيد المعلومات أنه تم نهب اثنين مليار من البنك المركزي لوحده، ونهب مقرات الدولة في زنجبار وجعار وإمدادهم بما يسمى بالقاعدة وهم من الحرس الجمهوري والأمن القومي والأمن المركزي ومن القوات التي تدربت على يد الأمريكيين لمكافحة الإرهاب، ولعبت السلطة بهذه الورقة لتبين للعالم الخارجي أن ما هو موجود هو استيلاء القاعدة على محافظة أبين ولكن أبناء محافظة أبين يعرفون أن هذه الحرب هي حرب تخوضها السلطة ضد أبناء الجنوب والهدف من ذلك هو السيطرة على محافظة أبين والانطلاق باتجاه محافظة لحج التي حاولوا الوصول إليها وفشلوا وكانوا يحاولون الانطلاق إلى محافظة عدن..
* أنت تتهم السلطة بارتكاب جرائم منسوبة لما يسمى بالقاعد حسبما تقول الأخبار الرسمية؟
- أسلوب السلطة باستخدام القاعدة لضرب الشعب هو شبيه بالأسلوب الذي تتبعه السلطة بارتكاب المجازر في 18 مارس في صنعاء وكذا في تعز لعسكريين من الحرس الجمهوري ولكن بلباس مدني، فالذي حصل في أبين أن المعسكرات لم تسلم بكاملها لما يسمى للقاعدة ولكنهم خرجوا من معسكراتهم بالأطقم والأسلحة بلباس مدني وغيروا لون الأطقم بالرنج الأبيض ونزعوا اللوحات وكتبوا فوقها قوات الشريعة، ولكن المواطنين الذي كانوا يتعاملون مع العسكر والضباط يوميا في جعار وزنجبار يعرفون أنهم نفس الوجوه التي جاءت تحارب اليوم باسم القاعدة!!
* هذه معلومات أكيدة أم مجرد تكهنات واتهامات؟
- هذه معلومات مؤكدة قالها شهود عيان من أبناء زنجبار وجعار ومعظم المواطنين في أبين يدركون هذه القاعدة.

* ألم يكن علي صالح يحذركم من سابق بهذا الشبح الذي ظهر؟
- هو يخوفنا لا يحذرنا بهذا الشبح الذي اتضح لنا أنه من صنعه. ولكننا الآن نقول له أن هذه الورقة، وهي ورقة استخدام القاعدة كفزاعة ضد الشعب، أنها حرقت وللأسف ستشكل نهايتها من محافظة أبين وستكون آخر مسمار في نعش السلطة، ونتمنى أن تدرك ذلك الولايات المتحدة الأمريكية والتي لا تزال مخدوعة وينطلي عليها المشاركة في الحرب ضد المواطنين.
* لماذا أبين ولم تكن في مأرب؟
- أبين محافظة تقع على مقربة من محافظة عدن ومحافظة لحج، ويحدها من ناحية الشرق محافظة شبوة وحضرموت والمهرة، وهي تتوسط المحافظات الجنوبية، وتتوهم السلطة الاستفادة من تجربتها في حرب 94م أن السيطرة على أبين هي بوابة النصر لإسقاط المحافظات الجنوبية وتسليمها لما يسمى بالقاعدة، ولكن الأمر اختلف حيث إن أبناء المحافظة قد اتخذوا موقفا ممتازا وأعلنوا محاربة ما يسمى بالقاعدة، ثم إن اللواء 25 ميكا في زنجبار كان له الفضل بعد الله تعالى في التصدي لهؤلاء القتلة ومحاربتهم وطردهم من المحافظة، وبهذا ستكون محافظة أبين اليوم بوابة النصر للثورة ولفشل القاعدة الوهمية. وما ينبغي أن يقوم به الآن أبناء محافظة أبين وقوى الثورة فيها هو تشكيل مجلس انتقالي بالمحافظة بالتوافق الوطني فيما بينهم ويتولى إدارة شئون المحافظة، وقد انتهت القاعدة إلى الأبد، وفشلت خطة تسليم الجنوب لما يسمى بالقاعدة.
* هل لها تنسيق مع بعض التيارات الدينية الأخرى؟
- لا يوجد تعاون مع من يسمون أنفسهم بالقاعدة من قبل أي تيار ديني في أبين، بل الجميع وقفوا إلى جانب المواطنين في عملية التصدي لهم وإخراجهم من جعار وزنجبار..
* تقصد جماعة جيش عدن أبين الإسلامي؟
- نعم. لا وجود لما يسمى جيش عدن أبين الإسلامي إلا في ذهن وعقل السلطة.
* بم تعلق على دعوة السلطة لإغاثة منكوبي أبين؟
- بعد طرد المسلحين وفشل خطة السلطة في أبين نوجه دعوة إلى الصحفيين والإعلاميين لزيارة مدينة زنجبار وجعار التي تعرضت للقصف الجوي من قبل الطائرات اليمنية والصواريخ البحرية والطيران الأمريكي بدون طيار مما أدى إلى تدمير منازل المواطنين والبنية التحتية بما يكلف مئات الملايين من الدولارات، حيث إن الكهرباء والمياه والاتصالات والطرقات وكافة الممتلكات لمؤسسات الدولة قد نهبت وبعضها دمر، وشرد من المحافظة أكثر من 75 ألفا إلى عدن ولحج، وعشرات الآلاف إلى يافع والمناطق الوسطى، وهؤلاء الآن بدون مأوى ولا مصدر معيشة أو رزق، وندعو منظمة الغذاء العالمي ومنظمة حقوق الإنسان والمجتمع الدولي والصليب الأحمر ودول الخليج إلى التعاون لإغاثة المنكوبين ليس عبر بقايا النظام الفاسد بل عبر المجلس الانتقالي، وبإمكانهم إرسال قوافل وخيام وأمتعة، ولا مانع لدينا من الإشراف من قبلهم على تسليمهما للمنكوبين، كما ندعوهم إلى الإسهام في إعمار مدينة زنجبار وجعار كون ما حصل فيها كارثة إنسانية تستحق المساعدة والوقوف إلى جانبهم.
* ثمة توجس منكم من بعض القوى الإقليمية والدولية لماذا؟
- نقول لهم عبر صحيفتكم ونأمل من سفرائهم في اليمن نقل الرسالة إليهم: إن الشعب اليمني شعب أصيل يكن احتراما وتقديرا لدول الجوار وعلى رأسها المملكة العربية السعودية التي تربطنا بها علاقات تاريخية حميمة، وعلاقات الجوار والجغرافيا واحتضان بلدها لآلاف من أبناء اليمن، إننا في المجلس الانتقالي نوجه الدعوة إلى الملك عبد الله بن عبد العزيز وسمو الأمير سلطان إلى الاعتراف بالمجلس الانتقالي وذلك لما يعزز الروابط والعلاقات بين الشعبين الشقيقين، ونؤكد لهم أن قيام دولة مدنية على قرب حدودهم سيكون لها الأثر الكبير للتخفيف من الأعباء التي كان يتسبب فيها نظام صالح الهش لما يفرض عليها من أعباء مالية تتحملها وصفقات أسلحة، فإن حكومة الثورة على استعداد للتفاهم والحوار ووضع اتفاقات أمنية لأننا ندرك أن أمن المملكة هو أمننا وأمن اليمن هو أمنهم ولن نسمح مطلقا بأي أذى على الجيران من جهة اليمن. أما بالنسبة لأمريكا فإن الشعب اليمني يتطلع إلى أن تغير أمريكا سياستها تجاه اليمن وألا تنظر إليه من زاوية الإرهاب، وإن من مصلحة الولايات المتحدة الأمريكية ودول القرن أن تتعامل مع الأمر الواقع وأن تؤيد الثورة والمجلس الانتقالي وذلك لما يفتح مجالا لحماية المصالح الأمريكية والأوربية، مؤكدين لهم أن الدولة اليمنية القادمة ستكون قادرة على حماية المصالح المتبادلة بين اليمن وأمريكا وأوربا وسينتهي الإرهاب، وإن شعبنا على استعداد لمكافحة الإرهاب أينما وجد وأن ما يقوم به الشعب هذه الأيام في أبين وتعز وأرحب والجوف هو محاربة إرهاب الدولة الذي صنعه علي صالح بيده وفرخه في دار الرئاسة.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.
مواضيع ذات صلة