سطر شعبنا اليمني أنصع صفحات البطولة، وأشرف عناوين الشجاعة والصبر، وأثبت للعالم أنه جاد في ثورته، وأنه مستعد لفدائها بالغالي والرخيص، بل وبرهن أن ثورته من أعظم الثورات، وأروع الملاحم، وهو لن يتراجع القهقرى، ولن يعود إلى الوراء، ومستعد أن يبقى في الساحات أشهر عديدة بل وسنين مديدة ، وأستطيع القول أن مرحلة الخطر أو مرحلة الخوف من التراخي والنكوص قد تجاوزها الثوار ، فبعد أن مرت الثورة بعقبات جمة، ومنعطفات خطيرة ، وتعرجات كثيرة ، وبعد أن عانى من المرجفين والمبلبلين هاهو يبرهن للعالم أنه لن يتراجع وأنه إنما بدأ الثورة لكي ينتصر. وهنا أحب أن أشد على أيدي الثوار، وأقول لهم أن بتوحدكم وتكاتفكم سوف تعجلوا في النصر فالله تعالى مع هذا الشعب المظلوم الفقير الجائع . فهل رأيتم شعباً أفقر وأجوع من شعبنا اليمني – على مستوى الوطن العربي عدا الشعب الصومالي – وهذا ليس من قلة الموارد ، ولا ضعف الإمكانات ولكن بسبب وفرة الفاسدين ، وكثرة أسماك الحوت ، وغياب النظام والقانون . الدولة المدنية الحديثة قادمة إن شاء الله ، وحلم اليمنيين بدولة المؤسسات والقانون لابد أن يتحقق فاليمنيون ليسوا بأقل من الشعب التونسي أو المصري أو الليبي ، بل إن ثورتهم كانت من المفترض إن تسبق الجميع ، فالفساد الغائر في جسم الشعب اليمني ، والفقر المدقع الذي خيم على كثير من الأسر اليمنية ، وحكم الأسرة وتسلط العصابة لابد له من نهاية ، فقد بلغ السيل الزبا ، ووصلت الأمور إلى حد يصعب السكوت عليها . وأؤكد هنا على الصبر ثم الصبر حتى يأتي الفرج ، ويمن الله علينا بالنصر . كلمة أخيرة أوجهها لمن تبقى من النظام اليمني ، ولرئيس الجمهورية بشكل خاص وأقول له أيها الأخ الرئيس أتمنى أن تعتبر من الدرس الليبي ، وأن تستفيد لما حصل للقذافي ، فقد يعذرك الشعب اليمني أنك لم تتمكن من استيعاب الدرس التونسي أ المصري لكن أعتقد ان الدرس الليبي كان بليغاً . فالتشابه بين النظامين كبير ، فكلاهما لما يبنيا دولة ولا مؤسسات ، وكلاهما لم يرسيا نظام ولا قانون ، وأحب أن أقول أن إرادة الشعوب لن تقهرها إرادة عصابة ، أو سلاح أسرة ، أو مراوغة أشخاص ، أو لؤم جماعة فإرادة الشعوب من إرادة الله ، والله تعالى قريب من المظلومين والمقهورين ، وبعيد عن الظالمين المخادعين ، كما أدعو من لا يزال واقفاً مع هذا النظام الفاسد إلى إعادة تقييم الأحداث ، والوقوف مع جموع أبناء الشعب اليمني المطالب بالعدالة والحرية والتقدم.