دعت اللجنة الرباعية المعنية بعملية السلام في الشرق الأوسط إلى استئناف المفاوضات المباشرة بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي في غضون شهر، على أن تنتهي بحلول نهاية العام المقبل. وقالت مسؤولة السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي كاترين آشتون إن مبعوثي اللجنة سيعملون مع الأطراف المعنية لتقريب وجهات النظر فيما بينهم. وجاءت هذه الدعوة بعدما قدم الرئيس الفلسطيني محمود عباس أمس بشكل رسمي طلبا للأمم المتحدة لنيل عضوية كاملة في المنظمة الدولية لدولة فلسطينية على حدود عام ألف وتسعمئة وسبعة وستين وعاصمتها القدس الشرقية. وكانت المفاوضات المباشرة بين اسرائيل والفلسطينيين قد تثرت في سبتمبر / ايلول من العام المضي، بعد ان رفضت اسرائيل تجميد العمل بالمستوطنات التي انشأتها في الضفة الغربيةالمحتلة. الا ان رئيس الحكومة الاسرائيلية بنيامين نتنياهو قال في كلمته التي القاها امام الجمعية العامة يوم الجمعة إن لب الصراع ليس الماستيطان اليهودي في الاراضي الفلسطينيةالمحتلة منذ عام 1967، بل "رفض الفلسطينيين الاعراف باسرائيل كدولة يهودية."
"مقترحات شاملة" وجاء في بيان اصدرته الرباعية "سيعقد اجتماع تمهيدي بين الطرفين في غضون شهر واحد للاتفاق على جدول الاعمال وطريقة المضي قدما في المفاوضات. وفي ذلك الاجتماع سيؤكد الطرفان التزامهما بأن هدف المفاوضات هو التوصل الى اتفاقية سلام في فترة يحدداها على ان لا تتجاوز نهاية عام 2012." ومضى البيان للقول إن على الفلسطينيين واسرائيل ان يقدموا "في غضون ثلاثة اشهر مقترحات شاملة تتناول قضايا الحدود والامن" وان عليهم "تحقيق تقدم ملموس في غضون ستة شهور." وسيعقد في العاصمة الروسية موسكو مؤتمر دولي "في موعد مناسب" لايجاد حلول لكل القضايا المعلقة. وقالت الرباعية إن الزعماء الفلسطينيين والاسرائيليين يقومون الآن بدراسة هذه المقترحات، بينما عبرت كاترين اشتون مسؤولة العلاقات الخارجية في الاتحاد الاوروبي عن املها بأن يرد الطرفان بايجابية عليها. وقالت اشتون: "اذا كان هناك وقت مناسب لانهاء هذا الصراع، فهذا هو الوقت المناسب لأن الاسرائيليين قلقون حول امنهم ولأن الشعب الفلسطيني انتظر طويلا لتكون له دولة." وكان نواف سلام مندوب لبنان لدى الاممالمتحدة قد علن في وقت سايق ان مجلس الامن الدولي سيعقد جلسة يوم الاثنين القادم لمناقشة الطلب الفلسطيني بالعضوية الكاملة في المنظمة الدولية. وقال سلام للصحفيين يوم الجمعة: "وزعت رسالة لطلب الفلسطيني على جميع اعضاء مجلس الامن وطلبت عقد مشاورات في ضوء هذه الرسالة يوم الاثنين الساعة الثالثة عصرا بتوقيت نيويورك." خطاب عاطفي وكان الرئيس الفلسطيني محمود عباس قد القى كلمة امام الجمعية العامة للامم المتحدة استعرض خلالها معاناة الشعب الفلسطيني منذ النكبة وحمل اسرائيل مسؤولية فشل جميع الجهود الرامية الى تحقيق السلام واقامة الدولة الفلسطينية. واكد عباس في كلمته استعداد الفلسطينيين الى العودة الى مفاوضات السلام على اساس حل الدولتين وفق حدود عام 1967 شريطة وقف الاستيطان. ودعا المجتمع الدولي الى دعم طلب عضوية فلسطين في الاممالمتحدة والتصويت لصالح الطلب الفلسطيني باقرب وقت ممكن. جاءت كلمة عباس بعد ان قدم طلبا رسميا طلبا الى الاممالمتحدة للاعتراف لدولة الفلسطينية واعتبارها عضوا في المنظمة الدولية. وافاد مسؤولون فلسطينيون وفي الاممالمتحدة ان عباس قام بتسليم الطلب الى الامين العام للامم المتحدة بان كي مون في مكتبه في الاممالمتحدة في مغلف يحمل شعاردولة فلسطين. وقام الامين العام للمنظمة الدولية بفتح المغلف لالقاء نظرة سريعة على الطلب. ومن جهته قال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في كلمته أمام الجمعية العامة إن السلام يمكن التوصل إليه عبر المفاوضات المباشرة وليس عبر قرارات الأممالمتحدة. واضاف نتنياهو ان بلاده تمد يد الصداقة لجميع البلدان في الشرق الأوسط، وعلى وجه الخصوص إلى الشعب الفلسطيني الذي يسعى الاسرائيليون لسلام دائم معه على حد تعبيره. وتعارض الولاياتالمتحدة واسرائيل الخطوة الفلسطينية، وتقولان ان الدولة الفلسطينية يمكن ان تتحقق عبر المفاوضات مع اسرائيل. وقال الرئيس الامريكي باراك اوباما لعباس الخميس ان واشنطن ستستخدم حق النقض (الفيتو) لاجهاض الطلب الفلسطيني، الا ان عباس اصر على الاستمرار في تقديم الطلب.