أكدت في مقالتي الأخيرة بأن الثورة يمنية بامتياز ومازلت أؤكد على ذلك رغم اتهامي بالمناطقية، ولست هنا في محك جدال ، وزيادة الخلاف في أمور ثانوية لا تصب في مصلحة الثورة. فطبيعي أن ينظر كل منا للأمور من منظوره الخاص ، وطبيعي أن نختلف في التفاصيل والجزئيات ولكننا نتفق على أهمية وضرورة التغيير، وإيجاد دولة مدنية حقيقة قائمة على أسس ديمقراطية.
ولنبتعد عن الحساسية الثورية ولا نضخم الأمور ونكبرها أكثر مما تستحق، ونكيل الاتهامات لبعضنا البعض، ولتكن حساسيتنا الثورية باتجاه أعدائنا الحقيقيين من يسعون لاستغلال أي اختلافات ثانوية ويقومون بتضخيمها بحيث تشتت جهد الثوار وطاقتهم النفسية بدلا من توجيه كل ما نكتبه باتجاه دعم الروح المعنوية للثائرين في كل أنحاء يمننا الحبيب.
فلترتفع درجة الحساسية الثورية باتجاه مواجهة الإعلام المضاد للثورة والذي يحاول أن يزرع الفتنة بين الثوار. فالحساسية الثورية لا يهمها سوى انتصار الثورة ، والسعي الحثيث باتجاه التعبئة الثورية ، ودعم الثورة السلمية حتى تحقق مرادها دون إراقة دماء جديدة.
فما يتعرض له الثوار في أي منطقة من اليمن من قمع وتنكيل يؤثر فينا كيمنيين أولا ثم كأبناء منطقة أو أسرة ما ثانيا لأن هويتنا الوطنية تأتي في مرتبة أولى ثم تليها هويتنا المناطقية والأسرية.
فالحساسية الثورية تقتضي منا جميعا كيمنيين ننتمي لمناطق يمنية متعددة أن نوحد جهودنا باتجاه الحسم الثوري أولا.
ولا أحد يمكن أن يغفل أو يتناسى حجم المعاناة والظلم الذي تعرض له أبناء جنوب اليمن وخاصة بعد حرب 1994 وحتى اليوم ، وفي ذات الوقت فإن تعز والحديدة وأرحب والبيضاء وغيرها من مدن اليمن قراها لم تسلم من القمع بدرجة أو بأخرى.
فمزيدا من الحساسية الثورية التي تجعلنا نتوحد باتجاه الحسم الثوري الذي لا يغبن حق الثوار ، ولا يجير الثورة لمنطقة أو حزب أو فئة أو قبيلة أو شخصيات بعينها .
وليتحقق الحسم الذي يحقق مصلحة الجماهير وخاصة المحرومة من أبسط الحقوق الإنسانية.