كان ثمة توقع ساد الشارع الرياضي بأن الاتحاد العام لكرة القدم لن يتخذ عقوبة بحق حارس المرمى سالم عوض ، بالذات لأنه أهم ركيزة بالنسبة إلى المنتخب؛ وهو ما حدث بالفعل بغض النظر عن أية تبريرات أخرى تقع في الضفة الأخرى من هذا التوقع.
يعوّل الاتحاد العام لكرة القدم الكثير على قدرات المدرب الكرواتي ستريشكو - الوافد الجديد إلى ساحة كرة القدم اليمنية- لتغيير تلك الصورة السيئة التي ظهر عليها منتخبنا الوطني لكرة القدم في النسخة الأخيرة من بطولة كأس الخليج لكرة القدم التي أقيمت مطلع العام الجاري في سلطنة عمان وفاز بلقبها منتخبها الوطني لأول مرة في تاريخه.
لكن منذ متى كانت وحدها قدرات مدرب - حتى ولو كان مقتدراً- تكفي لظهور جيد؟
قبيل المشاركة الأخيرة في خليجي 19 بعمان كانت تصريحات قيادات اتحاد كرة القدم تؤكد على أننا قادرون على تجاوز حاجز النقطة التي لطالما كانت العنوان الوحيد في كل مشاركة من مشاركاتنا السابقة التي بدأناها في خليجي 16 بالكويت.
حسناً.. أنظروا إلى النتيجة وحسب: حصدنا فضيحة مدوية بكل المقاييس؛ ضاعت تلك النقطة، يا حسرتاه ، وبعدد وافر من الأهداف ولجت مرمى منتخبنا، على الرغم من أن المنتخب في الواقع كان تحت قيادة مدرب مقتدر ومعروف على المستوى العربي والافريقي هو المصري محسن صالح.
تبدو الأمور اليوم بالنسبة إلى الكرواتي ستريشكو، طبقاً لعدد من المتابعين، مختلفة؛ فقد حظي باهتمام لم يسبقه إليه مدرب آخر، مبتدئاً رحلته بتجمع داخلي في صنعاء أعقبه معسكر خارجي كان مقرراً له أن يتم في إحدى الدول الأوروبية، لكنه أقيم أخيراً في تركيا.
لكن أولى العقبات انتصبت في طريق ستريشكو قبيل السفر إلى تركيا بتخلف عدد من أهم اللاعبين الأساسيين في صفوف المنتخب عن السفر، وذلك في آخر اللحظات.
إنه جو غير صحي بدأ يحيط بالمدرب الجديد؛ خصوصاً وعدد من الصحفيين ضغطوا على الاتحاد العام لكرة القدم لاتخاذ عقوبات بحق هؤلاء اللاعبين.
تأخر البت في الموضوع إلى درجة أثارت معها الشبهات، لكن في الأخير أقر الاتحاد العام لكرة القدم فرض عقوبة بحق لاعبين اثنين في صفوف المنتخب الأول لكرة القدم بسبب تغيبهما عن حضور معسكر أقيم أخيراً في تركيا.
جاء على موقع اتحاد كرة القدم الالكتروني بتاريخ 4/9/2009م أن لجنة الطوارئ بالاتحاد اليمني لكرة القدم "أقرت إيقاف اللاعبين أكرم الصلوي ومحمد صالح يوسف ستة أشهر لكل منهما بحيث يتم حرمانهما من مزاولة كرة القدم بشكل رسمي محلياً وخارجياً".
إنها عقوبة قاسية في نظر متابعين قبل أن تكون كذلك في نظر اللاعبين أكرم ومحمد، بل ومجحفة خصوصاً وأن اللاعبين بحكم المحترفين في صفوف فريق الهلال؛ لكن الموقع الالكتروني لاتحاد كرة القدم أضاف أن قرار لجنة الطوارئ بإيقاف اللاعبين يأتي بعد "تخلفهما عن الالتحاق بصفوف المنتخب الوطني لكرة القدم في معسكره الإعدادي الخارجي الذي أقامه في مدينة اسطنبول التركية الشهر الماضي في إطار البرنامج الإعدادي الذي ينفذه الجهاز الفني للمنتخب بقيادة المدرب الكرواتي يوري ستريشكو والذي يأتي في إطار التحضيرات الجارية للاستحقاقات الخارجية المقبلة".
معلومات كانت حصلت عليها "المصدر" في وقت سابق أفادت ان الاتحاد العام لكرة القدم بصدد اتخاذ عقوبات مختلفة بحق عدد محدد من اللاعبين الذين تغيبوا عن صفوف المنتخب في معسكره الخارجي الذي اختتم أخيراً في تركيا؛ مع أن هناك لاعبين آخرين تغيبوا ولن تطالهم العقوبات وهو ما حدث بالفعل، إذ تم التغاضي عن هذه الغيابات.
مثل هذا التغاضي من المحتمل أنه سوف يتسبب في نشوب جدل ضار يراه عدد من المتابعين من شأنه أن يؤثر على مسيرة المنتخب تالياً بسبب الانتقائية في المعالجة.
اللاعبون المتغيبون كانوا قالوا إنهم تغيبوا بسبب ظروف وصفوها بالقاهرة، إلاّ أن العقوبات طالت اثنين من اللاعبين دون غيرهم، وهو أمر عدّه عدد من المتابعين بالخاضع لوجود ما أسموها وساطات بذلها عدد من المقربين لرئيس الاتحاد العام لكرة القدم أحمد العيسي.
يقول محمد العولقي: "أعتقد أن اعتذارات بعض اللاعبين للمدرب الجديد وامتناعهم عن السفر إلى تركيا ليس وراء ذلك تخوفات من أنفلونزا الخنازير ولكن لأن بعضهم من المسنودين من الاتحاد وفرصة العودة للمنتخب قبل مواجهتي البحرين أكيدة والمسألة مسألة وقت إلاّ إذا كان المدرب أحمر عين وليس أزرق عين"..!
في الواقع كان ثمة توقع ساد الشارع الرياضي بأن الاتحاد العام لكرة القدم لن يتخذ عقوبة بحق حارس المرمى سالم عوض بالذات لأنه أهم ركيزة بالنسبة إلى المنتخب؛ وهو ما حدث بالفعل بغض النظر عن أية تبريرات أخرى تقع في الضفة الأخرى من هذا التوقع.
حسناً.. لطالما كانت ضغوط كبيرة تُمارس بحق المدربين السابقين؛ لكن عدداً من المتابعين بينهم عدد من لاعبي المنتخب الأول لكرة القدم قالوا "إن ستريشكو يتمتع بشخصية قوية".
مصدر في المنتخب الوطني الأول لكرة القدم كان قد قال إن المدرب الكرواتي ستريشكو أبعد تماماً اللاعب أكرم الصلوي من حساباته الفنية إثر غضبه الشديد من اللاعب الذي اعتذر قبل ساعات من سفر بعثة المنتخب إلى تركيا بمكالمة هاتفية مع مساعد المدرب أمين السنيني أثناء توجه البعثة إلى مطار صنعاء؛ غير أن أكرم الصلوي قال في تصريح صحفي إن سبب اعتذاره عن السفر إلى تركيا كان بسبب مرض مفاجئ أصاب ابنته الصغيرة البالغة من العمر أربع سنوات، وهو ما لم يتم الأخذ به.
وأضاف هذا المصدر في تصريح صحفي نشرته "السياسية" في وقت سابق أن المدرب مستاء أيضاً من المدافع محمد صالح يوسف الذي تحجج بالإصابة دون تقديم ما يثبت إصابته للجهاز الطبي للمنتخب أثناء المعسكر الداخلي للمنتخب في صنعاء وأن الجهاز الفني يبحث عن بديلين للاعبين لضمهما في المرحلة المقبلة.
بعض المتابعين اعتبروا تصريحات هذا المصدر في وقت أبكر من قرار لجنة الطوارئ التابعة لاتحاد كرة القدم ليست غير محاولة لجس نبض الشارع الرياضي لما قد يحدثه أمر اتخاذ عقوبات بحق الصلوي ومحمد صالح دون بقية اللاعبين.
أحد المتغيبين عن المنتخب، وهو حارس المرمى سالم عوض، كان قد قال في تصريح صحفي أن موعد حفل زفافه هو الذي حال دون التحاقه بالمنتخب مثلما الأمر مع اللاعب أوسام السيد.
وكان مدرب منتخبنا الوطني لكرة القدم الكرواتي ستريشكو أكد في وقت فرط على مدى ارتياحه من نتائج المعسكر الخارجي الذي أقامه اتحاد كرة القدم للمنتخب في تركيا أخيراً، غير أنه قال إن باب المنتخب ما زال مفتوحاً للاعبين جدد.
وأضاف ستريشكو في سياق تصريح صحفي نشرته "الرياضة" قائلاً: "[لا نزال في البداية] ويصعب الحكم بشكل قاطع على كل لاعب بصورة نهائية".
هذا صحيح؛ ما زلنا في البداية بالنسبة إلى عهد ستريشكو. لكن تذكروا: منذ متى كانت وحدها قدرات مدرب - حتى ولو كان مقتدراً- تكفي لظهور جيد؟
ستريشكو أكد- رداً على سؤال رئيس تحرير "الرياضة" - حول ما يمثله الانضباط في تفكيره كمدرب: "أنا لست ضابط بوليس مطالب بالرقابة اللصيقة على اللاعب، لكن ثمة واجباً على كل لاعب الوفاء به وتنفيذه. وبقدر ما يبذل اللاعب من جهد وينفذ التعليمات في الملعب يتحدد بقاؤه أو مغادرته للمنتخب. والقضية ليست قضية عقاب وإنما رصد لمدى تفاعل اللاعب والتزامه. وطبيعي أن يكون هناك ملاحظات على الأخطاء أو القصور والتنبيه .ثم إن لكل مدرب وسائله لتنفيذ أفكاره في الميدان بلاعبين يمثلون أقصى درجات الالتزام والانضباط".
يُشار إلى أن إعلان تشكيلة المنتخب - في وقت سابق- أمر أثار ردود فعل من قبل عدد من الصحفيين الذين وجهوا انتقاداتهم صوب ستريشكو بسبب اختياره لثمانية لاعبين دفعة واحدة من فريق الهلال الذي يديره رئيس الاتحاد العام لكرة القدم أحمد العيسي إلى صفوف منتخبنا الوطني الأول لكرة القدم، وهو ما يثير حساسيات لطالما كانت محل جدل غير منته؛ لكن ستريشكو لم يلق بالاً على ذلك - ولو مؤقتاً- وفضّل في مؤتمر عقد في وقت سابق التأكيد على أن لاعبي منتخبنا "قادرون على أن يجاروا المنتخبات الخليجية والفوز عليها".
لكنه عاد وكأنه يستدرك ما قاله: "إنه أمر من الصعب تحقيقه في الواقع لكنني سأسعى جاهداً لتحقيقه".
للتذكير فإن منتخبنا الوطني من المقرر له أن يستضيف نظيره البحريني يوم 14 نوفمبر 2009م في الجولة الثالثة للتصفيات الآسيوية على استاد المريسي بمدينة الثورة الرياضية بصنعاء.
في ما يلي القائمة الجديدة للاعبي المنتخب الذين تم استدعاؤهم للمعسكر الداخلي الذي أقيم يوم أول من أمس الأحد: 1 سالم عبدالله عوض سعيد- الهلال (حارس مرمى)، 2 سعود عبدالله السوادي- اليرموك (حارس مرمى)، 3 محمد إبراهيم علي عياش- الهلال (حارس مرمى)، 4 علي محمد الوصابي- أهلي تعز (حارس)، 5 أوسام السيد ناصر- حسان (دفاع)، 6 باسم سعيد عبدالله العاقل- الصقر (دفاع)، 7 زاهر محمد فريد- حسان (دفاع)، 8 محمد علي محمد العماري- شعب إب (دفاع)، 9 عبدالله موسى احمد عمر- الصقر (دفاع)، 10 تامر محمد حنش- الهلال (مهاجم)، 11 أسعد الرياشي- اليرموك (دفاع)، 12 عبدالقادر الرواعدي- الصقر (دفاع)، 13 منصر باحاج- الهلال (وسط)، 14 علي محمد مبارك- الهلال (وسط)، 15 أكرم حمود الورافي- شعب اب (وسط)، 16 علاء محمد عبدالله- أهلي صنعاء (وسط)، 17 عارف ثابت الدالي- 22 مايو (دفاع)، 18 سامي كرامة- التلال (وسط)، 19 ياسر محمد أحمد باصهي- الهلال (مهاجم)، 20 أحمد صادق أحمد- الشعلة (دفاع)، 21 علي محمد محمد النونو- أهلي صنعاء (مهاجم)، 22 وليد محمد العوفي- العروبة (وسط)، 23 أمجد منصور- شعب حضرموت (مهاجم)، 24 محمد العبيدي- شبابالبيضاء (مهاجم)، 25 سالم موسى- شعب حضرموت (وسط).