بعد مرور أكثر من سبعة أشهر على ثورة الشباب السلمية في اليمن، تدخل اليمن في منزلق خطر جداً وهذه هي الحرب تدق طبولها بين الشباب وأنصارهم من قوات الفرقة الأولى مدرع اللواء علي محسن الأحمر وكبرى القبائل اليمنية حاشد ممثلة بأولاد الشيخ عبدالله بن حسين الأحمر من جهة وبين بقايا نظام الرئيس صالح الذي يقبع في قصور الرياض وأولاده وأسرته الذين يعملون جاهدين على ثقب السفينة لإغراق كل من عليها. الشعب اليمني أدهش العالم وأثبت لهم أنه سلمي ومسالم ولكن للصبر حدود، و للسلم حدود وقد تجاوز الرئيس اليمني صالح وولده أحمد وأسرته الحاكمة كل الحدود السماوية والدنيوية ضاربين عرض الحائط بكل أصوات العقل والحكمة للتخفيف عن بلد أهلكه الفقر والجهل والمرض في ظل حكومة الفساد والمفسدين في الأرض. ولم يعد مطلب الرحيل من قبل الشعب اليمني فقط ولكن كل الدول الصديقة والشقيقة وعلى رأسها دول الخليج التي بادرت بالمبادرة تلو المبادرة لرحيل النظام وعلى رأسه صالح، ولكن صالح في مماطلة سياسية وعسكرية جديدة يأبى أن يرحل بشرف ويأبى أن يرحم شعبه ويرأف ببلده بالرغم مما تعرض له من حادثة محاولة الاغتيال ومصارعته مع الموت، إلا أن ذلك زاده تكبراً وجبروتاً. فهاهو اليوم بيد أبنه أحمد وأسرته يكبدون اليمانيون خسائر في الأرواح والأموال ويقتل المتظاهرين العزل في مجزرة جديدة ويروع المواطنين الآمنين في بيوتهم بأصوات القنابل والبوازيك والطيران في أرجاء العاصمة صنعاء، ويدعون بذلك تطهير العاصمة من ميليشيات الفرقة الأولى مدرع، وأي كذب هذا! فقد قتلوا الأطفال ومنهم طفل لا يزيد عمره عن عشرة أشهر وتسال الدماء الطاهرة في صنعاء وتعز وأرحب وغيرها فإلى أين المسير وكم هي الدماء التي يجب أن ينزفها أبناء الشعب اليمني حتى يكف صالح وأسرته عن عقاب هذا الشعب لرفضه إياهم ومطالبته لهم برحيلهم عنه. فقد بذلت الجهود من قبل كل الشرفاء من أبناء اليمن لتفادي الوصول إلى هذه المرحلة ولكن يبدو أنه لابد مما ليس منه بد، هاهي الدماء تسيل في ذكرى سبتمبر لتحرير اليمن وتذهب الأرواح فداء لهذا الوطن. أولا يعلم صالح بأن أحرار اليمن مثل أحرار تونس ومصر وليبيا وهم لا يختلفون عنهم بل أثبت اليمانيون للعالم أن ما روج له صالح من إرهاب وتخلف أنما هو صنيع نظامه، وهو السبب الرئيسي لعدم قبول اليمن في مجلس التعاون الخليجي. بل أن أبناء اليمن الشرفاء اليوم قادرون على تحريره من براغيث ظلمه وعدوانه وهم من سيحافظ على وحدة ترابه وأراضيه شمالاً وجنوباً. فأبناء اليمن يرفعون أصواتهم عالياً شمالاً وجنوباً ويرددون عالياً هتافات النشيد الوطني لتحرير الوطن وهم يقتلون في ساحات التغيير : "رددي إيتها الدنيا نشيدي : رددي واعيدي واعيدي ، واذكري في فرحتي كل شهيد ::وامنحيه حلللا من ضوء عيدي"