قال المتحدث بلسان وزارة الخارجية الفرنسية الجمعة إن فرنسا ستعيد "على نحو عاجل" فتح سفارتها في طرابلس مع سيطرة المتمردين على اغلب أنحاء العاصمة. وقال برنار فاليرو في مؤتمر صحافي "بدأت عملية إعادة فتح السفارة الفرنسية في طرابلس، وسيجري فتحها على نحو عاجل".
وكانت فرنسا قد أغلقت في 26 فبراير/شباط سفارتها في طرابلس بعد إجلاء كافة العاملين بها مع تردي الأوضاع الأمنية في البلاد.
وعينت في التاسع والعشرين من مارس/آذار أنطوان سيفان، الدبلوماسي المتخصص في الشؤون العربية والبالغ الثالثة والخمسين، كممثل لها لدى المجلس الوطني الانتقالي للمعارضة المسلحة الذي اعترفت به.
وقد قرر المجلس الوطني الانتقالي الجمعة نقل حكومته الانتقالية إلى طرابلس بعد ستة أشهر من بدء المواجهة مع النظام الاستبدادي للقذافي الذي يحكم البلاد منذ 42 عاما وبعد خمسة أيام من دخول المتمردين العاصمة حيث مازالت اشتباكات متفرقة تجري بها فيما يستعد الثوار الليبيون لخوض معركة فاصلة في غرب ليبيا ضد كتائب القذافي عبر كسر الحصار المفروض على مدينة زوارة على الطريق الإستراتيجية بين طرابلسوتونس، وهم يراهنون على انهيار آخر جيوب المقاومة للقوى الموالية للقذافي.
وقال أنور المشري أحد المسؤولين العسكريين لدى الثوار وهو في الزنتان المعقل الاستراتيجي للثوار في غرب البلاد "إن شاء الله ننتهي قريبا".
ومنذ الأربعاء يحشد الثوار قواتهم لدعم زوارة المدينة التي يتحدر سكانها من البربر وتقع على الشاطىء على بعد نحو ثلاثين كيلومترا شرق الحدود مع تونس. وكانت زوارة تحررت قبل ثلاثة ايام إلا أن قوات القذافي سرعان ما حاصرتها.
وفي حال سقطت هذه المنطقة بايدي الثوار فان مركز رأس جدير الحدودي مع تونس الذي لا يزال بايدي قوات القذافي سيصبح بحكم الساقط ولن يكون بمقدور الزعيم الليبي استخدامه لمغادرة البلاد في حال رغب بذلك.
ولا تزال مدينة زوارة تتعرض لقذائف وصواريخ كتائب القذافي المتمركزين في الغرب في زلطن على بعد 30 كلم وفي الجنوب الغربي في رقدالين على بعد 15 كلم وفي الجنوب في الجميل على بعد عشرة كيلومترات وفي الجنوب الشرقي في العجيلات على بعد 25 كلم.
كما أن الطريق الساحلية باتجاه صبراتة ليست آمنة تماما. وقال منسق الكتائب العسكرية في منطقة الزنتان العقيد عبدو سالم "طلب ثوار زوارة من الثوار في الزنتان ومناطق أخرى محررة إرسال تعزيزات".
وأفاد قائد إحدى مجموعات الثوار في صبراتة التي تبعد 40 كلم شرق زوارة أن التعزيزات في طريقها إلى زوارة. وقال بلال منصور إن الثوار في الزنتان ورجبان وطرابلس والزاوية سيصلون صباح السبت على أقصى حد للمشاركة في المعركة على العجيلات.
وبات الثوار عند مدخل العجيلات مسقط رأس احد وزراء العقيد القذافي. وكان الثوار في زوارة وصبراتة قد تمكنوا من التسلل مساء الأربعاء إلى العجيلات قبل انسحابهم منها "لأننا لا نزال نسعى للتوصل إلى حل سلمي" حسب ما قال منصور.
وفي اليوم نفسه حصلت معركة على الطريق بين زوارة والجميل حسب ما أفاد أحد ثوار صبراتة المدعو علي موسى.
من جهتهم يحاول ثوار النالوت التقدم شمالا باتجاه زوارة ويبلغ عددهم نحو سبعة آلاف مقاتل. وقد باتوا على بعد نحو مئة كيلومتر من زوارة، حسب ما قال رئيس المجلس العسكري في تلك المدينة العقيد مسعود سالم.
وفي الشرق تتواصل المعارك وسيطر الثوار الأربعاء على باب العزيزية حيث يوجد المقر العام للقذافي في طرابلس، كما يحاول الثوار التقدم باتجاه سرت. ولا يخفي الثوار مظاهر فرحهم وهم يقفون على الحواجز في مدينة صبراتة التي اصبحت بايدي الثوار منذ ثمانية ايام.
وفي الزاوية المدينة الكبيرة الواقعة على بعد 60 كلم شرق زوارة يستعد المستشفى لاستقبال الجرحى، حسبما قال عبد اللطيف قاضي عضو المجلس الذي شكل لإدارة المرحلة الانتقالية في هذه المدينة التي تحررت السبت.
أما سكان زوارة فهم ينتظرون ما سيحصل على أحر من الجمر. وتمكن علي موسى الأربعاء من الوصول إليها عبر طريق الساحل. وقال "لقد كانوا سعيدين جدا عندما رأونا واستقبلونا بترحاب شديد". وكان سكان زوارة من أوائل المدن التي ثارت على النظام إلا أنها تعرضت لقمع شديد من قوات القذافي.