الديمقراطية منهج حياة، وأسلوب عمل، ووسيلة لتحقيق التطور والتقدم والتنمية، وهي تعني العيش بطريقة أفضل، ولذا وانسجاماً مع هذا الكلام دعونا ننظر إلى ديمقراطية علي عبد الله صالح التي يلاحظ من خلالها الشعب اليمني أن هذه الديمقراطية لم تحقق له تطوراً ، ولم تصنع تقدماً ولا تنمية ، وإنما كان لها الفضل في حجز مقعد دائم لليمن ضمن الخمس الدول الأشد فقراً في العالم، ونتيجة لهذه الديمقراطية المغلفة بالدكتاتورية فإن الأخ علي عبد الله صالح يحتل المرتبة التاسعة بين أكثر حكام العالم دكتاتورية وهذا بحسب تقارير بعض المنظمات الدولية المهتمة بالديمقراطية والشفافية وحقوق الإنسان . أي ديمقراطية يتحدث عنها علي عبد الله صالح وهو يتربع على كرسي الرئاسة منذ 33 عاماً وقد عاصره أكثر من ستة رؤساء للولايات المتحدةالأمريكية . أي ديمقراطية ودولة مؤسسات يتحدث عنها ومفاصل الدولة والمواقع الحساسة بيد أبناءة وإخوانه وأسرته وأقاربه. أي مؤسسات وقانون يدعي أنه بناها وهو قابض على كل صغيرة وكبيرة حتى على مستوى تعيين مدير عام في أقصى اليمن لا يتم إلا بعد مباركة الأخ الرئيس . أي دستور وقانون يتشدق به وهو يفصله ويرقعه كيفما يشاء وبما يتناسب مع مقاسه . أي ديموقراطية يضحك بها على بعض أبناء الشعب اليمني الأمي ونيته كانت مبيته لقلع العداد والبقاء على كرسي الرئاسة – التي قال انه سئمها - مدى الحياة . أي ديمقراطية شغلنا بها وكل همه كان منصباً على تعبيد الطريق أمام ابنه الولد الصالح أحمد . وهنا أحب أن أهمس في أذن الأخ المشير وأقول له أنه وإن وجد له بعض الأشخاص الذين لا يزالون يصدقون تلك الأكذوبات غير أن غالبيه أبناء الشعب اليمني أصبح من الوعي والذكاء بحيث يصعب عليه الاستمرار في زيفه ، وعليه أن يعلم أن الشعب اليمني العظيم اليوم يعيش في القرن الحادي والعشرين ، كما أن عليه أن يعي الحكمة التي تقول أن بإمكانك أن تضحك على بعض الناس كل الوقت ، وأن تضحك علي كل الناس بعض الوقت ، لكن من المستحيل أن تضحك على كل الناس كل الوقت ، ومن هنا فمن الأهمية بمكان أن يفهم الأخ الرئيس أن فصوله قد انتهت ، وأن رصيده قد نفذ ، وأن عليه أن يسلم بالأمر الواقع لأن أي تأخير ليس سوى استنزاف لما تبقى له من إيجابيات ، وأنا هنا أدعوه أن يقرأ التاريخ ويعلم أن الإمام المستبد الامام أحمد عندما قامت ضده ثورة كان له أنصار ومؤيدون كثر- أكثر من أنصاره - ، وكانت بعض الدول – خاصة المملكة العربية السعودية – من أكبر الداعمين له وأستمر في قتال الثوار سنين عديدة ضاناً منه أنه سيخمد آهات الشعب ، وسيقهر إرادة التغيير لكن في الأخير انتصرت إرادة الله وإرادة الثوار ، ودحضت أباطيل وأزاييف الإمام ودخل مزبلة التاريخ . وفي الأخير أحب أن أذكر الجميع بأبيات الشاعر الحر أبو القاسم الشابي الذي يقول فيها : إذا الشعب يوماً أراد الحياة فلا بد أن يستجيب القدر ولابد لليل أن ينجلي ولابد للقيد أن ينكسر