يتساءل الثوّار الأحرار فيما بينهم هذه الأيام من يقتل ثورتنا؟ من يقتلنا نحن الشباب الثائر الحرّ بعد رحيل الطاغية؟؟ من يقتل أبنائنا في تعز وفي ابين وفي ارحب ونهم وصنعاء والحديدة وغيرها من المدن اليمنية؟ من يقتل الشباب السلمي عندما يخرجون للتظاهر والتعبير عن المطالبة بحقوقهم في الشوارع والميادين اليمنية؟ من يقتل الشعب اليمني الآمن في داره؟ لا يكاد يمر يوما واحدا الاّ ويسقط شهيدا واحدا وأستطيع القول انه لا تمرّ أحيانا ساعات ويتوالى سقوط الشهداء الأبرياء على ارض وطني الحبيب! من يحرك السلاح؟ من يعطي الأوامر؟ من يقتل من؟؟ ولم كل هذا النزيف الدموي؟ من المستفيد من سقوط كل هؤلاء الشهداء الأبرياء ولصالح من يقتل أبناؤنا وخيرة شبابنا؟؟ من يحاول إجهاض ثورتنا السلمية؟ من أجل ماذا يسال الدم اليمني الغالي؟؟؟ هذا تساؤل كبير وأضع تحته عشرات الخطوط الحمراء من هم القتلة المأجورين لنزيف الدم اليمني الحرّ من غير وجه حق؟ هل هو السفير الامريكي من يعطي الأوامر لقتل ابنائنا؟ ام هو السفير السعودي من يأمر بقتلنا؟؟ من يقتلنا؟ من يقتل ثورتنا السلمية؟؟ من يقتل ثوارنا الشرفاء الأحرار؟؟ أ من اجل الحفاظ على بعض المصالح الإقليمية والدولية يسال الدم اليمني الغالي؟؟ أم من أجل البقاء على كرسي السلطة وتوريثها لأبناء الديكتاتور وأسرته الفاسدة؟ والتمسك بها بكل ما يملكون من قوة عسكرية همجية، وليس لديهم غير هذه القوة الضعيفة التي يتباهون بها لقتل شبابنا والاستمرار في نهب وسرقة ثروات ومقدرات الشعب اليمني، من هم خفافيش الظلام هؤلاء الذين يستبيحون دماء أبناء الشعب اليمني الثائر الحرّ؟ ومن خلف الجدران! نعم من خلف الجدران لأنها منطق الجبناء، ولأنهم لا يستطيعون الظهور أمام الملأ.. ولأنهم هكذا يختبؤون خلف الجدران وايضا خلف الستار..
وهذا لا يعبر إلاّ عن ضعف نفسي وانهيار أخلاقي وقيمي.. وليس لقوتهم وقدرتهم على إستخدام السلاح لقتل الشباب الثائر والحرّ، بل لأنهم لا يستطيعون حتى مجرد حمل هذا السلاح! أتدرون لماذا لأنهم كما قال عنهم أحد الضباط الأحرار في مقابلة تلفزيونية بأنهم لا يستطيعون حمل السلاح الحي، وهم لا يحملونه الاّ من خلال لعبة الاتاري التي يلعبون بها في غرف نومهم! ولأنهم اضعف وأوهن حتى من خيوط العنكبوت لا يستطيعون حمل رصاصة واحدة وليس سلاحا فحسب!ولكنهم يأمرون غيرهم باستخدامه لقتل شبابنا وشعبنا، فليخرج هؤلاء المختبئون خلف السفراء.. فليخرج خفافيش الظلام من قصورهم المشيدة والمدججة بكل الاحتياطات اللازمة لحمايتهم من شعبهم الثائر.. فليخرج فئران القصور الى النور... ولكنهم لن يستطيعوا....
وأقول لهم مهما تحصنتم ومهما اختبأتم ومهما بغيتم وطغيتم وتجبرتم وتكبرتم ومهما قتلتم في ابنائنا الثوار الأحرار، سوف يأتي اليوم الذي نخرجكم فيه من هذه القصور، وليس من القصور فحسب بل من اليمن الحرّ بكامله، ويطيح بكم شعبكم الثائر كما أطاح بكبيركم وفرعونكم الذي علمكم السحر، وقد كان مختبئا ومتحصنا في نفس القصر الذي تختبؤن فيه اليوم وتتحصنون به من هذا الشعب الحرّ والثائر المطالب بحقوقه المشروعة وسوف تلقون نفس المصير الذي لقيه رئيسكم يوم أول جمعة من رجب 2/6/2011م بإرادة الله سبحانه وتعالى.. يا الله كم أنت عادل... يا الله كم أن رحيم .. ياالله كم أنت منصف للمظلومين والمقهورين ..هل آمنتم الآن أنّ الله يمهل ولا يهمل؟ وقد رأيتم ورأى العالم كله ماذا حدث. وسوف تلحقون به بإذن الله .. فهل من متعض يخشى الله ويخاف على اليمن وأبنائه الشرفاء؟؟ يا أيها الثوار الأحرار لا ولن تخيفا آلة القمع اليومية، لن يخيفنا الرصاص المسكوب على رؤوس أبنائنا الأحرار حتى وأن سقط منا مليون شهيد الى جنة الخلد في سبيل الحرية والكرامة، وسوف يبقى منا عشرون مليون يمني يعيشون أحرارا..والباقون من الصامتين والمنتظرين الى من ستؤول الأمور....والجزء الأخير نحسبهم على النظام مع العلم بأنهم أقل من هذا العدد بكثير!! أيها الشباب الثائر الصامد والشعب الصابر ابشروا فإن وقت الانتصار قد قرب كثيرا.. والمهم هنا هو أن يزيد صبركم وتشتد عزيمتكم ويقوى تماسككم فيما بينكم.. انتبهوا من الفُرقة والتباعد فيما بينكم مهما اختلفتم في الرأي ولكن تبقى كلمتكم واحدة وهدفكم واحد ويشد بعضكم بعضا، لأن عدوكم واحد ممثلا بالسلطة وأعوانها من الأمن القومي وغيرهم ..الذين زرعوهم بينكم ويلعبون ويراهنون على تفرقكم وتباعدكم....وهم الآن بينكم قد تعرفون بعضهم ولكنكم لا تعرفون أغلبهم، انهم يتشكلون ويتبدلون بهيئات وآراء مختلفة ويسعون بكل ما استطاعوا من حيل وخبث ودناءة في زرع الفتنة والفُرقة بينكم، أيها الثوّار الاحرار انتبهوا انتبهوا واحذروا.. لقد قطعنا شوطا كبيرا في انجاز ونجاح ثورتنا وانتصارها وكما يقول الخبراء والسياسيون نجاح الثورات ليس في قيامها (البداية) ولكن بصمودها وبتحقيق اهدافها (النهاية) فحافظوا على ثورتنا حتى تحقيق الانتصار الكبير، والذي قرب كثيرا فقد بدأت الثمار في القطاف، وتحقق هدفنا الأول برحيل الطاغية وهذا بمساعدة الله القوي العادل والرحيم بنا وبشعبنا اليمني الصابر والصامد، ثم جاء الآن تشكيل المجلس الانتقالي وهي الخطوة الثورية الصحيحة، وإن اختلفتم على بعض ما جاء فيه ولكن جميع ابناء الشعب اليمني الثائر رأى ويرى في تشكيل هذا المجلس انتصارا كبيرا لثورتنا..
فاجلسوا مع بعضكم وغربلوا ما جاء فيه، أكدوا على بنوده الصائبة، وصححوا ما به من اخطاء أو قصور، وأضيفوا الى بنوده ما ترونه مناسبا، وكما نقول نحن الأكاديميون في أبحاثنا العلمية للباحثين: عدلوا وأضيفوا أو احذفوا، وهذا حق من الحقوق المكفولة للجميع لكم يا من شاركتم بالثورة ومن جميع الأطياف السياسية والحزبية وأيضا المستقلين وغيرهم... ولكن لا تقللوا ولا تشككوا به، فبقيام المجلس الانتقالي انتصار لنا ولثورتنا نعم انتصار وأؤكد لكم ذلك، وهذا تحقيق لأحد أهداف ثورتنا السلمية البيضاء، ثم يتوالى تحقيق باقي الاهداف خطوة خطوة بإذن الله، فإيماننا بالله كبير فهو معنا يحمينا ويحفظنا وينصر ثورتنا. يا هذه الدنيا اطلّي واسمعي.. اسمعوا يا أحرار العالم...الا يستحق هذا الشعب اليمني الأبّي والحرّ أن يعيش بعزّة وكرامة! أما آن الآوان لأبناء يمننا الغالي العيش الكريم؟ ألا يستحق هؤلاء الثوار الأبطال وأبنائهم الحق في التمتع بثروات يمنهم والتي هي حق رباني منحه الله لهم وحق قانوني مشروع من حقوقهم المسلوبة منذ أكثر من ثلاثة عقود، الا نستحق الحياة بعزة وكرامة! وليس حياة الذل والفقر والجوع والمهانة، والتي اذلنا فيها الحُكم الديكتاتورى الظالم والفاسد وجعل هذا الشعب اليمني الحرّ شعب الايمان والحكمة اليمانية يعيش حياة تعيسة بائسة يقتات على الفُُتاة الذي كان يستجديه طاغية اليمن من دول الجوار.. والله الغني عنهم وعن صدقاتهم التي ستجعل منهم اوصياء على اليمن وعلى شعبها.... واليمن غني بثرواته الطبيعية.. غني بمقوماته ومكوناته الجغرافية... غني بموقعه الاستراتيجي.. غني بتأريخه وحضارته ...غني بعلم وثقافة ابنائه... غني بإنسانه الحرّ..الشعب اليمني عرف طريقه الى الحياة الكريمة والعيش الرغيد.. الشعب اليمني يريد بناء يمن جديد .. الشعب اليمني يريد بناء دولته المدنية الحديثة..الشعب اليمني يريد إعادة حضارة اليمن السعيد... وسوف يكون له ما أراد بإذن الله عزّ وجل، ولن يكون ذلك بالشئ السهل واليسير، ولكن بثورتنا الشبابية الشعبية السلمية العارمة والتي انتفض فيها الشباب والرجال والشيوخ والنساء والأطفال في كل محافظات اليمن من المهرة الى صعدة وبكل اطيافهم وهبوا هبة واحدة لتغيير حياة البؤس... لتغيير حياة الشقاء.. لتغيير النظام الفاسد... نعم لنُغير كل شئ أساء لليمن وابنائه الأحرار، ومن هنا كان لا بدّ من القيام بهذه الثورة السلمية البيضاء النقية والصادقة، والحمدلله تحقق نصرنا بحكمة من الله سبحانه وتعالى وقدرته في القضاء على رأس الحية.. وقد ساعدنا العزيز القدير الجبار المتعال برحيل رأس هذا النظام البائد والفاسد والعميل.. وبقيت أذياله وأزلامه وسوف ينصرنا الله عليهم بصبرنا وشجاعة ثوارنا، وقوة حجتنا، وطهارة دماء شهدائنا، وآنات جرحانا، وآلام معتقلينا. قال تعالى: "ان الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم." صدق الله العظيم؟ وسوف نصبر على كل المحن والعقاب الجماعي الذي يمارسه علينا الظلمة والفاسدين خفافيش الظلام، وسوف نطردهم ونتخلص منهم قريبا. وكما يقولون" اعطني عددا من الشرفاء( الثوّار) اقضي على جيش اللصوص والقتلة والسفاحين والفاسدين(المتحصنون بالقصور) واعوانهم".