على الرغم من تكثيف أعمال القمع والقصف الليلي المتواصل على الأحياء السكنية في مدينة تعز من قبل قوات النظام، إلا أن الزخم الثوري، يتوسع، ليشمل، المدارس، والجامعات. وانفجرت المدينة، صباح أمس، في مسيرات غاضبة، للتنديد بالعدوان الذي تعرضت له مسيرة نسائية، عصر الأحد، من قبل بلاطجة موالين للنظام قاموا برشق المتظاهرات بالأحجار في منطقة الجحملية, مما أدى إلى إصابة 13 متظاهرة، بجروح في الرأس والوجه.. ونددت المظاهرات التي خرجت من الحرم الجامعي في «حبيل سلمان»، ومدارس الكويت ومعاذ والشعب, بالعدوان الهمجي وغير الأخلاقي، على المسيرة النسائية من قبل بلاطجة النظام. وأعاد الاعتداء الذي تعرضت له المظاهرة النسائية، الأذهان إلى مطلع يونيو الفائت، حين أقدمت قوات موالية للنظام، بالاعتداء بالضرب على النساء في جولة وادي القاضي، مما اضطر عدد من وجهاء تعز، تشكيل حماية أمنية للمسيرات اليومية من الاعتداء الأمنية. وتعرضت المسيرة السلمية، التي خرجت من جامعة تعز، لاعتداء بالرصاص الحي والأحجار من قبل من يوصفون ب«البلاطجة» في حي المستشفى الجمهوري، مما أدى إلى إصابة 4 متظاهرين بينهم امرأة. وقال شهود عيان ل«المصدر أونلاين» أن مسلحين أقدموا على التحرش بالمظاهرة السلمية القادمة من منطقة «الاجينات»، ثم في «الجمهوري»، وذلك برمي "قنبلة صوتية"، وسط المتظاهرين، تبعها رشق كثيف بالأحجار، وإطلاق رصاص حي". وفيما واصلت المسيرة الطلابية الجامعية طريقها إلى ساحة الحرية، قال شهود عيان، أن مسيرة طالبات مدرسة الكويت، ومعاذ، نفذت وقفات احتجاجية أمام مكتب المالية، احتجاجا على تحويله إلى ثكنة عسكرية، وأن مسلحين انتشروا فوق سطح المبنى. وقال شباب الثورة، أن الاعتداءات المتكررة لقوات النظام والبلاطجة على المظاهرات النسائية، تؤكد وصول النظام إلى مرحلة العجز في مسالة إخماد الزخم الثوري بالمدينة. وأكدوا أن النظام، يريد جر المدينة إلى الحرب فقط من خلال، استفزازهم بأعمال لا أخلاقية، كالاعتداء على النساء، لإخفاقه في صد الثورة السلمية. وشهدت المدينة، فجر أمس الاثنين، قصفا عنيفا, تركز الأحياء السكنية في الروضة، وساحة الحرية والمسبح، كما سُمع دوي قذائف أطلقت من معسكر الأمن المركزي في منطقة سوق الجملة. وقالت مصادر طبية أن القصف، الذي قامت به القوات المرابطة في مستشفى الثورة، والمجمع القضائي بجبل جرة، خلف أضرار بالغة في المنازل، إضافة إلى إصابة ثلاثة من المدنيين في حي الروضة. ويأتي قصف فجر أمس، بعد تعرض المدينة، ليل الثلاثاء الماضي، لقصف بشع وغير مسبوق، شمل عدد من الأحياء السكنية في المدينة، وخلف 8 قتلى وأكثر من 100 جريح. وقوبل القصف المستمر الذي تتعرض له أحياء مدينة تعز، باستهجان واسع من قبل المؤسسات المدنية والحزبية والثقافية. ووصف بيان لصحفيين ومثقفين وناشطين مجتمع مدني، عمليات القصف الذي تتعرض له أحياء تعز ب«العمل الجبان والمخجل في السلوك العسكري». وقال البيان، الذي حصل المصدر أونلاين على نسخة منه، أن ذلك العمل الإجرامي، ما كان له أن يجري بدون توفر مسبق لغطاء خارجي ممن يتحكم بالموقف الدولي وأعاد القصف الوحشي للذاكرة، الاجتياح الذي قامت به قوات النظام لساحة الحرية، وإحراقها كاملة، أواخر مايو الفائت. وأكد البيان، أن ما تعرضت له أحياء تعز من قصف خلال الأيام الفائتة " ترك انطباعا واسعاً، باعتباره تصرف احتلال بغيض، لا يردعه وازع من دين أو خلق ". وفشلت جهود لجنة التهدئة في إيقاف عملية القصف، وسحب الدبابات من جبل جرة، وقلعة القاهرة التاريخية، رغم تهديدات السلطة المحلية، بأنها ستتخذ إجراءا حاسما خلال الأيام الماضية. وتحاول السلطة المحلية، التنصل من عملية القصف، عبر تحميل الأسباب للقيادات الأمنية في المحافظة ممثلة بمدير الأمن العام وقائد الحرس الجمهوري الذين يرفضون تنفيذ أوامر سحب الأسلحة الثقيلة من وسط المدينة. ويقول سكان محليون، إن السلطة المحلية فاشلة، وعاجزة حتى عن تحقيق الأمن والاستقرار حتى لأنفسها بدليل أن منزل محافظ المحافظة الواقع في حي الروضة تعرض لقذيفة دبابة، حطت فوق سور المنزل. ويدلل أبناء المدينة، عجز المحافظ بفرض قرار على القيادات الأمنية، باختلاقه صبيحة يوم القصف البشع لما أسموها " مسرحية اختطاف نجله "، حتى يصرف الأنظار عنه كمسئول أول عما يجري في محافظته، ويتحول إلى ضحية، يطلب من الناس التضامن معه. ويتوقع أن تشهد الأيام القادمة، ازدهارا للعمل الثوري من المدارس والجامعات، الذي ظل النظام يماطل في بدء العام الدراسي ويتحجج بأن الثورة تُدخل اليمن إلى نفق الجهل، في الوقت الذي يقوم بتحويلها إلى ثكنات عسكرية.