وسعت قوات صالح رقعة الحرب على المحتجين المطالبين بإسقاط النظام في أكثر من محافظة. ففي الوقت الذي كانت قذائف دباباته تحصد عشرات المناوئين له في العاصمة صنعاء, كان يضع عينه على تعز, كثاني محافظة تستحق العقاب الشامل. وبدأت نوايا النظام في تفجير الوضع عسكريا بتعز, تتضح أكثر منذ صباح السبت, من خلال استحداث مواقع عسكرية جديدة في عدد من الجبال المحيطة بالمدينة, مدعمة بالدبابات والأسلحة الثقيلة, في خطة تهدف لتطويق المدينة كليا على ما يبدو. ونشرت القوات الموالية للنظام, ثلاث دبابات , وعدد من الأطقم العسكرية والجنود في "جبل جرة " – وسط المدينة – والمشرف على عدد من الأحياء السكنية. كما باشرت القوة المستحدثة بالقرب من مجمع قضائي حديث, إطلاق عدد من القذائف على الأحياء السكنية في "حي المسبح" , ومنطقة عصيفرة, هزت أرجاء المدينة, وألحقت الأضرار بالمباني السكنية, الهدف منها تتبع قيادات معارضة. وتسبب تمركز القوات الموالية لصالح, في ذلك الموقع الاستراتيجي, في اندلاع اشتباكات عنيفة القبائل المسلحة المؤيدة للثورة, الذين كانوا يسيطرون على الموقع قبل تسليمه للسلطات المحلية الشهر الفائت, بناء على اتفاق تهدئه رعاه محافظ المحافظة. ونص اتفاق التهدئة حينها على تسليم الموقع المسمى ب"المجمع القضائي" من قبل المسلحين إلى حراسة من أفراد الشرطة العسكرية, حدّد محافظة المحافظة عددهم ب" 10 " , بمقابل انسحاب القوات الموالية للنظام من موقع مستشفى الثورة وسط المدينة الذي أصبح ثكنة عسكرية. واستنكر رئيس أحزاب اللقاء المشترك , وعضو لجنة التهدئة, عبد الله حسن خالد , ما قامت به القوات الموالية للنظام أمس من نشر دبابات وسط المدينة, مؤكدا أن ذلك يعد خرقا كبيرا لاتفاق التهدئة ودليل واضح على نية النظام شن حرب واسعة على تعز. وقال خالد «إن القوات الموالية للنظام تهدف بعملها الأخير إحكام الحصار على تعز , واستفزاز المسلحين الذي التزموا باتفاق تهدئة». وأضاف «الموقع يطل على خط يومي للمسيرات السلمية وقوات النظام تهدف إلى استخدامه كمكان استراتيجي لقمع المظاهرات, وقتل شباب الثورة كما يحدث في صنعاء». وكشف عضو لجنة التهدئة , أن القوات الموالية للنظام , كثّفت من تواجدها بمكتب التربية والتعليم, وسط المدينة, وعززت ثكنتها العسكرية بأسلحة ثقيلة ومعدلات رشاشة . وتنوي القوات الموالية للنظام نصب دبابات في موقع "جبل فندق الأخوة " المطل على ساحة الحرية , ليكتمل تطويق المدينة من كل الاتجاهات, بعد تحويل قلعة القاهرة التاريخية الملاصقة لجبل صبر, إلى موقع عسكري, قام أمس بقصف عدد من أحياء المدينة. وكانت القوات المتمركزة في محيط مستشفى الثورة قد قصفت ظهر اليوم السبت ساحة الحرية, بالتزامن مع وصول مسيرة شبابية من شوارع المدينة , كانت تهتف ب" محاكمة السفاح " . كما خرجت مسيرة نسائية حاشدة عصر اليوم, نددت بجرائم النظام بحق شباب الثورة في صنعاء, والقصف الذي تتعرض له أحياء مدينة تعز، واستنكرت عودة صالح «الهادفة لإشعال حرب دامية».