قال المحامي عبدالرحمن برمان إن آلاف اليمنيين معتقلين في السجون معظمهم من شباب الثورة المطالبين بإسقاط نظام الرئيس علي عبدالله صالح. وأضاف ان المعتقلين يتعرضون لوسائل تعذيب مريعة تستخدمها الأجهزة الموالية لصالح، منها وضع المعتقلين في غرف انفرادية مع ثعابين لعدة أيام تصل إلى خمسة أيام، ما يسبب في إصابة المعتقلين بأمراض نفسية، كما يتم تعذيبهم عن طريق التعليق بحبال في السطح مع الضرب والاعتداء. جاء ذلك في المؤتمر الصحفي الذي عقد اليوم الأربعاء في ساحة التغيير بصنعاء، والذي نظمته عدد من المنظمات الحقوقية المدافعة عن حقوق الإنسان بالتنسيق مع حملة حرية لمناصرة مختطفي الثورة اليمنية حول «الاعتقالات التعسفية والتعذيب في السجون اليمنية.. شهادات يرويها الضحايا». وقال برمان إن أكثر من ألف بلاغ تلقتها الهيئة الوطنية للدفاع عن الحقوق والحريات (هود) حتى ما قبل 18 سبتمبر الماضي، كما تلقت المنظمة مائتي حالة اختطاف بعد هذا التاريخ أفرج عن سبعين منهم. واتهم عبدالرحمن برمان الإعلام الحكومي بالتعاون في عمليات التعذيب والاعتقال، ونقل عن أحد المعتقلين المفرج عنهم من سجن منطقة السعبين بصنعاء انه أُجبِر على التحدث إلى قناة سبأ الحكومية على أنه جندي في الفرقة الأولى مدرع وقام بعملية قنص للشباب المعتصمين في ساحة التغيير. وعرض برمان رسالة تلقاها من بعض السجناء من شباب الثورة يشكون فيها التعذيب والمعاملة والإهانة الذي يتعرضون له في السجون بسبب موقفهم الداعم للثورة الشعبية. وتحدث الشاعر مجاهد ناصر وهبان أحد المعتقلين الذين تم الإفراج عنهم عن «التعذيب» الذي تعرض له، والذي قال إن سجناء بالمئات معتقلون في السجن الذي احتجز فيه. وقال انه اختطف في اليوم الثالث من أيام عيد الفطر المبارك بعد إلقاءه قصيدة في ساحة التغيير بصنعاء، حيث خرج من الساحة وتم اختطافه من أمام مبنى دائرة التوجيه المعنوي واقتيد معصوب العينين إلى مكان مجهول. وتابع: «أول ما وصلت ورفعوا الغطاء عن عيني شاهد شخص داخل الحمام وآثار التعذيب على وجهه وظهر ومناطق جسمه، وهو يضحك بشكل هستيري». وقال مجاهد وهبان إنه جرى التحقيق معه وتفتيش أغراضه، كما تعرض للضرب من قبل المحققين. ويقول بعد 11 يوماً من اعتقاله مع التعذيب والحرمان من المياه ليومين متتاليين، تم الإفراج عنه بعدما تعهد بعدم الرجوع إلى الساحة، مضيفاً أن خروجه من السجن كان بنفس الطريقة التي دخل بها أي معصوب العينين. معتقل آخر يدعى «رويشان» قال إنه اعتقل عندما خرج في مسيرة إلى تقاطع النصر (كنتاكي) حيث أغمي عليه متأثراً بقنابل الغاز، واختطف بعدها من قبل جنود ومسلحين بلباس مدني مع مجموعة من الشباب. وأضاف انه اقتيد إلى سيارة كان بها طفل ينزف من يده «وعندما حاولت مساعدته منعني أحد الجنود وضربني وأخرج آخر بخاخ ورشنا به ومن ثم فقدنا الوعي مباشرة». وقال إنه تعرض للتعذيب داخل السجن، ومنها ان السجانين كانوا يقفون على صدورهم لنحو نصف ساعة، كما أرغموهم في إحدى المرات على شرب البول. وأشار إلى عملية الإفراج عنه، قائلاً إنه تم إطلاق سراحه وهو معصوب العينين ومربوط اليدين إلى الخلف، وقذف به إلى أحد الشوارع بصنعاء، حيث شاهدت الحادثة امرأة عجوز قامت بفك رباط يده وعينه وساقته معها إلى بيتها وأعطته ملابس ابنها، حتى عاد لساحة التغيير.