قال وزير الخارجية البريطاني ويليام هيغ إن الإتحاد الأوروبي سيسعى لفرض حظر على صادرات سورية من النفط الخام للدول السبع والعشرين الأعضاء في الإتحاد وذلك في إطار تصعيد الضغط على نظام الرئيس السوري بشار الأسد، وأوضح هيغ أن خطة تطبيق ذلك الحظر ستخضع للمناقشة في اجتماع لوزراء الخارجية الأوربيين يعقد في وارسو الأسبوع القادم. واوضح هيغ في تصريحات أدلى بها على هامش مؤتمر دولي لمساعدة ليبيا في العاصمة الفرنسية باريس إن بريطانيا ودول أوروبية أخرى تعمل على استصدار قرار جديد من مجلس الأمن الدولي ضد سورية. وتشير تقديرات الأممالمتحدة إلى أن نحو 2200 شخص قتلوا في المواجهات المتواصلة منذ شهور بين قوات الجيش والأمن السوري والمحتجين المطالبين بالإصلاحات والديموقراطية في مختلف المدن السورية. وكان الإتحاد الأوروبي قد أعلن قبل أسبوعين عزمه على فرض عقوبات اقتصادية واسعة ضد سورية بما فيها فرض حظر على الواردات الأوروبية من النفط السوري. ومن شأن ذلك الحظر أن يضع الاتحاد الأوروبي على قدم المساواة مع الولاياتالمتحدة التي فرضت سلسلة من العقوبات على الحكومة السورية أهمها حظر الواردات من النفط السوري وجمدت أرصدة عدد من كبار المسؤولين فيها. تشديد العقوبات وذكر مصدر في وزارة الخارجية البريطانية أن وزيرة الخارجية الأمريكية هيلاري كلينتون تعتزم عقد اجتماع قريب مع نظيرها البريطاني ويليام هيغ ومسؤولين دوليين آخرين لبحث إمكانية تصعيد العقوبات المفروضة على سورية من جانب كل من الإتحاد الأوربي والولاياتالمتحدة وصياغة قرار قوي اللهجة لطرحه على مجلس الأمن الدولي في غضون وقت قريب. ويذكر أن روسيا قد أحبطت حتى الآن كل محاولات تضمين عقوبة تجميد الاصول في أي قرار صادر عن الأممالمتحدة بشأن سوريا. وقد أعرب رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون عن أسفه لفشل الأممالمتحدة حتى الآن في التوصل إلى قرار إجماعي بشأن تجميد الممتلكات السورية، وقال كاميرون إن على الرئيس الأسد أن يأخذ العبرة مما حدث للرئيس الليبي معمر القذافي خاصة بعد استيلاء قوات المجلس الوطني الانتقالي الليبي على طرابلس.
وتتبنى بريطانيا وجهة النظر المطالبة بفرض عقوبات مالية على النظام السوري وحظر سفر كبار المسؤولين فيه. ولكن في الوقت الذي ترغب فيه الولاياتالمتحدة وفرنسا وبريطانيا في انتهاج سياسة صارمة ضد النظام السوري ودفع مجلس الأمن إلى فرض حظر تسليح وعقوبات أخرى على دمشق، تبدو روسيا مترددة في تأييد مثل تلك الإجراءات، وبدلا من ذلك تقدمت موسكو لمجلس الأمن بمشروع قرار منافس لا يتضمن الإشارة لأي عقوبات.
قتلى ومصابون وعلى الصعيد الميداني أعلن المرصد السوري لحقوق الإنسان أن مواطنا قتل وأصيب خمسة آخرين بجراح اليوم إثر اقتحام قوات عسكرية وأمنية قرية الرامة بجبل الزاوية في محافظة إدلب. كما أبلغ المرصد أن طفلة في العاشرة من عمرها قد توفيت فجر الخميس متأثرة بجراح أصيبت بها مساء الأربعاء عندما كانت في سيارة مع أسرتها وتعرضت لإطلاق نار من جانب الشرطة في شارع النهر في دير الزور. وافاد ان قوات عسكرية وأمنية اعتقلت 13 شخصا في حملة دهم ببلدة سرمين بحثا عن مطلوبين متوارين عن الأنظار. وفي الوقت نفسه دعا معارضون في سورية إلى التظاهر يوم غد الجمعة تحت شعار (جمعة الموت ولا المذلة). وكانت تظاهرات قد خرجت مساء امس الاربعاء لليوم الثاني على التوالي من أيام عيد الفطر.