النظام الحاكم في اليمن ومنذ أن استلم السلطة في اليمن قبل 33 عاما وهو يتجرع الهزائم الواحدة تلو الأخرى في المعارك التي خاضها مع الأعداء في الخارج والداخل. والمعارك الحقيقية التي خاضها النظام مع خصومه كانت في جزر حنيش قبل حوالي خمسة عشرة عاما وانتهت بهزيمة نكراء بسبب سوء تقدير قوة الخصم أو الإهمال الجسيم في حماية الحدود والجزر اليمنية. وتلى ذلك الحروب التي خاضها النظام في صعدة وعددها ستة حروب مع الحوثيين وانتهت جميعها بهزيمة النظام على الرغم أن الحوثيين لا يشكلون رقما صعبا أبداً ولكن في كل مرة يخرج النظام وهو يجر وراءه ذيول الهزيمة بعد أن يخلف وراءه آلافاً من القتلى والجرحى مع خسائر بمئات الملايين من الدولارات. وهزائمه من الحوثيين كانت جميعها بسبب خيانات الطرف الرئيس فيها وهو النظام نفسه، وعزى المراقبون بأن حروب صعدة الستة كان النظام يهدف من ورائها إضعاف الفرقة الأولى مدرع والتي تمثل الجيش اليمني من جانب وكذا التخلص من قيادة الفرقة والتي تشكل العائق المتبقي الوحيد أمام سياسة التوريث من الجانب الآخر كما فضحت ذلك وثائق وكيليكس. ونرى الآن نفس السيناريو يتكرر مع وأثناء ثورة الشباب، فمنذ بداية الثورة وحتى الآن خاض النظام 6-7 حروب صغيرة مع القبائل المؤيدة للثورة فخسرها جميعاً أو أنه في الطريق إلى خسارتها. فأولى هذه المعارك كانت في الحد يافع عندما حاولت بعض كتائب الحرس الجمهوري السيطرة على بعض مناطق القبائل في الحد بيافع تحديداً في المناطق الواقعة بين البيضاء ويافع. وعلى الرغم من أن النظام استخدم الطائرات والصواريخ والدبابات والمدرعات إلا أنه مني بهزيمة نكراء. وثاني هذه المعارك كانت في أبين بعد أن سلم النظام المدينة للقاعدة وحاولت قوات النظام القضاء على اللواء 25 ميكا من خلال تسليح مقاتلي القاعدة الذين يحاصرون اللواء 25 ميكا وقطع الإمدادات العسكرية والغذائية عن اللواء المنضم لثورة الشباب ولكن القبائل قاموا بمعاونة اللواء المحاصر ونجحوا في فك الحصار عنه وبعدها جاءت قوات مهدي مقولة لتركب الموجة ويظهروا أنهم هم الذين تسببوا في الانتصار ولكن الحقيقة هي أنهم هزموا مع مخططاتهم لتسليم أبين لمسلحي القاعدة ثم يتم تحريرها بطريقة تلفزيونية ليصور الأمر لأمريكا والغرب بأن نظام صالح هو النظام الوحيد في اليمن الذي يستطيع التعامل (وليس القضاء) مع تنظيم القاعدة في اليمن فكانت هزيمة أيضاً نظراً لعدم تحقيق الهدف الرئيس للمعركة. الهزيمة الثالثة كانت في نهم عندما حاول النظام ممثلاً باللواء 63 فرض سيطرته على سكان المنطقة وأوسعهم قصفاً بالطائرات والصواريخ عقاباً لهم لتأيدهم لثورة الشباب فما كان أمام قوات القبائل إلا أن تلقنهم درساً لن ينسوه أبداً وتم ذلك بالقضاء التام على اللواء 63 وعلى نفس الدرب يسير اللواء 62 المسمى بمعسكر الصمع والمعسكر 61 المسمى بمعسكر الفريجة وسنسمع عن الهزيمة الرابعة قريباً جداً. أما الهزيمة الخامسة فكانت مدوية بكل معني الكلمة وكان مسرحها الحصبة وكانت حرباً بلا معنى لم يراعي النظام فيها مواقف الشيخ عبدالله بن حسين الأحمر الوطنية ووقوفه ودعمه للرئيس صالح في العديد من المناسبات وكان يخالف أحياناً حزبه ليرضي الرئيس صالح رغبةً منه في الحفاظ على استقرار اليمن وأعلن الشيخ عبدالله رحمه الله بأن مرشحه لانتخابات عام 2006 الرئاسية هو علي عبدالله صالح. أعتقد النظام بأنه يستطيع أن يسجل في رصيده نصر سريع على قوات قبلية يعتقد أنها غير مجهزة لحروب الشوارع والنظام يمتلك من الصواريخ والعتاد الذي قد يؤهله لنصر خاطف وسريع وتلميع لصورته أمام أنصاره وبعد حرب استمرت حوالي عشرة أيام أرسل خلالها العديد من الوسطاء لدى الشيخ صادق بن عبدالله الأحمر وقبل الأخير وساطة الملك عبدالله وأوقف الحرب لكن بعد هزيمة نكراء لقوات علي صالح التي تكبدت حوالي 536 قتيل وأكثر من ألف جريح مقابل مائة وستة جرحى في صفوف القبائل وأكثر من ثلاثمائة جريح وسيطرت قوات الشيخ على أكثر من عشر وزارات ومؤسسات حكومية في منطقة الحصبة سلمتها قوات الشيخ صادق بعد ذلك للجنة الوساطة بمحض إرادتها وليس تم دحرهم كما ذكرت وسائل اعلام نظام صالح. أما الهزيمة السادسة فهي تحدث كل يوم في ساحات التغيير في صنعاء فقوات صالح تم صدها ودحرها عشرات المرات من قبل قوات وفي كل مرة يرجعون وهم يجرون ذيول الخيبة والهزيمة وفي كل مرة يتسببون في قتل عشرات الشباب بسبب استخدامهم لأسلحة فتاكة عادةً لا تستخدم إلا في الحروب واستخدمتها قوات النظام ضد الشباب الأعزل لتوقع أكبر قدر من الخسائر البشرية بين شباب الساحة كما إن قوات صالح استخدمت كذلك القناصة لتزيد غلتها من الأرواح البريئة. أما الهزيمة السابعة فهي على وشك الحدوث فيما يبدو في مدينة تعز العملاقة والأبية والتي تجرع الهزيمة لقوات صالح بشكل يومي حيث أن القبائل التي تحمي الشباب هناك تقاتل يوميا قوات النظام التي يقودها الثلاثي «قيران والعوبلي والحاشدي» وتلحق بهم كل يوم الهزيمة تلو الأخرى ولم تحقق قوات النظام أي نصر يذكر على الرغم من التعزيزات التي تصل إليهم من صنعاء كل يوم في شكل أسلحة وقوات حرس وبلاطجة ولكن خسائر النظام البشرية والعسكرية أصبحت تؤرق القيادة في صنعاء بشكل كبير. كل هذه الهزائم جعلت المراقبين يصفون هذا النظام بأنه النظام الذي أدمن الهزائم والنظام الذي لم يحقق نصراً أبداً.