استمرت الصحف الأميركية بتناول موضوع اغتيال أنور العولقي بكثافة، وقالت نيويورك تايمز إن إدارة الرئيس باراك أوباما لجأت للطائرات بدون طيار لدواع لوجستية واقتصادية، بينما ذكرت واشنطن بوست أن اغتيال العولقي ضربة للقاعدة ولكنه لن ينهي خطرها. فقد قالت نيويورك تايمز أن الغارة الأميركية التي اغتالت الزعيم بتنظيم القاعدة في شبه جزيرة العرب أنور العولقي باستخدام طائرات بدون طيار تمثل نقطة تحول في الحرب على الإرهاب، نحو اعتماد هذا النوع من الطائرات المسيرة عن بعد كخيار إستراتيجي.
وقالت الصحيفة إن العملية أتت كترجمة لدعم المسؤولين الأميركيين لاستخدام هذا النوع من الطائرات التي دأبوا على وصفها بأنها منخفضة التكاليف وآمنة ودقيقة في تصفية الهدف.
كما رأت أن عملية اغتيال العولقي تعتبر نقطة تحول هامة فيما عرف بالحرب على الإرهاب والمستمرة منذ عقد من الزمان.
وتحت وطأة دروس الماضي بالعراق وأفغانستان والتي أثبتت الحرب فيهما أنها مكلفة وغير مضمونة النتائج، عمدت إدارة أوباما إلى اعتماد الطائرات بدون طيار والغارات القصيرة ذات الأهداف المحددة سلفا مثل تلك التي تم فيها اغتيال زعيم تنظيم القاعدة الراحل أسامة بن لادن في مايو/ أيار الماضي.
العامل الآخر الذي رجحته الصحيفة وقد يكون له دور لا يستهان به في قرار التحول إلى الطائرات المسيرة عن بعد، هو العامل الاقتصادي حيث تعاني الولاياتالمتحدة منذ مدة مشاكل اقتصادية خانقة.
يُذكر أن وجود جيوش الولاياتالمتحدة بالخارج يكلف الميزانية الأميركية مليون دولار لكل جندي سنويا، وإذا أخذنا بنظر الاعتبار مئات الآلاف من الجنود الموجودين بميادين خارج الولاياتالمتحدة سيكون الرقم مهولا.
لكن الصحيفة أشارت أيضا إلى أن المسؤولين العسكريين أشاروا إلى أن الطائرات المسيرة عن بعد قد لا تكون صالحة للتعامل مع جميع أشكال التهديدات الأمنية.
واشنطن بوست أشارت من جهتها إلى استمرار خطر تنظيم القاعدة رغم اغتيال العولقي. وتقول الصحيفة نقلا عن مسؤولين بالمخابرات أن الغارة التي قتلت أميركيا ثانيا إضافة إلى العولقي الأميركي الجنسية قد حرمت تنظيم القاعدة في شبه جزيرة العرب من أهم عمودين في ذراعها الإعلامي والتعبوي. لكن أولئك المسؤولين نبهوا أيضا إلى وجود عدد آخر من العناصر بالتنظيم يحملون مشاعر كره للولايات المتحدة والغرب لا تقل عن تلك التي حملها العولقي ورفيقه سمير خان، وأن عناصر التنظيم الأحياء على استعداد تام لتوجيه ضربات للغرب.
وأشار المسؤولون المخابراتيون الأميركيون إلى الصعوبات التي واجهوها في استهداف العولقي الذي كان حريصا على الابتعاد عن استخدام التقنيات الحديثة التي عادة ما تكون عرضة للتتبع الاستخباري.
وبينت الصحيفة أن العولقي لم يكن في الجنوب حيث قبيلة العوالق المتنفذة التي ينتمي إليها بل كان يتنقل بين معاقل للقاعدة غربي العاصمة صنعاء، واستمرت التحريات حول موقعه قرابه شهرين.
نيويورك تايمز تطرقت إلى مساعدة الحكومة اليمنية في تحديد مكان العولقي واغتياله، ونقلت عن متحدث باسم الحكومة أن الولاياتالمتحدة تشعر بامتنان كبير لدور الرئيس علي عبد الله صالح في نجاح العملية.
ونقلت الصحيفة عن مسؤول أميركي رفض الكشف عن هويته أن اليمن زود المخابرات الأميركية بمعلومات استخباراتية حول مكان العولقي.
وقال المسؤول إن عناصر الأمن اليمني حددوا مكان العولقي يوم الجمعة الماضي في منزل بقرية الخصاف بمحافظة الجوف، وهي منطقة صحراوية لا تتمتع الحكومة بالسيطرة الكاملة عليها ويحكمها زعماء قبليون متعددو الولاءات.
يُذكر أن اغتيال العولقي تم بعد أسبوع واحد من عودة الرئيس اليمني من رحلة علاج بالسعودية من إصابات أصيب بها نتيجة انفجار استهدفه في مسجد النهدين الرئاسي بالعاصمة صنعاء في وقت سابق من العام الجاري.
وأصدرت الخارجية الأميركية بعد الاغتيال تحذيرا إلى رعاياها من السفر إلى اليمن.