ما تزال قضية المعتقلين في سجون النظام إحدى أهم القضايا الشائكة التي يطالب شباب الثورة حكومة الوفاق والقائم بمهام الرئيس عبدربه منصور هادي بحلها سريعاً. ورغم الإفراج عن بعض المعتقلين غير ان جماعات حقوق الإنسان تؤكد ان عشرات المعتقلين ما يزالون يقبعون في السجون، خاصة التابعة لجهاز الأمن القومي الذي يقوده عمار نجل شقيق الرئيس المنتهية ولايته علي عبدالله صالح. وتتكشف يوماً بعد آخر الإجراءات غير القانونية التي تتخذها أجهزة الأمن بحق المعتقلين ومنها التعذيب، حيث كشف عدد من المعتقلين السابقين عن عمليات التعذيب تعرضوا لها أثناء الأيام التي عاشوها في السجون. وقال أحد المختطفين من شباب الثورة ويدعى «عمار الهريشة» في مؤتمر صحفي عقد في ساحة التغيير بصنعاء اليوم الأحد انه تم اقتياده إلى سجن في معسكر السواد حيث قيادة الحرس الجمهوري، وتم وضعه في زنزانة صغيرة حجمها (متر ونصف ×70سم) وهو مكبل بالقيود إلى الخلف وعيناه معصوبتان، كما تم منعه من استخدام دورة المياه لمدة يوم ونصف وتعرض لتعذيب نفسي وجسدي داخل السجن. وتحدث الهريشة أنه تعرض للضرب والصفع على الوجه عند إجراء التحقيق معه، مشيرا إلى أنه في الوقت الذي أدخلوه الزنزانة تم خلع ملابسة ليكتشف بعدها أن الزنزانة التي نقل إليها كان بها ثعبان. وتابع الهريشة أنه شاهد في غرفة التحقيق «أشد أنواع التعذيب» لأحد المعتقلين عند التحقيق معه، «لقد رأيتهم يضربوه في الرأس بقطعة من الحديد حتى سال الدم من رأسه على الأرض وهو يصرخ (أنا مظلوم أنا مظلوم)».
وفي السياق تحدث حميد الرجوي وهو أحد المعتقلين السابقين قائلاً «اختطفوني من جولة كنتاكي وتم اقتيادي إلى سجن الأمن المركزي، وهناك تعرضت لضرب شديد حتى أصبت بجروح بالغة ولم يكتفوا بذالك بل حتى منعوا عني العلاج رغم جروحي». وأضاف الرجوي «تم اقتيادي بعد التعذيب إلى غرفة بها 48 سجين وهي ضيقة جداً حيت لا تستوعب سوى عشرة وكان الأكل الذي يعطونا لا يكفى عشرة أشخاص». وعن عمليات التعذيب النفسي والجسدي التي كان يتعرض لها أوضح الرجوي «كانوا يربطوا عيني ويصعدوا بي إلى أعلى السلم ويقولون لي أقفز فامتنعت ثم ركلني فتدحرجت إلى إسفل السلم وأنا مازلت مكبل بالقيود» مضيفا أنه ذات مرة اقتيد إلى غرفة تحقيق وكان ضابط بيده مسدس ووضعه على رأسي وقال لي إذا أرت الخروج من السجن عليك التحدث إلى الفضائية اليمنية وتقول بأن الإصلاح عذبك لأنك من مؤيدين الشرعية وعندما امتنعت عن التحدث ضربني بلوح خشبي على ظهري وضربني بالحذاء على وجهي ولم يكتفي بذالك بل أطفأ السيجارة في وجهي». بسام الأرحبي ضحية أخرى للتعذيب، تحدث في المؤتمر الصحفي عن يوميات الرعب التي عاشها في سجن جهاز الأمن القومي قائلاً «تم وضعي في زنزانة مظلمة لمدة شهرين وكانوا يسمحون لي بدخول الحمام مرة واحدة في اليومين وقد ساءت حالتي الصحية دون أي دواء يعطوني حتى تمنيت عندها الموت من شدة العذاب والألم الذي نزل بي». أما المختطف السابق عمار الريمي فقد انهالت دموعه وهو يتحدث إلى الحاضرين فكانت أكثر تعبيرا من كلماته التي سردها عما حصل له داخل المعتقل بعد ان تم اقتياده إلى معسر الصباحة، ومن ثم تم نقله إلى سجن آخر تابع للأمن القومي. واستعرض في حديثة المعاناة التي واجهها أثناء الاعتقال قائلاً «كان أكلي وجبة واحدة في اليوم وتلقيت تعذيباً جسدياً ونفسياً ومن ضمن التعذيب التي تعرضت هدوني بالرجم في البئر والسجن المؤبد وأخبروني ان الثورة قد انتهت وان الشباب قد رحلوا من الساحات فكانت وقعتها على مسامعي كصاعقه وأكبر من التعذيب التي تلقيته». وأضاف انه تعرض للصعق بالكهرباء وتثبت يديه في لوح خشبي وتدبيسها بالمسامير لمدة 24 ساعة. مختطف آخر يدعى صادق غيلان أختطف أربع مرات وتعرض خلالها للتعذيب، وكانت آثار التعذيب واضحة للحاضرين.